التعبير : ماهيته وطرق تدريسه

ضعف التلاميذ في التعبير

أسباب الضعف


وكثيراً ما يلجأ بعض المعلمين إلى التركيز على موضوعات وصفية : يجعلون منها مجالات وحيدة ليتحدث الطلاب عنها أو يكتبوا فيها ، وبذلك لا يتيحون لهم فرصاً للتدرب على الموضوعات المختلفة والكثيرة والتي يحتاج إليها التلاميذ .

 

عدم متابعة المعلمين لأعمال التلاميذ التعبيرية : وبخاصة إهمال بعضهم تقويم موضوعات التلاميذ الكتابية ، والاكتفاء بالنظر إليها أو وضع إشارة معينة على الموضوعات ، وفي ذلك ضرر للتلاميذ من جانبين . الأول أن من يخطيء منهم لا يعرف خطأه فيصوبه ، وأن من يصيب لا يستطيع أن يحكم على صحة عمله . والثاني : أن طلاب الصف الأقوياء والضعفاء تفتر حماستهم للتعبير ، ويزهدون فيه .

 

ولعلَّ عدد التلاميذ الكبير في الصف ، وعدد الحصص الكثيرة الملقى على عاتق المعلم : سببان آخران يحدان من قدرة المعلم على القيام بواجبه في دروس التعبير وغيرها .

 

والمعلم ليس وحده مسؤولاً عن هذا الضعف : ولكن هنالك سلسلة طويلة من المسؤولين بجانبه : مدير المدرسة ، والمشرفون وجميع القائمين على شؤون التعليم في المؤسسة التعليمية والذي يستطيعون أن يفعلوا أي شيء من شأنه أن يساعد المعلم والطالب في هذه المحنة !

 

والإذاعة المسموعة والمرئية مسؤولتان أيضاً عن ضعف التلاميذ في التعبير : فالمسلسلات العامية الرخيصة ، تزيد من اغتراب التلميذ اللغوي ، وتساهم في سيادة العامية ، بالإضافة إلى تحجيم وقت الدراسة لجميع الطلاب ، وفي كافة مراحل التعليم !

 

إن بمقدور الإذاعة – مرئية ومسموعة – أن تساهم مساهمة فاعلة في إعداد البرامج التي تهذب لغة التلميذ، وتسليه ، وتعلمه الاتجاهات الحميدة من خلال ما يمكن أن يقدمه المربون والمختصون من موضوعات تكون البديل السليم ،

 

أما الأسرة فهي مسؤولة مسؤولية لا تقل عن جميع المسؤوليات الأخرى : عما يجب أن توفره – ضمن إطار إمكاناتها المادية – لأطفالها من كتب مناسبة وقصص هادفة ، وتشجيعهم على قراءتها وتداولها مع غيرهم ، وسؤال أبنائهما عن مضامينها ومناقشتهم فيها ، حتى يعودوهم شيئاً فشيئاً حب القراءة والمعرفة .

 

إن شراء السيارة الفارهة ، والأثاث الأوروبي ، ومظاهر البذخ الأخرى ليست أهم من توفير الكتب للأبناء والتي تسهم بالارتقاء بلغتهم وأساليب تفكيرهم وتلحقهم حقاً بركب الحضارة !

 

وهكذا نلاحظ أن العوامل المؤثرة سلباً في تعبير الطلاب في كافة مراحل الدراسة كثيرة ، يساهم فيها المجتمع الأمي مساهمة كبيرة ، وتشارك في تثبيت أثرها المدرسة والمعلمون والمؤسسة التعليمية ، كما تساهم وسائل الإعلام المختلفة في عدم تخطيطها لتقديم البرامج الهادفة والمربية وتشارك الأسرة والآباء والأمهات في عدم إنقاذ أبنائهم من الجهل المتفاقم الذي يستطيعون تلمس مظاهره بجلاء لدى أبنائهم .
 

 
main page next