لن أبكي

ب. قراءة القسم الثاني ومناقشته :

- ما الذي يدلنا على أن الشاعرة متفائلة في هذا المقطع ، وما هي مسوغات (أسباب) تفاؤلها ؟ 
 

لآخذ يا مصابيح الدجى من –

زيتكم قطرة لمصباحي

وها أنا يا أحبائي إلى يدكم أمد يدي

وعند رؤوسكم ألقي هنا رأسي

وأرفع جبهتي معكم إلى الشمسِ

وها أنتم كصخر جبالنا قوَّه

كزهر بلادنا الحلوه

فكيف الجرح يسحقني ؟

وكيف اليأس يسحقني ؟

وكيف أمامكم أبكي ؟

يميناً ، بعد هذا اليوم لن أبكي !

أحبائي

مسحتُ عن الجفون ضبابة الدمع – الرمادية
لألقاكم وفي عينيَّ نور الحب والإيمان

بكم ، بالأرض ، بالإنسان

فواخجلي لو إني جئت ألقاكم –

وجفني راعشٌ مبلول

وقلبي يائسٌ مخذول

وها أنا يا أحبائي هنا معكم

لأقبس منكمو جمره

 

لقد استبدلت الشاعرة بالبكاء حبها وإيمانها بأرض وطنها وبالإنسان في وطنها حتى وصلت إلى حد من القوة يبدد الدمع من محاجرها ، وينفي اليأس عن قلبها ويصهرها في طريق الكفاح الذي اختطه شعراء المقاومة في الأرض المحتلة ، فهم في نظرها القناديل التي يستضاء بها ، ومن سنا (ضوء) هذه القناديل ستضيء قلبها – مصباحها – وهم اليد القوية التي تحب أن تستمد منها القوة ، وهم الرؤوس المرفوعة نحو الشمس والحرية ، والتي تود أن يكون رأسها في مستوى رفعة وشموخ هذه الرؤوس .

 

ولقد استعانت الشاعرة في تصويرها لقوة هؤلاء الشعراء وعذوبة كلماتهم وتضحياتهم بصور تنتزعها من جمال الطبيعة في فلسطين ، فهم يشبهون في قوتهم صلابة صخور الوطن ، ومن كلامهم العذب الجميل تشتم روائح أزهار برتقال ولوز ونباتات فلسطين الزكية الأرجة .

 

من أين تسرب الجرح واليأس إلى نفس الشاعرة ؟

هي مصرة على أن الجرح واليأس لن يؤثرا في صلابتها ، وأنها تستنكر البكاء أمام هؤلاء الأبطال ، وتصل إلى حد القسم ، بأن لا تبكي ؟ 

في هذا المقطع نلاحظ أن الشاعرة وصلت إلى حد الاتحاد في المشاعر والأمل والألم مع مشاعر شعراء الأرض المحتلة .
 

اكتبوا لنا ملاحظاتكم واستفساراتكم

تحرير : المدرسة العربية  www.schoolarabia.com

اعداد : أ. وليد جابر

 

تاريخ التحديث : 2 حزيران 2002

 
 

Copyright © 2001 - 2002 SchoolArabia. All rights reserved الحقوق القانونية و حقوق الملكية الفكرية محفوظة للمدرسة العربية