في
هذه المرحلة ينتقل الطفل إلى المدرسة
ويبدأ بتعلم أشياء لم يألفها من قبل.
ونستطيع أن نطلق على هذه المرحلة مرحلة
السؤال، فالطفل يبدأ بتعلم أشياء
جديدة وبذلك تكثر أسئلته، فنسمع منه
دائماً :"ماذا؟؟ متى؟؟ كيف؟؟ لماذا؟؟".
ومع هذا فقد يستمع الطفل لجوابك وقد
لايستمع له، وقد يفهمه أحياناً ولا
يفهمه أحياناً أخرى.
يحدث
النمو المعرفي عند الأطفال من خلال
العمل والفعل، ويتعرف الطفل على
الأشياء من حوله من خلال لمسها أو
تذوقها، فالفعل
في هذه المرحلة هو طريقة الطفل الوحيدة
للتعرف على بيئته، لذا يجب علينا أن
نوفر له الفرصة الكافية للمس الأشياء،
بالإضافة إلى الأعمال اليدوية التي
تساعده على إدراك العلاقات
والمفاهيم على نحو أكثر فاعلية من طرق
المراقبة المجردة.
ومن
الضروري أن نعطي أطفالنا فرصة اكتساب
المعرفة عبر عمليات الاكتشاف الذاتية،
و لكن هذا لا يعني بالضرورة أن نتركهم
وحدهم، بل علينا أن نتفاعل
معهم و أن نساعدهم على مشاركة
الأطفال الآخرين بتجاربهم، وبذلك نعمل
على نقلهم من التمركز حول الذات إلى
التفاعل الاجتماعي الذي يعينهم على
إدراك وجهات نظر الآخرين و تطوير لغتهم
بالتدريج.
من
ناحية أخرى، لابد أن نعلم بأن سنوات ما
قبل المدرسة تشكل مرحلة حرجة بالنسبة
للنمو المعرفي لدى الأطفال، و أنه من
الممكن رفع مستوى ذكاء الطفل 30 درجة
باستخدام الطرق التعليمية المناسبة.
ومن
ميزات هذه المرحلة العمرية
أن الطفل
يعتمد على التعميم , فيقول مثلاً طعام
عن أي طعام يتناوله، و حيوان عن الكلب
أو الهرة أو أي حيوان يراه، و حلوى عن
كل أنواع الحلويات، و يستطيع أن يميز
معنى الجيد و الرديء. من جهة أخرى،لا
يكون لدى الطفل في هذه المرحلة القدرة
على تركيز الانتباه، و لكنها تزداد مع
تقدمه في السن، أما عن قدرته على
التذكر فهو قادر على تذكر العبارات
المفهومة.
وأخيراً
فإن رعاية الطفل من ناحية تربوية في
الحضانة أو رياض الأطفال أفضل له من
بقائه في المنزل فيما يتعلق بنموه
العقلي، فالحضانة توفر له فرصة
المشاركة وممارسة المهارات المكتسبة
بشكل أكبر مما يوفره له جو المنزل
الهادئ.
|