الصفحة الرئيسة <غرفة المعلمين<رف المقالات

تجارب تربوية عالمية

 ترجمة بتصرف: منى مؤتمن عماد الدين وجهاد أبو الشعر

إن السباق بين الدول من أجل تحقيق تعليم أفضل لا يتوقف عند حد معين، فلكل دولة الحق في أن تقلق على مستوى مدارسها ومستقبل أجيالها القادمة. وفي الوقت الذي تسعى فيه الولايات المتحدة لكي يبدع أطفالها في التعليم ويحصلوا على وظائف متقدمة تقنياً ،فإن دول أوروبا الشرقية تهدف لإعداد طلبتها إعداداً يساهم في تكيفهم مع متطلبات سوق العمل. بينما تسعى اليابان جاهدة للتوقف عن استيراد أبحاث غيرها والاعتماد كلياً على دراسات وأفكار علمائها.

وللإفادة من الخبرات والتجارب التربوية ، سنحاول التعرف على أهم المدارس التربوية المتميزة في مناطق مختلفة من العالم وإلقاء الضوء على النواحي الإبداعية المميزة لها، فنجد مثلاً أن نيوزيلندة تتميز في تعليم القراءة وتتميز هولندا في تعليم الرياضيات واللغات الأجنبية واليابان في تعليم العلوم، وألمانيا في التعليم الثانوي وتدريب المعلمين، والولايات المتحدة في التعليم العالي وتعليم الفنون، وإيطاليا في التعليم قبل المدرسة، والسويد في برامج تعليم الكبار.

ويدل مجمل ما سبق على أن الدول قادرة على الإبداع والتفوق إن سعت هي لذلك، فبعد الحرب العالمية الثانية، قامت كل من اليابان وألمانيا بإعادة بناء النظام التعلمي فيهما وبناء مجتمعاتهما بصورة ساهمت في أن يتقدم طلبتهما على غيرهم في الرياضيات والعلوم والموضوعات التقنية .  

ما هي مقومات نجاح المدرسة ؟

- كيفية الإنفاق هي جوهر الموضوع:  إن إنفاق مبالغ ضخمة على التعليم لا يحقق نجاحاً لمدرسة،  فألمانيا واليابان مثلاً تنفقان على الطالب نصف ما تنفقه الولايات المتحدة ومع ذلك تأتيان في المراكز المتقدمة في الاختبارات العالمية.
ويعتقد الخبراء بأن كيفية الإنفاق هي جوهر الموضوع، فبينما تميل الولايات المتحدة للإنفاق على المباني والخدمات الإدارية مع إعطاء رواتب ضئيلة للمعلمين، تركز اليابان وألمانيا على دعم رواتب هؤلاء المربين. وتسعى دول أخرى مثل كوريا مثلاً، والتي تعد التعليم أهم شأن في الحياة، فتحترمه وتحترم القائمين عليه، وتعمل على إبقاء طلبتها لأطول فترة ممكنة في النظام التعليمي العالي.

- الوضوح و الثبات:
يعد الوضوح والثبات من أهم مقومات نجاح المدرسة والتفوق التعليمي. فالعديد من الدول الناجحة تتميز بمناهج تربوية واضحة تزود المعلمين بتعليمات دقيقة حول ماهية وكيفية الموضوعات التي يقومون بتدريسها.

- طول العام الدارسي: من العوامل التي لها الأثر الأكيد في تحقيق النجاح الدراسي هو طول العام الدراسي، فبينما هو في اليابان 240 يوماً وفي ألمانيا 210 أيام، نجد أنه في الولايات المتحدة لا يتجاوز 180 يوماً.

ومع أن الدول لا تزال تبحث جاهدة عن السبل المختلفة لتطوير نظمها التربوية، فإنه يجب مراعاة الخصوصيات والفوارق الاجتماعية والثقافية والاقتصادية للمجتمعات المختلفة عند التطبيق

 

تابع           

 

  

ارسل الخبر لصديق
ليعرف صديقك من اختار له الخبر
لطباعة الخبر