التعبير : ماهيته وطرق تدريسه
ضعف التلاميذ في التعبير
مظاهر الضعف
يلاحظ أن عدداً كبيراً من الطلاب في مختلف مراحل الدراسة في المدرسة يعانون من
ضعف ظاهر في التعبير بشقيه الشفوي والكتابي. فإن تحدث أحدهم بلغة سليمة ظهرت
إمارات الإعياء على لغته ، وقد يتوقف فجأة قبل أن يفرغ ما يريد أن يقوله من
كلام، أو لعله يلجأ إلى اللهجة العامية يطعم حديثه بها ، أو يتم ما عجز عن
إتمامه بها .
ولعلَّ هنالك من يظن أن التعبير الكتابي يمثل صعوبة أكبر من التعبير الشفوي
بالنسبة للطالب ، ولكن من يسأل الطلبة في المرحلتين الإعدادية والثانوية
بالنسبة لهذه الاشكالية ، سيجد أن التعبير الكتابي أسهل لديهم من الشفوي ، ولكن
هذا لا يعني أنهم يفلحون فيه أكثر من ذلك ، ولكنهم على الأقل يكتبون وحسب ، بغض
النظر عن صحة ما كتبوا أو عدم صحته .
ولعلَّ المتتبع لأساليب تعبير التلاميذ في المرحلتين الإعدادية والثانوية يلاحظ
أن الطلاب ميالون إلى الإجابة المباشرة ، التي تكون مقدورة بقدر على موضوع
السؤال الذي يسألون عنه ، فإذا ما حُوِّر السؤال أو الموضوع تحويراً بسيطاً فإن
الإجابة عليه أو الحديث فيه قد تتخذان مجرى بعيداً بعض الشيء عن السؤال
والموضوع .
ويفترض جدلاً أن الطلبة في نهاية المرحلة الثانوية يجب أن يكونوا قادرين على
الحديث في أي موضوع يتماشى مع حياتهم أو حاجاتهم أو مشاعرهم . وهذا يعني ببساطة
أن يكونوا مهيئين للكتابة في جل الموضوعات الإبداعية والوظيفية التي يحتاجون
إليها . ولكن هل الأمر كذل في مدارسنا ؟
ولعلَّ التلاميذ يبدؤون في التدرب على التلخيص في بداية المرحلة الابتدائية
العليا ، ويتابعون التدرب على هذا الأسلوب التعبيري في المرحلتين التاليتين ،
فهل نستطيع أن نطمئن إلى أن جميع الطلبة في نهاية المرحلة الثانوية قادرون على
تلخيص قصةً ، أو نص أو أفكار موضوع معين ؟ وهل يتحقق لهم القدرة على التلخيص
الصحيح البعيد عن التقيد بالألفاظ ذاتها التي ضُمنت في النص الملخص؟
ثم
إلى أي مدى نستطيع أن نطمئن أن جميع الطلبة في نهاية المرحلة الثانوية قادرون
على تأليف قصةً ، أو على إعداد مقابلة مع أي مسؤول أو نثر قصيدة بطريقة فيها
بصمات الإبداع ؟
ثم
إلى أي حد نستطيع أن نحكم على معظم طلبة المرحلة الثانوية بالنسبة لقدرتهم على
تنظيم أفكارهم وتبويبها ، وتقديم المهم منها؟ ومن ثم ما هي المشيرات التي تدل
على أن غالبيتهم قادرون على ربط أفكارهم بعضها ببعض ، وتسلسلها بشكل طبيعي
ومنطقي ؟
أما فيما يتعلق بالإضافة النوعية التي يجب أن يضيفها معظم الطلبة إلى الموضوعات
التي تعطى لهم وإثراؤها وتوسيع الحديث فيها بشكل ينم عن إطلاعهم وقراءاتهم
الخارجية فيها أو حولها ، وإتخاذهم مواقف إيجابية أو سلبية إزاءها ، فلنا أن
نسأل عن عدد الطلبة الذين يفعلون ذلك من طلبة السنة النهائية من المرحلة
الثانوية !
|