متطلبات العمل والتعليم الجديدة

 

التكنولوجيا الجديدة وحرق المراحل

 

نعم ، لقد حررت التكنولوجيا الإنسان والمجتمع من أسر التكنولوجيا السابقة ، ولكن التكنولوجيا الجديدة ، وقد أصبحت جزءاً عضوياً من حياته ، تستعبده مرتين : عبداً لها مرة ، وعبداً لصانعيها مرة أخرى . ولكن ذلك يعني أو يجب أن يعني عند قوم يعقلون ، أن يصبحوا مخترعيها ومطوريها وصانعيها .
 

 إن ذلك يتطلـب منهـم حـرق المـراحل لا إعــادة اكتشـاف الكهـرباء ، أو اختـراع العجلـة ( خـارج المدرسة ) لتحقيـق التـقدم . وإلى مثـل ذلك ذهب أو دعـى المفكـر العظيـم مارشال مكلوهان Nations schools 79.NO(June1967) ) حين أكد أن البلدان المتخلفة والنامية تتمتع بأفضلية على البلدان المتقدمة من حيث قدرتها على حرق المراحل والقفز عنها أي عدم تكرارها لتتقدم . إنها تستطيع – في رأيه - القفز من القرن العاشر قبل الميلاد إلى القرن العشرين دون حاجة للمرور بالمراحل والعمليات نفسها التي مرت بها البلدان الأوروبية . لقد حدث مثل هذا القفز في أمريكا حين انتقلت من القرن الثامن عشر إلى القرن العشرين مباشرة ، أي دون المرور بالقرن التاسع عشر الأوروبي . ولعل كلام ماكلوهان يذكرنا بدول جنوب شرق آسيا التي انتقلت من الموجة الأولى إلى الموجة الثالثة مباشرة في بضعة عقود .
 

ومن هذه المنطلقات ، أو في ضوء هذه الفلسفة ، اقدم هذه الورقة لعلها تحررنا مما قيدنا أنفسنا به من أوهام عن بنية هرم العمالة ( المتداعي ) ومواصفات العمل ، أو العامل المحدود المهارة ، أو النظرة الميكانيكة التي ولت بانتهاء الموجة الثانية ( الصناعة ) . 

ربط التعليم بالعمل
 

مع أن الناس في بلادنا ينظرون إلى التعليم كحزام للنجاة في عالم مضطرب ، إلا أن البيئة العامة للتربية والتعليم - في مختلف مراحله وأنواعه ، وجمهرة المعلمين والمعلمات والإداريين ، جاهلة بوجه عام - بمتطلبات اقتصاد المعرفة مما يجعلهم عاجزين عن ربط التعليم بالعمل والحياة ، إنهم يعيدون إنتاج أنفسهم أو إنتاج الأمس وكأن التعليم ، لا التفكير الديني فقط ، صار سلفياً . إنهم لا يعرفون أو لا يريدون أن يعرفوا أن المهارات والصفات اللازمة للنجاح في المدرسة والكلية والجامعة لم تعد هي المهارات والصفات اللازمة للعمل في الحياة . هذا إن كانت يوماً . إن المهارات والصفات القديمة التي لا تزال المدرسة والكلية والجامعة تركز عليها تدور حول ( صم ) المتعلم لمعلومات دون فهم ، واتباع للتعليمات دون سؤال ، والعمل الفردي لا الجماعي . ولكن المعلومات المحفوظة في دماغٍ أو كتابٍ أو ملفٍ لا تكفي للعمل أو الحياة . ليس لها أهمية مهارة المرء في تحديد المشكلة ومتابعتها ، أي لمهارة المعرفة Know- How ومع أن قدرة المرء – اليوم- على اتباع الإرشادات والإشارات والشخواص مهارة ضرورية ، إلا أن القدرة على النجاح في موقف لا إرشادات أو شواخص أو إشارات فيه أهم من ذلك بكثير كما يرى بعض المفكرين . كما أن القدرة على العمل في فريق والتفاعل مع أعضائه أهم بكثير من العمل الفردي . فنحن قلما نمارس في حياتنا اليومية عملاً فرديا ، وإنما نبادر ونستجيب ونتفاوض باستمرار مع الآخرين . إن معظم العمل يتم من خلال الفرق والمجموعات أو الزمر ، ولكن الأمر في المدرسة والكلية والجامعة بالعكس من ذلك تماماً ، فلا يتوقع من طالب أو طالبة أن يعمل منفرداً فقط ، وبل يحرم عليه التعاون مع غيره لأن التعاون في عرف دوائر التربية والتعليم السائد غش .

خصائص مكان العمل اليوم وغداً

النموذج التقليدي            سُلّم العمل   Job Ladder          النموذج المعرفي

سلّم أو سوق العمل الداخلي محدود

Limited Internal Labor Market

سلّم أو سوق العمل داخلي (في  المصنع / الشركة )
Internal Labor Market

الترقي بالمهارات المؤكدة
Advancement by Certified Skills

الترقي بالأقدمية
Advancement by Seniority
 

 

اكتبوا لنا ملاحظاتكم واستفساراتكم

إعداد : حسني عايش

تحرير : المدرسة العربية  www.schoolarabia.net

  تاريخ التحديث 22 حزيران 2002  
Copyright © 2001 - 2002 SchoolArabia. All rights reserved الحقوق القانونية و حقوق الملكية الفكرية محفوظة للمدرسة العربية