درس تطبيقي في النصوص الأدبية للمرحلة الثانوية

لن أبكي

3- مناقشة المعاني والمضامين في النص .

 

أ. قراءة القسم الأول من الطلاب ومناقشته على النحو التالي : 
 

هنا حلموا

هنا رسموا

مشاريعَ الغدِ الآتي

فأين الحلم والآتي وأين همو

وأين همو ؟

ولم ينطق حطام الدار

ولم ينطق هناك سوى غيابهمو

وصمتَ الصًّمتِ ، والهجران

وكان هناك جمعُ البوم والأشباح

غريب الوجه واليد واللسان وكان

يحوّم في حواشيها
يمدُّ أصوله فيها

وكان الآمر الناهي

وكان .. وكان ..

وغصَّ القلبُ بالأحزان

على أبواب يافا يا أحبائي

وفي فوضى حطام الدور

بين الردمِ والشوكِ

وقفتُ وقلتُ للعينين : يا عينين

قفا نبكِ

على أطلالِ من رحلوا وفاتوها

تنادي من بناها الدار

وتنعي من بناها الدار

وأنَّ القلبُ منسحقاً

وقال القلبُ : ما فعلتْ ؟ 

بكِ الأيامُ يا دارُ ؟

وأين القاطنون هنا

وهل جاءتك بعد النأي ، هل

جاءتك أخبار ؟

هنا كانوا


- لماذا اختارت الشاعرة الوقوف على أبواب يافا ، مع العلم أنها ألقت قصيدتها في حيفا ؟ يافا مدينة مهجورة ، وحيفا مدينة عامرة مزدهرة .

 

- تستثمر الشاعرة عادة كان يتبعها الشعراء الجاهليون في استهلال قصائدهم بها ، وهي الوقوف على أطلال المحبوبة ، ما الشبه بين وقوف الشاعرة على أطلال يافا ، ووقوف أولئك على الأطلال ؟


- كان الشاعر الجاهلي يشرك في وقوفه صاحبين أو أكثر ، كي يسعداه أو يلوماه ، ويبدو أن الشاعرة استبدلت بالأصحاب عينيها وقلبها ، وأدارت الحوار الجميل بينها وبين عينيها وقلبها .

 

لقد وقفت على آثار الديار المهدمة ، والتي اختلطت حجارتها بالأعشاب والأشواك البرية التي نبتت فوقها ، وكان هذا المنظر كفيلاً بأن يثير الشجن ويجري دمع العينين – وهو الموقف الوحيد الذي بكت فيه الشاعرة في القصيدة – ولقد تصورت الشاعرة أن هذه الديار المهدمة ما زالت تنادي أصحابها الذي تركوها ليعودوا إليها ، ويعيدوا بناءها .

هذا النداء الذي لم يسفر عن استجابة تحوَّل إلى نعي لهؤلاء الأصحاب ، الذي افترضت الدار – الشاعرة – أنهم لم يعودوا أحياء .
 

- وقد أصدر الصاحب الثاني – القلب – أنيناً مرَّاً عندما تذكَّر ما حلّ بالديار ومن تغيير الأيام لمعالمها، وتشتت سكانها ، فأخذ يناجيها بحزن سائلاً إياها عن أخبار من سكنوها ، ووسط هذا الحزن يستحضر القلب صورتهم قبل الهجرة والرحيل حيث كانوا يعيشون في هدوء وطمأنينة على تراب وطنهم ، ويحلمون بتحقيق شتى الأماني العذاب ، يخططون لرسم طرائق عيشهم وأساليب حياتهم ، ولكنه يؤكد أن كل ذلك كان وانقضى ، ولم يعد لهم وجود أو أحلام أو مستقبل .
 

- هل تلقّى القلب جواباً شافياً ؟ من ذا الذي سيجيبه ، هل يجيبه ما يشيع في هذه الديار من خراب – الصخر والتراب والأشواك – أم أن أهل هذه الديار والذين أعلنت الدار نعيهم من قبل – هم الذي سيجيبونه؟

 

ومن خلال الحطام والغياب والصمت تلمح الشاعرة جماعات من طيور البوم ومن الأشباح تستوطن يافا وأرض فلسطين الأخرى ، وهذه الجماعات اليهودية الغريبة في وجوهها ، وفي لغتها ، هي التي تحلق في الأرض العربية ، وهي التي تمد جذور استعمارها واحتلالها لأرضها ، وهي التي تتحكم في مصير من بقي من العرب في فلسطين ، وهي الت يتفعل ما يحلو لها ... وبدلاً من أن يتلقى القلب إجابة شافية فقد ملىء بالأحزان القاتلة .

 

- هل انتهى هذا المقطع بما ينبىء بتفاؤل أو تشاؤمها ؟ أو هل وفت بما وعدت به في عنوان القصيدة؟
 

اكتبوا لنا ملاحظاتكم واستفساراتكم

تحرير : المدرسة العربية  www.schoolarabia.com

اعداد : أ. وليد جابر

 

تاريخ التحديث : 2 حزيران 2002

 
 

Copyright © 2001 - 2002 SchoolArabia. All rights reserved الحقوق القانونية و حقوق الملكية الفكرية محفوظة للمدرسة العربية