من الأخطاء الشائعة أن علوم الطبيعة هي من العلوم الدقيقة وذلك ناتج عن عدم الدقة في التعبير من جهة ولتغاضينا عن المطالبة بالدقة المطلقة لأسباب محض عملية.
فإذا طلبت إلى نجار أن يصنع لك طاولة طولها
i1.8 m ، عرضها i0.8 m وارتفاعها i0.7 m فإن أقصى دقة يمكن أن يدركها النجار تعتمد على تدريج أداة القياس التي يستعملها . لو كان تدريج أداة القياس بالميليمتر فلا بد من خطأ في القياس يشكل جزءاً من الميليمتر وهذا مقبول لدينا لأن العين لن تشعر بذلك الفرق ، فهو أقل من جزء من 1800 جزء من طول الطاولة وفي أسوأ الحالات هو جزء من 700 جزء من ارتفاعها .

أما التجار الذين يشترون صوف الغنم ( سمكه يتراوح بين  17-22 مايكرون ) فإنهم يقيسون قطره بالمايكرون (جزء من مليون من المتر) والدقة التي يحصلون عليها تكون مرهونة بجهاز القياس وعلى الغالب لا تقل عن جزء من مائة من المايكرون.  الأمر كذلك عندما نستعمل الأدوات اللازمة للوزن (أي قوة جذب الأرض لكتلة ما) فعندما نَزن شاحنة لا نتوقع أن تكون الدقة بالغرام أو حتى بعشرة كيلو غرامات ولكن عندما نحسب الطاقة الناتجة عن الانشطار أو الاندماج النووي تكون الدقة المطلوبة تختلف اختلافاً كبيراً فإن كتلة نيوترون واحد تساوي  :mn = 1.6749286 × 10-27 kg .

إذاً هناك أمران لا بد من التنبيه لهما ، الواحد هو أن الدقة التي نطلبها في القياس تختلف من حالة لأخرى ( حسب حاجتنا لها ) والآخر أنه لا يمكن أن ندرك الدقة المطلقة في القياس . فهذا شيء مستحيل لأن لكل أداة قياس هناك تدريج ولا يمكن أن نصل عملياً إلى تدريج تكون المسافة فيه بين نقطتين متجاورتين قريبة جداً من الصفر .

هذا يصل بنا إلى النتيجة التي يجب ألا تغيب عن ذهننا: علوم الطبيعة هي علوم تقريبية.

 

اكتبوا لنا ملاحظاتكم واستفساراتكم

تحرير : المدرسة العربية  www.schoolarabia.net

اعداد :أ . عصام زكي عرّاف

 

تاريخ التحديث 19 أيلول 2002

 

 
 

Copyright © 2001 - 2002 SchoolArabia. All rights reserved الحقوق القانونية وحقوق الملكية الفكرية محفوظة للمدرسة العربية