لكن لماذا نحفرها ؟ لأنها ليست موجودة.هذا هو أحسن وأدق تفسير يخطر على بالي
عندما يسألني الأطفال : لماذا نحفر ؟ توجد
بالطبع جملة من الأسباب المسؤولة والجيدة والحديثة التي يمكن سردها للأطفال
كمبررات للحفر قبل البدء به , فعمل حفرة يتضمن جملةً من التجارب
مثل استخدام الأدوات ، واكتشاف أنظمة جذور النباتات، وملاحظة الديدان
، والنمل ، والحشرات كالخنافس والبزاق وأشكال أخرى
من الحياة في التربة ، ومراقبة تغيُّر لون التربة وبنيتها ،واكتشاف عيِّنات من الصخور،
والكنوز المدفونة ، مثلَ المسامير القديمةِ، والقناني، والأواني الفخارية ، وأدوات اللعب،
وحتى روؤس السهام .
ويكون الحفر أجمل وأجمل إذا كان لدى
الأطفال مجموعة من أدوات فحص التربة لأنهيمكن إجراء الفحوص عليها
ومقارنة تركيب كل مستوى منها بالآخر .وليس هذا فحسب، فهناك منافع تربوية أخرى للحفرة ، من مثل ملء الطفل لها
بالماء ( هذا إذا كان متوافراً ) فيحصل على بركة صغيرة يمكن أن يخوض
فيها . كما يمكن أن يحوّل الحفرة إلى مكان للخزن ، أو يقفز من فوقها ،
أو ينزل فيها ، ثم " يتسلق " منها، أو يضع عارضةً خشبيةً عليها لممارسة
لعبة التوازن أو تمرير سيارات اللعب عليها .
وعندما ينتهي من
كل ذلك يعيد التراب المستخرج منها إليها .غير أن إيراد مثل هذه الأسباب أو المبررات مسبقا للحفر قد يشوه ما
يحدث تالياً : يشوه المغامرة، والاكتشاف ، والتجريب ، والبحث ،
وهي النشاطات المثيرة التي كان يكيّف عليها الطفل بريان ( خمس سنوات )
عندما كنا نحفرها هذا الصيف، فالإثارة المفتوحة الواعية التي تأتي من
الحفر تجعل الطفل متلهفاً ، وحماسه في الأوج لمعرفة ولملاحظة ما يحدث
عند كل ضربة فأس . ترى ماذا يكون عليه شعور بريان لو عرف مسبقاً الذي
يمكن أن يصل إليه ؟ لن يكون النشاط بحثاً أو اكتشافاً أو مغامرة أليس
كذلك ؟ على الأقل هذا ما يعترف به بعض العلماء المشهورين
.