الأب عماد الطوال   




مشاهدة التلفزيون والتوجيه الأبوي

يُعنى الآباء والتربويين و آخرين كثيرين بجودة البرامج ونوعيتها والآثار السلبية لبعض البرامج وعلى وجه الخصوص برامج العنف الذي يشاهده الأطفال على التلفزيون  والآباء يكثفون من طلبهم على صناعة التلفزيون لتحديد محتوى البرامج. وقد وفرت الدراسات التي أجريت مؤخراً حول أسباب العنف ، دعماً اضافياً للاهتمام بهذا الجانب. واظهر البحث إن الأطفال الذين يشاهدون التلفزيون لفترات طويلة وخاصة برامج العنف منها ، يرتبط سلوكهم بالسلوك غير الاجتماعي والعدائي. واستجابة للاهتمام المتزايد على انتقاء البرامج وبسبب النتائج التي توصل إليها البحث ، أبدت صناعة التلفزيون رغبة في توفير معلومات اكثر للناس من خلال تقليل برامج العنف وتوفير التحذيرات المسبقة حول هذه البرامج. ويجرى العمل ايضاً لابتكار برامج لمساعدة الأباء في مراقبة ما يشاهده أطفالهم على التلفزيون.
 

يعتبر مراقبة الأبوين عاملا رئيسياً للحد من مشاهدة الأطفال لبرامج العنف وهذا الأسلوب لا يقل أهمية عن العمل الذي تقوم به وسائل الإعلام لتقليل هذه البرامج أو الحد منها. فمن خلال هذه البرامج يتعلم الأطفال سلوكيات وقيم سلبية ، لذلك فان للرقابة الأبوية أهمية في الكشف عن التأثيرات السلبية على أطفالهم ولتنمية قدرة الطفل على التمييز واتخاذ القرار.
 

وفي بعض الأحيان ، حتى لو كانت رقابة الأباء لمحتوى البرامج ضرورياً ، فقد لا يكون هذا الأسلوب عملياً. ففي العديد من الأسر ، يعود الأطفال إلى منازلهم قبل آباءهم ويُتركون بدون إشراف شخص كبير معهم خلال ساعات النهار أو جزء منه. ففي هذه الحالات وحالات أخرى يمكن للأسر الإفادة من تقنيات خاصة لحجب هذه البرامج.
 

وقد اتفقت شبكات تلفزيونية عديدة على تطوير أنظمة جديدة للحد من برامج العنف في التلفزيون. بيد انه لم يتم الاتفاق حتى الآن على استخدام نظام واحد أو عدة أنظمة ، وكذلك لم يتم الاتفاق على نوعية هذه البرامج وأسلوب استخدامها.


ما هو رأي البحث؟

كمية الوقت المستغرق في مشاهدة التلفزيون

يتفاوت الوقت الذي يستغرقه الأطفال في مشاهدة التلفزيون بشكل كبير. وساعات المشاهدة تتفاوت بين الطفل الذي لا يشاهد التلفزيون مطلقاً إلى الطفل الذي يكون أمام التلفزيون طيلة ساعات صحوه تقريباً. ويشاهد الأطفال من عمر (2-11) سنة التلفزيون حوالي (23) ساعة اسبوعياً ، ويشاهد المراهقين حوالي (22)ساعة اسبوعياً. وعدد الساعات هذه انخفضت تدريجياً خلال السنوات ، فقد كانت في عام 1986 (28) ساعة أو (23) ساعة ماعدا ساعات مشاهدة أشرطة الفيديو والألعاب. وهذا يعني إن الأطفال كانوا يقضون اغلب وقتهم في مشاهدة التلفزيون وهو اكثر مما يقضوه في صفوفهم الدراسية.
 

وان حوالي نصف ساعات المشاهدة ، يشاهد الطفل التلفزيون بمفرده أو برفقة أطفال آخرين والنصف الآخر يقضيه الطفل مع أحد الوالدين أو أحد الكبار ، لذلك فان حوالي (90%) من وقت المشاهدة ، يشاهد الأطفال برامج غير معدة لهم. ويعزى سبب لجوء الأطفال إلى مشاهدة التلفزيون إلى عوامل عدة من بينها عدم توفر نشاط بديل آخر يقوم به الطفل ويستمتع به.
 

التعلم

لو يتم منح وقت موسع لمشاهدة التلفزيون ، فلا بد من معرفة كيفية تأثير التلفزيون على التعلم. والأطفال خاصة الصغار يمكنهم تعلم الكثير من برامج التلفزيون. وتقوم بعض البرامج بدمج التسلية والتعليم لمساعدة الأطفال في تحديد الشخصيات وقياس الأشياء ومعرفة تسلسل الأرقام والأحرف وتعلم المفردات ومعانيها والاغاني واللغات الأجنبية… الخ. ونتيجة لذلك يدخل الأطفال الروضة ولديهم الكثير من المفردات مما كان لدى الأجيال السابقة من مشاهدي التلفزيون. فمن خلال هذه البرامج يستطيع الأطفال مستقبلاً من تذكر الأحداث المتسلسلة وتطوير مهاراتهم الإبداعية من خلال التلفزيون. ومع كل ذلك يتعلم الأطفال اقل من التلفزيون مما يتعلموه من قراءة الكتب فهم يستطيعون تحديد الأفكار بشكل اكبر أو مغزى موضوع معين بشكل أوسع وذلك لانهم يعتبرون التلفزيون بأنه نشاط استرخائي وليس نشاط فكري.

المرجع "بتصرف"

 

رجوع

اكتبوا لنا ملاحظاتكم واستفساراتكم

إعداد : الأب عماد طوال

تحرير : المدرسة العربية  www.schoolarabia.net

  تاريخ التحديث 23 حزيران 2002  
Copyright © 2001 - 2002 SchoolArabia. All rights reserved الحقوق القانونية و حقوق الملكية الفكرية محفوظة للمدرسة العربية