درس تطبيقي في القراءة
الصامتة
الأَميرُ عَبْدُ
الْقادِرِ الْجَزائِرِيُّ
(1)
(نص الدرس)
احْتَلَّ
الْفَرَنْسِيّونَ
الْجَزائِرَ ، فَحَكَموا
أَهْلَها بِقَسْوَةٍ ، وَعَذَّبوهُمْ ، وَنَهَبوا خَيْراتِ بِلادِهِمْ .
وَلكِنَّ الشَّعْبَ الْجَزائِرِيَّ
لَمْ يَسْتَسْلِمْ ، فَقاوَمَ الْغُزاةَ وَحارَبَهُمْ تَحْتَ رايَةِ
الإِسْلامِ ، وَقادَ الأَميرُ عَبْدُ الْقادِرِ
الْجَزائِرِيُّ الثَّوْرَةَ عَلى
الْفَرَنْسِيّينَ ، وَصارَ زَعيماً لِلْجِهادِ في سَبيلِ اللهِ دِفاعاً عَنِ
الْوَطَنِ والأُمَّةِ .
قادَ الأَميرُ
شَعْبَهُ ، وَقاتَلَ الْفَرَنْسِيّين
سَبْعَةَ عَشَرَ عاماً
، خاضَ فيها مَعارِكَ شَديدَةً مَعَ الْغُزاةِ الْمُحْتَلّينَ . كانَ
الْجَيْشُ الْفَرَنْسِيُّ
يَفوقُ الْمُقاتِلينَ الْجَزائِرِيّينَ
عَدَداً وَعُدَّةً ، لَكِنَّ الأَميرَ قادَ جَيْشَهُ بِبَسالَةٍ نادِرَةٍ ،
شَهِدَ لَها الأَعْداءُ والأَصْدِقاءُ ، وانْتَصَرَ عَلى
الْفَرَنْسِيِّينَ في
مَعارِكَ كَثيرَةٍ . غَيْرَ أَنَّ
الْفَرَنْسِيِّينَ غَدَروا بِاالأَميرِ
الْبَطَلِ ، وَأَخَذوهُ أَسيراً إلى فَرَنْسا ، وهُناكَ طَلَبَ
الأَميرُ إِلَيْهِمْ
أَنْ يَسْمَحوا لَهُ بِالإِقامَةِ في دِمَشْقَ ، فَاسْتَقْبَلَهُ أَهْلُها
اسْتِقْبالاً حارّاً ، فَقَدْ كانَ – رَحِمَهُ اللهُ – مِثالاً يُقْتَدى بِهِ
في الإِخْلاصِ لِلْوَطَنِ وَالْعُروبَةِ وَالإِسْلامِ .
بَقِيَ الأَميرُ عَبْدُ
الْقادِرِ في دِمَشْقَ ، إِلى أَنْ تُوُفِّيَ
حَزيناً بَعيداً عَنْ الْجِهادِ ، ظَلَّ يُقاوِمُ الاحْتِلالَ حَتّى حَرَّرَ
بِلادَهُ ، وَطَرَدَ الْمُسْتَعْمِرينَ ، وَأَعادَ رُفاتَ
الأَميرِ الْبَطَلِ إِلى
الأَرْضِ الَّتي أَحَبَّها ، وَماتَ مِنْ أَجْلِها .
اكتبوا لنا ملاحظاتكم واستفساراتكم
|