ماذا نعني بقولنا : إن مدرسة ما جيّدة

حسني عايش

لكن ما أبعاد هذا المنحى في الإصلاح وما الذي يجب علينا الانتباه إليه لنقول إن مدرسة ما جيدة ؟

أولاً : تضييق المناهج باستمرار وبحيث أن ما يتم الامتحان به هو الذي يعلّم أو يُتعلم . عندئذ تصبح  الامتحانات هي التي تحدد الأولويات . لقد أضفينا الشرعية على هذه الأولويات بحديثنا عن المواد الأساسية، مما همّش بقية الموضوعات (كالفنون) .

وبما أن العاملين في التربية والتعليم يحملون علامات الامتحان العام (المقنن) محمل الجد فإنهم يعززون رأي الناس أن علامات الامتحان تعبر عن نوعية التعليم الذي تقدمه المدرسة ، مع أن أفضل ما تتنبأ علامات الامتحانات به هو علامات امتحانات أخرى .

إذا أردنا استخدام المقارنات التي تتنبأ بالصدق والثبات . فإننا نحتاج إلى مقارنات قادرة على التنبؤ بالأداءات ذات القيمة خارج المدرسة ، فوظيفة المدرسة أو التعليم ليس تمكين ا لتلاميذ من النجاح في المدرسة فقط ، بل تمكينهم من النجاح في الحياة أيضاً . ينبغي إذن أن يتجاوز ما يتعلمه التلاميذ في المدرسة حدودَ البرنامج المدرسي .

وكلما ركزنا على المعايير والمقاييس نسينا أو أهملنا المشكلات المدرسية العميقة ، من مثل : نوعية المحادثة أو المناقشة في الصف .  يجب علينا توفير فرص للصغار والفتيان للانغماس في أنواع متحدية من المناقشة ، ويجب أن نعلمهم كيف يقومون بذلك . إن المناقشة نادرة الوقوع في المدارس مع أنها شأن عقلي . إن لها علاقة بالتفكير فيما يقوله الناس والاستجابة له بتأمل وتحليل وخيال . إن ممارسة النقاش في المدارس فن مفقود (فتوزيع أربعين دقيقة على أربعين طالب يعني دقيقة لكل منهم فما بالك إذا استأثر المعلم بمعظم الوقت ؟) .

أما المشكلة العميقة الأخرى في المدرسة فهي عزلة المعلم ، فالمعلمون لا يستطيعون الوصول إلى الناس الآخرين الذي يعرفون ما يعملون . الناس الذين يمكن أن يساعدوهم في تحسين التعليم .

اكتبوا لنا ملاحظاتكم واستفساراتكم

إعداد : حسني عايش

تحرير : المدرسة العربية  www.schoolarabia.net

  تاريخ التحديث 22 حزيران 2002  
Copyright © 2001 - 2002 SchoolArabia. All rights reserved الحقوق القانونية و حقوق الملكية الفكرية محفوظة للمدرسة العربية