الصفحة الرئيسة <غرفة المعلمين<رف المقالات

الدور الإشرافي لمدير المدرسة في تعليم اللغة الإنجليزية

إعداد: د. حسين عبد الفتاح - قسم التربية/ جامعة اليرموك
عن رسالة المعلم – العدد الرابع / المجلد الثالث والثلاثون

يضطلع مدير المدرسة حالياً بمهام جسيمة وعديدة يأتي في مقدمتها الإشراف على العملية التعليمية في مدرسته, والعناية بالقائمين عليها وتوجيههم, ومن ثم تهيئة المناخ الذي يكفل سبل تطويرها وتحسينها.
والمدير الواعي بعد ذلك يجب أن يكون ملماً بأبعاد مسؤوليته تجاه معلميه, و بمتطلبات وأهداف وخصوصيات جميع المباحث الدراسية التي تعطى في مدرسته. وفي هذا البحث ستتم معالجة دور المدير في التعامل الفني مع مدرس اللغة الإنجليزية, وتوجيهه والإشراف على أدائه التعليمي. و كثيراً مما سيطرح للنقاش هنا يصلح لأن يكون قاعدة مشتركة لعلاقة المدير بمعلمي المباحث الدراسية الأخرى, إلا أننا سنحاول التركيز علىخصوصية مبحث اللغة الإنجليزية ومعلمها, ما وسعنا ذلك.

-  هل لمبحث اللغة الإنجليزية ومعلمها خصوصية ؟

دعونا نتذكر الحقائق التالية:

أولاً لا بد لنا في البداية من لمس جانب على قدر من الأهمية يتعلق بسيكولوجية معلم اللغة الإنجليزية في بلادنا. إذ تشير دراسات عديدة إلى أنه ينظر لنفسه علىأنه شخص متميز , وربما موهوب ذو عقلية متفتحة نسبياً ربما أكثر من أقرانه المعلمين, وأنه شخص ذو اطلاع ربما أكثر من غيره. ولعل مبعث هذا التصور عن الذات إحساسه بأنه اطلع على لغة وحضارة أخرى من خلال دراسته اللغوية, بل إنه قد يرى أن تخصص اللغة الإنجليزية إنما يجتذب ذوي الكفاءة العقلية رفيعة المستوى؛ فامتلاك اللغة الإنجليزية, ولا ريب, مستقر في ذهنه ووجدانه على أنه امتياز لمن يتخصص فيها إلى درجة أنها قد تمنحه فرصة عمل أفضل مثلاً. وبذلك فهو يرى في بعض اللحظات أن لديه فرصاً أفضل من غيره للتمرد والتعالي والشموخ وتحدي "الأوامر" وكأنه يتوقع من الإدارة أن تدلله وأن تعامله معاملة خاصة.
ومع أننا لا نقول بمعاملته معاملة خاصة, إلا أن هذا التصور – إن صح لدى بعض المعلمين – جانب مهم, ولا بد للمدير الحكيم من أن يأخذه بالحسبان حين يتعامل مع هذا المعلم, وذلك لكسب وده من ناحية, ولدفعه للإخلاص والتفاني في عمله من ناحية أخرى.

ثانياً يتعامل معلم اللغة الإنجليزية مع موضوع يعتقد بأن رؤساءه في كثير من الأحوال لا يعرفون عنه شيئاً, وقد يقوده هذا الوضع بالتالي إلى الشعور بالاستقلالية والحماية والحرية في التصرف, والعمل في معزل عن الرقابة المباشرة أو الدقيقة, وفي تحصن من معرفة الآخرين لما يجري داخل حجرة الصف. وقد يدفعه مثل هذا الإحساس – ربما من غير قصد-  إلىالوقوع في الإهمال أو الخطأ دون أن يتمكن المدير من اكتشافه أو تعديل مساره التربوي أو الأدائي.

ثالثاً إن عامة الطلبة والزملاء المعلمين والمديرين ينقصهم الحافز الكافي للاهتمام بتعلم أو تعليم هذا المبحث, باعتبار أن النتائج الملموسة لدى المتعلمين في المراحل الأولى ضئيلة, نظراً لضيق الفرص في بعض الأماكن لاستخدام اللغة الإنجليزية وممارستها عملياً مع الناطقين بها. وذلك بالإضافة لاعتبارات عاطفية، منها أن هذه لغة صعبة يستحيل فهمها أو إتقانها, أو أنها لغة الاستعمار، الأمر الذي ينعكس سلباً على المعلم نفسه, فلا يسعى بدوره لتحسين مواقفه التدريسية، الأمر الذي يؤثر على تعلم التلاميذ.

رابعاً – هناك ضعف ظاهر لدى معلمي اللغة الإنجليزية والتلاميذ في مستوى إتقانهم المهارات الأساسية لهذه ا للغة, الأمر الذي يتطلب مزيداً من العناية والتوجيه والإشراف والتأهيل وتوفير الحوافز .. إلخ
من هنا يجب القول إن لتدريس اللغة الإنجليزية في مدارسنا خصوصية تتطلب في بعض الحالات خصوصية في التعامل مع معلميها من قبل مديري المدارس

 

  تابع 

  

ارسل الخبر لصديق
ليعرف صديقك من اختار له الخبر
لطباعة الخبر