القصائد التي تعجبني

 

عـلى ديـار مـن الإسلام خـــاليـة

 

قـد أقفرت ولها بالكـفر عمرانُ

 

حيث المساجدُ قد صـارتْ كنائسَ ما

 

فيهنَّ إلا نـــــــــــــــواقيسٌ وصلبانُ

 

حتى المحاريبُ تبكي وهي جـــامدةٌ

 

حتى المنــــــــابرُ ترثي وهي عيدانُ

 

يــــــا غافلاً وله في الدهرِ موعظةٌ

 

إن كنـــــــت في سِنَةٍ فالدهر يقظانُ

 

وماشيــــــــــــًا مرحًا يلهيه موطنهُ

 

أبعد حمصٍ تَغرُّ المـــــــــرءَ أوطانُ

 

تلك المصيبةُ أنْسَتْ ما تقدَّمهــــــــا

 

وما لها مع طولَ الدهرِ نسيـــــــانُ

 

يـا أيهـا المـلك البيضــــاء رايتــــــهُ

 

أدرك بـسـيـفـك أهـل الـكـفـر لا كانوا

 

يا راكبين عتـــــــاقَ الخيلِ ضامـرةً

 

كأنهــــــــا في مجال السبقِ عقبانُ

 

وحــــــــاملين سيوفَ الهندِ مرهقةُ

 

كـــــــــــــأنها في ظلام النقع نيرانُ

 

وراتعين وراء البحر في دعـــــــــةٍ

 

لهم بأوطــــــــــــانهم عزٌّ وسلطانُ

 

أعندكم نبأ من أهــــــــــــــل أندلسٍ

 

فقد سرى بحديثِ القومِ ركبــــــــانُ

 

كم يستغيث بنو المستضعفين وهـم

 

 أسرى و قتلــــــــى فما يهتز إنسانُ

 

ماذا التقاطع في الإســــــلام بينكم

ُ

وأنتمْ يا عبـــــــــــــــــاد الله إخوانُ

 

ألا نفوسٌ أبيَّـــــــــــــــــاتٌ لها هممٌ

 

أما على الخيرِ أنصــــــارٌ وأعوانُ

 

يا من لذلةِ قـــــــــــــــومٍ بعدَ عزِّهُمُ

 

أحال حـــــــــــــــالهمْ كفرُ وطغيانُ

 

بالأمس كانوا ملوكًا في منازلــــهم

 

واليومَ هم في بلاد الكـفرُ عبدانُ

 

فلو تراهم حيارى لا دليـــــــــل لهمْ

 

عليهمُ من ثيابِ الذلِ ألــــــــــــوانُ

 

ولو رأيتَ بكـــــــــــــاهُم عندَ بيعهمُ

 

لهــــــالكَ الأمرُ واستهوتكَ أحزانُ

 

يا ربَّ أمِّ وطفـــــــــــــلٍ حيلَ بينهما

 

كمــــــــــــــا تفرقَ  أرواحٌ و أبدانُ

 

وطفـلةٍ مـثل حسن الشـمـسِ إذ طلعت

 

كأنمــــا هـي يـاقـوتٌ و مرجانُ

 

يقودُها العـــــــلجُ للمكروه مكرهةً

 

والعينُ بـــــــــــاكيةٌ والقلبُ حيرانُ

 

لمثل هذا يــــــــذوبُ القلبُ من كمدٍ

 

إن كان في القلــــب إسلامٌ وإيمان

 

                                                                                                                 

  

...رثاء أندلسٍ...

لأبو البقاء صالح بن يزيد بن صالح بن موسى بن أبي القاسم بن علي بن شريف الرندي الأندلسي

(  601- 684هـ )

الموافق

(  1204- 1285 م )    

مـن أبناء (رندة) قرب الجزيرة الخضراء بالأندلس وإليها نسبته. وهو من حفظة الحديث والفقهاء. وقد كان بارعا في نظم الكلام ونثره. وكذلك أجاد في المدح والغزل والوصف والزهد. إلا أن شهرته تعود إلى هذه القصيدة  التي نظمها بعد سقوط عدد من المدن الأندلسية. 
 

 المسموعة

منشد آخر

قصيدة ابن الرندي.rm