إنها مشكلة وقت ليس إلاّ

 



حسني عايش


إن الحاجة الى مزيد من الوقت مسأله عالمية ، وإن كثيراً من الراشدين مبتلون بها . ولكنهم يهربون – عادة – من ضغوطها وإن لفترات قصيرة . أما جون فلا سترة عنده للنجاة منها . إن عليه الذهاب الى المدرسة حيث التخلف عن زملائه مجازفة . وعليه – كذلك – أخذ العمل المدرسي الذي لم يكمله فيها معه الى البيت لإكماله  ، مما يقلص وقت اللعب الذي يمكن أن ينفّس فيه عن غيظه واحتقانه . 

إن المدرسة – للأسف – تتوقع من جميع الطلبة والأعمار والقدرات بلوغ أهداف وأوضاع إعتباطية في الوقت نفسه. كما تضعهم في إطار علاقات تنافسية تقسمهم – في النهاية او جميعاً – الى فائزين وخاسرين . أي إلى وضعٍ  قابل للتنبؤ به (سلفاً) . لكن لماذا لا تعطي المدرسة لجون مزيداً من الوقت ؟ لماذ يكون الوقت المعطى له قليلاً ؟

العذر الأول المتمثل في الإجابة على السؤال الأول يعيد طرح المشكلة : إن اليوم المدرسي والسنة المدرسية منظمان بدقة فلا يبقى للمدرسة مزيد من الوقت لاعطائه لجون وأمثاله . إن اعطاء جون وأمثاله مزيداً من الوقت في مادة ما يعني تقليصاً لوقت مواد أخرى . يجب أن يتم كل شئ في وقته .  

وكما ترون فإن من الصعوبة بمكان العثور على وضع مماثل لهذا الوضع خارج المدرسة ، فالطائرات تتأخر في الإقلاع والسفن تجنح ، والباصات تنحرف عن الطريق ، والقطارات تتصادم ، ... ، ومع هذا يتغلب نظام النقل على الصعوبات جميعاًً . والقضاة يتوعكون ، والشهود لا يـأتون ، وملفات المحامين تضيع ، ومع هذا يظل النظام القضائي يعمل . كما تلغى حفلات الموسيقى ، وتضرب الأعاصير ، ويفشل البزنس ، وتهتز الامبراطوريات ، ولكن الحياة تستمر . والضحايا ان لم يحصلوا على المساعدة يحصلون على العطف والشفقة على الأقل . ولا يعتبرون – بحال – مسؤولين عن سوء حظهم .

إن القول بعدم وجود متسع من الوقت لجون يجعل المشكلة واضحة . جون ليس هو المشكلة . إن جون ضحية للطريقة التي ينظم فيها نظام التعليم الوقت ، فلا يبقى وقت كافٍ لجون وأمثاله . ولعل ذلك يشبه حرمان الطلبة من الهواء ثم لومهم على عدم أخذ نفس عميق .

اكتبوا لنا ملاحظاتكم واستفساراتكم

إعداد : حسني عايش

تحرير : المدرسة العربية  www.schoolarabia.net

  تاريخ التحديث 22 حزيران 2002  
Copyright © 2001 - 2002 SchoolArabia. All rights reserved الحقوق القانونية و حقوق الملكية الفكرية محفوظة للمدرسة العربية