مقالات حسني عايش
 


تربية وتعليم أم امتحان عام يكرم فيه الطالب أو يضام

حسني عايش
 

وكما نعرف يستطيع أي باحث يؤمن – سلفاً - بدونية جماعة ما أو بموقف ما اختيار المقاييس أو المقومات أو وضع الفرضيات التي تثبت صحة دعواه أو موقفه. ويضيف جولد : "وبهذا المنطق يمكن أن يُحتج على البيض أيضاً ، مع أن أحداً لم يحاول ذلك ، فشفاه البيض – مثلاً - رقيقة ، وهي خاصية يشتركون فيها مع الشمبانزي بينما شفاه معظم السود سميكة . إذن فالسود أكثر إنسانية بالشفاه من البيض" .
 

وحتى المستنيرين من قادة الرأي في ذلك الزمان- مثل توماس جيفرسون- كانوا يؤمنون بذلك ولكنهم قالوا : نعم ، إن السود متخلفين بيولوجياً ، ولكن حق الإنسان في الحرية لا يعتمد على مستوى ذكائه . كما أن بعضهم – مثل جيفرسون نفسه - كان يقول : إن سبب تخلف السود بيولوجي . فيما قال آخرون مثل بنيامين فرانكلين : إنه ثقافي ، لكن جميع قادة أمريكا ظلوا متعصبين عنصرياً بمن فيهم إبراهام لنكولن نفسه الذي وإن زاد احترامه للسود أو العبيد السابقين بسبب أدائهم الجيد في جيش الاتحاد كان يردد في مجالسه ومع محاوريه : "إن الحرية لا تعني المساواة بين السود والبيض وهي فكرة لم يتخل عنها طيلة حياته"             . (Gould)
 

 3- الناس أشكال :

وبعد سيطرة العلاقة بين حجم الجمجمة أو الرأس كدليل على مستوى الذكاء على المرحلة ، حدثت نقلة قوية نحو اتخاذ سلوك الأسلاف مرجعاً لتفسير السلوك الإجرامي للأحفاد (Atavism Theory) كما يعكسه الشكل القردي
 (
Apishness) للمجرمين ، وإن تطور الجنين يلخص التطور البيولوجي للبشرية (النظرية التلخيصية Recapitulation Theory) وإن الفرد يتسلق شجرة عائلته.

 

إذن فالجريمة وراثية كما ادعى لومبروزو - عالم الجريمة الإيطالي الشهير في أواخر القرن التاسع عشر - فالوحوش والمتوحشون يولدون مجرمين، والمجرمون عنده ليسوا سوى قردة تعيش بيننا .

 

لقد ظلت النظرية التلخيصية إحدى أهم النظريات المؤثرة في الفكر العلمي في القرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين ، وكان سيجمون فرويد أحد أعلام هذه النظرية . وقد حاول إعادة بناء التاريخ البشري من عقدتي "أوديب والكترا" عند الأطفال .

 

 

اكتبوا لنا ملاحظاتكم واستفساراتكم

إعداد : حسني عايش

تحرير : المدرسة العربية  www.schoolarabia.net

  تاريخ التحديث 22 حزيران 2002  
Copyright © 2001 - 2002 SchoolArabia. All rights reserved الحقوق القانونية و حقوق الملكية الفكرية محفوظة للمدرسة العربية