التعبير : ماهيته وطرق تدريسه

ضعف التلاميذ في التعبير

علاج الضعف

علاج ضعف التلاميذ في التعبير

على الرغم من أن حجم المشكلة غير صغير ، فإن هذا لا يعني بحال أن تثبط الهمم حيال اقتراح رؤى عملية ونظرية من شأنها أن تخفف من أثرها وتحد من تفاقم خطرها .

 

إن تحديد العوامل والأسباب المسؤولة التي توثر سلبياً في تعبير التلاميذ ، يجب أن يقود إلى دراسة هذه المؤثرات وبالتالي إلى عزل أثرها وبيان الأدوار الإيجابية التي يمكن أن تستبدل بها السلبيات . حتى تنعكس هذه الآثار الموجبة على حياة الطلاب ولغتهم في المدرسة والمجتمع .

 

وما دامت أسباب الضعف محصورة في المجتمع والمؤسسة التعليمية ، ووسائل الإعلام المختلفة ، وفي أسرة الطالب ، فما هي المساهمات التي يجب أن تؤديها كل جهة من هذه الجهات كي تسهل عملية تعليم الطلاب في كافة الموضوعات الدراسية التي يتلقاها في المدرسة ؟

 

بالنسبة للمجتمع :

يرتبط رقي أي مجتمع من المجتمعات إلى حد كبير باستقلاله السياسي وباحترام رأي المواطن فيه وشعوره بالحرية والاكتفاء الاقتصادي ، وفي شعور الفرد فيه بأنه يؤدي دروه الموكول إليه بأمانة وإخلاص من أجعل إسعاد الآخرين .

 

إن لكل مجتمع من المجتمعات سمات قد تشاركه في مجتمعات أخرى ، وسمات أخرى قد يتفرد بها مجتمع دون آخر ، وهذه السمات قد تكون عقلية أو جسدية أو قد تتعلق بالعادات والتقاليد وغيرها .

 

ولعل لغة المجتمع هي السمة التي تحاول جميع المجتمعات المحافظة عليها ، وتعليمها لأبناءها سواء أكانت مكتوبة أم ملفوظة ، من أجل أن يتفاهم الفرد مع غيره بها ، إن كانت غير مدونة ، ومن أجل نقل الموروث الديني والفكري والحضاري والأدبي إن كانت اللغة مكتوبة .

 

إن محنة اللغة العربية تكمن في الواقع السياسي والاجتماعي والاقتصادي والفكري التي يعيش في ظلالها أبناء الأمة العربية في أيامنا ، والتي تنعكس آثارها السلبية جلية على لغة العربي ثم على طريقة تفكيره ، وهنالك ارتباط وثيق بين رقي الأمم واستقلالها واعتمادها على ذاتها ، وبعدها عن أي لون من ألوان التبعية السياسية والفكرية والاقتصادية ، وبين احترام الأمم للغتها والمحافظة عليها . إن من شأن التغييرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في العالم العربي أن تؤدي بالضرورة إلى تغيير نفسية المواطن العربي وتعيد إليه الثقة بنفسه وبتراثه وبلغته أيضاً .

 

ولعلَّ تفشي الأمية في أقطار الوطن العربي راجع إلى الأوضاع السيئة التي ذكرت ، والأمية من أهم عوامل سيادة العامية ، ومن الأسباب المؤثرة في ضعف اللغة ، والبعد عن التمسك بها .
 

 
main page next