إنها مشكلة وقت ليس إلاّ

 



حسني عايش


نظرة طويلة المدى 

ربما حان الوقت للنظر إلى التعليم بصورة ثورية جديدة . إن عمر النظام التربوي الحالي لا يتجاوز ماية وخمسين سنة ، وقد نشأ في الوقت الذي أخذت فيه الصناعة تضع الدجاج في أقفاص صغيرة وقطعان المواشي في حظائر .

لقد أخذت المدرسة شكل خط الإنتاج ولكن بمخلوقات حية كمواد خام ، ظناً منها أن البدء بالطير أو الحيوان (أو الطفل) من الخط نفسه ، ومعاملته بالطريقة نفسها ، وبالرقابة والتحكم نفسيهما ، يكون المنتج
متماثلاً . 

إن المدارس تتغير باستمرار إلا أن هدف التغير هو جعلها – كالمصانع – أكثر تماثلية لا أكثر إنسانية ، ولعلَّ ذلك هو السبب في تركيز جميع الاصلاحات التربوية المركزية على الامتحانات والمساءلة . وفي أثناء اهتمام السياسيين بالكلفة والنتائج يحاولون جعل النظام يعمل بصورة أحسن لا بصورة مختلفة . 

ومنذ تم الأخذ بالفكرة الاصلية التي تقضي بتوزيع الطلبة في صفوف حسب السن أو القدرة المتوقعة ، نسينا الغاية من المدرسة وكيف يتعلم الناس ، إن الناس يتعلمون بالممارسة وهي  فكرة قديمة ما نزال نسلّم بها ، فكل شيء نعمله يترك علامته علينا (علّم يعلّم) لكن المشكلة أو الأزمة جاءت من الفكرة الجديدة المهيمنة على التعليم من البزنس والتي تدعي أن الناس يتعلمون باكتساب المعلومات . 

لقد فشل منحى التعلّم باكتساب المعلومات لأن صم المعلومات أصعب طريقة للتعلّم والسبب الأكثر شيوعاً للنسيان . إن تعلّم المعلومات لا يضمن التذكر ومن المؤكد أنه لا يؤدي إلى الحكمة . كما لا يساعد التلاميذ على تعلّم القراءة والكتابة والرياضيات أو أي شيء آخر ما لم يكن الفهم مرافقاً لها مما يجعل التكرار أو الحفظ غير ضروري .  إن منحى التعلم باكتساب المعلومات يفترض أن الفهم لا محالة آتٍ أو تابع ، مع أن العكس هو الصحيح .

اكتبوا لنا ملاحظاتكم واستفساراتكم

إعداد : حسني عايش

تحرير : المدرسة العربية  www.schoolarabia.net

  تاريخ التحديث 22 حزيران 2002  
Copyright © 2001 - 2002 SchoolArabia. All rights reserved الحقوق القانونية و حقوق الملكية الفكرية محفوظة للمدرسة العربية