مباديء في نظرية عامة في التعليم
إعداد الدروس (التخطيط الدراسي)

مفهوم الإعداد :
يقصد بإعداد الدروس أو التخطيط الدراسي في مجال التربية ، وضع خطة واعية يلتزم المعلم بتنفيذها ، وتساعده في تحديد ما يناسب تلاميذه من المادة ، ورصد الكتب والمراجع التي تسهل له إيصال محتوى المادة التعليمية ، وتحديد الطرائق والوسائل والأنشطة وأساليب التقويم للمادة .  وتوزيع مفردات المنهج وموضوعات الكتاب على رقعة زمنية تضمن التوفيق بين هذه المفردات والموضوعات ، وبين زمن الدراسة الحقيقي في الأسبوع ، أو الفصل ، أو السنة الدراسية .  

أهمية الإعداد :
يعتبر الإعداد ركناً أساسياً في علمية التربية ، وتنبع أهميته من أنه يحدد بشكل واضح مسار التعامل بين الأطراف المعنية بتلك العملية وهي : التلميذ  والمعلم والمنهج .

يساعد المعلم على تحديد الاطار العام للمهمات التربوية المنوطة به قبل البدء بالعمل كيما يستطيع وضع مخطط محدد يساعده على تصور المهمات ، وفهمها وإعداد نفسه لمواجهتها وتذليل ما يبدو صعباً منها . ويعينه على المواءمة بين المتغيرات الكثيرة التي تواجهه في العمل ، والتي يستطيع أن يسيطر عليها ويوجهها الوجهة التي تخدم طلابه وتقودهم إلى بلوغ الأهداف التي يراد لهم بلوغها.
ويحدد توزيع مفردات المنهج ، والموضوعات على زمن الدراسة الفعلي ، توزيعاً يأخذ بالاعتبار أهمية الموضوعات ، والمدة المتوقع انجاز الموضوع أو الوحدة الدراسية خلالها . هذا التوزيع السليم يحقق التوازن في الزمن ، فلا يطغى زمن موضوع على آخر، ولا ينقص بالتالي زمن موضوع أو موضوعات أخرى . كما ويضمن عدم إغفال أو ترك أي موضوع من الموضوعات .
يضمن الإعداد الصحيح ، تبصير المعلم بالأهداف والوسائل والإجراءات التعليمية ، وأساليب التقويم ، ويشتق لكل مادة تعليمية أهدافها الخاصة ، ويحدد الوسائل التعليمية التي تساعده في إنجاز أهدافه ، ومن ثم يعين الإجراءات والأنشطة التعليمية التي تحدد دوره ودور المتعلمين في العملية ، ثم يرصد أساليب التقويم التي تقيس ما تحقق من المادة .
يساعد المعلم على تنويع طرائق التدريس لتتلاءم مع أهداف ووسائل وإجراءات وموضوعات المادة الدراسية ، ومن حاجات التلاميذ وقدراتهم وميولهم . وهكذا يساعد الإعداد المعلم في رسم الطريقة الصحيحة لتناول كل موضوع في غرفة الدرس .
يمكن الإعداد المعلم من مراجعة جزيئات المادة ، ودقائقها والوقوف عليها ، ويجنبه مواقف الارتباك والاضطراب – وهما ثمرتا الارتجال – ويمنحه الثقة بالنفس والتي تنعكس بالتالي على تلاميذه وعلى كل من يتعامل معهم في المجال المهني .
ويساعد الإعداد على ربط ما يمكن ربطه من الموضوعات بموضوعات سابقة ربطاً يبني المعلومات اللاحقة على معلومات أو خبرات عرفها الطلاب ، ويقود إلى بناء المادة بناء منطقياً ويثبت تعلمها لدى الطلاب .