إن معدل ما يقضيه الطفل في مرحلته الدراسية الأولى أمام التلفزيون هو
(5) ساعات ، ونفس هذا الطفل عند بلوغه الثامنة عشر سيقضي معظم وقته في
المشاهدة بدلاً من متابعة واجباته المدرسية. وتشير البيانات التي
أوردتها منظمة التقييم الوطني للتطوير التربوي في امريكا إلى عجز مستمر
في تقدم مهارات القراءة بين الطلبة من كافة الفئات العمرية وانخفاض
مستوى أداء القراءة للأعمار (9-11) سنة بين عامي 1980-1984. بالإضافة
إلى ذلك اظهر مسح أجرته مجموعة دراسات الكتاب الصناعي (1984) إلى
انخفاض نسبة الشباب الذين يطالعون بشكل منتظم بين عمري (16-21) من 65%
عام 1978 إلى 63% عام 1983. لذلك اكتشفت الأبحاث إلى وجود علاقة بين
مشاهدة التلفزيون واداء القراءة. وهذا البحث سيتناول (1) العلاقة بين
كمية مشاهدة التلفزيون واداء القراءة. (2) تأثيرات مشاهدة التلفزيون
على هوايات وميول القراءة. (3) كيف يمكن للتربويين الاستعانة
بالتلفزيون لتعزيز القراءة.
ما هي العلاقة بين كمية مشاهدة التلفزيون والأداء عند القراءة؟
لقد اظهر البحث حول كمية مشاهدة التلفزيون والأداء عند القراءة إلى إن
هناك ارتباط سلبي بين الوقت الكبير المستغرق في المشاهدة والقراءة.
وأشار علم المنهج إلى تعقد العلاقة بين الاثنين.و أظهرت تحليلات على
(23) دراسة حول هذا الموضوع في جهات أكاديمية مختلفة إلى إن بعض ما
يعرض على التلفزيون يكون ذا فائدة ، وان متابعة هذه البرامج (10) ساعات
اسبوعياً يعكس اثر إيجابي على القراءة لكن إذا تجاوزت هذه المدة فان
ذلك يؤثر سلباً على القراءة. إذ إن الأداء عند القراءة ينخفض وبشكل حاد
مع ازدياد المشاهدة ، فالعلاقة بين الاثنين هي علاقة عكسية.
وقد وجد كلا من (بوسنغ وبيركس) إلى انخفاض العلامات بين طلبة المرحلة
الثالثة الذين يشاهدون التلفزيون بمعدل اكثر من (22) ساعة في الأسبوع.
لكنهم لم يشيروا إلى هذه العلاقة على إنها علاقة سبب ونتيجة. وقد اظهر
مسح أجرته منظمة التقييم الوطني للتطوير التربوي بين عامي (1980-1984)
إن الطلبة الذين يشاهدون التلفزيون اكثر من ساعتين كل يوم (أي اكثر من
خمس ساعات في الأسبوع للعمر 9 سنوات) تكون مستويات كفاءتهم للقراءة فوق
معدل فئتهم العمرية ، بيد ان المشاهدة لأكثر من ستة ساعات في اليوم
يؤدي إلى انخفاض كفاءة القراءة وبشكل حاد ومتواصل عبر الفئات العمرية.
وقد
تمت دراسة علاقة الحالة الاجتماعية الاقتصادية لطلبة المرحلة الثانية
والثالثة والرابعة بالبيئة المنزلية واستخدام التلفزيون وكمية الوقت
المستغرق في المشاهدة والارتباط الفكري وبضمنها أسباب المشاهدة
والقراءة التي من بينها اللجوء إلى التلفزيون من اجل الهروب من العائلة
والاهتمامات المدرسية.
هل إن لمشاهدة التلفزيون اثر على
الهوايات والميول للقراءة؟
هناك بعض الدلائل على إن الأطفال الذين يقضون معظم أوقاتهم في مشاهدة
التلفزيون لا يميلون إلى القراءة والمطالعة او انهم يتجهون إلى قراءة
كتب لا تتميز بالجودة ودون مستواهم الفكري. وقد تم جمع معلومات حول
العلاقة بين مشاهدة التلفزيون وميول القراءة. وكان عدد الطلبة الذين
يستمتعون بالقراءة هم من فئات عمرية صغيرة بينما عدد الذين لا يميلون
إلى المطالعة كانوا من فئات عمرية كبيرة. وقد وجد إن الطلبة الذين
يفضلون القراءة على مشاهدة التلفزيون يقرأون كتب تتميز بالجودة العالية
، وهم على عكس الذين يقضون معظم أوقاتهم في مشاهدة التلفزيون.
كيف يمكن للتربويين الاستعانة بالتلفزيون في تعزيز القراءة؟
بما إن الأطفال يتعلمون الكثير من التلفزيون ، فيمكن للتربويين
الاستعانة به لتحسين مهارات القراءة في أوقات الفراغ. ويتم ذلك من خلال
الإرشاد وانتقاء البرامج المؤثرة والفاعلة والتي تحمل مضموناً فكرياً
يعود بالفائدة على الطفل. فقد وجد إن البرامج الفكرية الإرشادية تؤثر
على مهارات الإصغاء والقراءة . ووجد إن طلبة المرحلة الثالثة الذين
يكثرون من مشاهدة هذه البرامج الإرشادية يحققون علامات أعلى في القراءة
والإصغاء وهم على عكس المقلين من مشاهدة هذه البرامج.
|