حسني عايش
12- إن الامتحانات المدرسية والعامة منذ بدء العمل بها إلى اليوم ذات
طابع فردي مركز جداً , مما يجعلها تشجع على نشوء الفردية والأنانية
ورسوخهما في نفوس الطلبة ، وانتقالهما معهم إلى الحياة العامة ،
وبالمقابل وبحجة التجديد والتطوير نطلب دوماً من المدرسة تبني أساليب
جديدة في التعليم من أجل تعلم أفضل ، مثل التعلم التعاوني (لا
التنافسي) وتوظيفه في الأنشطة الاجتماعية ، والمسرحية ، والفنية
والرياضية... المتعارضة في هدفها وأثرها مع طبيعة الامتحانات المعمول
بها بل والمتناقضة معها ، مما يجعل التعليم أو التعلّم أفضل .
13- تصلح المعايير الموحدة للإنتاج السلعي لتلبية متطلبات الجودة ، لكن
هل هدفنا - كمربين وتربويين ومعلمين ومعلمات - جعل الطلبة متماثلين
كالسلعة المنتجة بالجملة ؟ ربما كان ذلك سارياً إبان الثورة الصناعية
عندما أخذت المدرسة شكل المصنع وخط الإنتاج فيه ، وربما كان مطلوبا
بالنسبة للمهارات الأساسية كالقراءة والكتابة ومبادئ الحساب والعلوم...
ولكن المعايير في الصناعة أشبه برحلة جوية إلى هدف معين عند جميع
المسافرين . أما المعايير في التربية والتعليم فأشبه بشواخص على الطريق
في رحلة لا تتوقف يذهب فيها كل مسافر إلى هدفه الخاص كما يقول شارل م.
ريجيلوث في مقالة له عن المعايير التربوية(Phidelta
Kappan , November
1997 ) واذا كان الأمر كذلك يضيف :
"يجب تفصيل التعليم حسب حاجات
المتعلم (Customize
Learning)
لا معيرة التعليم أو تقنينه وإخضاع جميع الطلبة لمعيار واحد (Standardized
Learning)
يجب عند اللزوم استخدام المعايير لدعم التفصيل" ( كما في تفصيل الملابس
وغيرها ) .
|