إعادة النظر في التعلّم في العصر الرقمي

في السنوات القادمة سوف يكون من السهل الوصول إلى التكنولوجيا الرقميّة لأي شخص في أي مكان في العالم . إن هذه التكنولوجيا الرقمية الجديدة قادرة في إحداث تغيير أساسي على طريقة وطبيعة التعليم الذي يتلقاه الناس . وهي  قد جعلت حدوث ثورة في مجال التعلّم أمراً ممكناً .

إلا أن التكنولوجيا الرقميّة التي تجعل من احتماليّة حدوث ثورة في مجال التعلّم أمراً ممكناً ، لا يمكن أن تضمن نتائج هذه الثورة . كما أن النتائج الأوليّة غير مشجعة . ففي معظم الأماكن التي أصبحت التكنولوجيا الجديدة مستعملة فيها في مجال التعليم اليوم ، نجد أن هذه التكنولوجيا تستعمل ببساطة لكي تعيد تقوية أساليب قديمة وبالية في مجال التعلّم . إن الأفكار والأساليب حول التعليم والتعلّم ، ما تزال كما هي إلى حد كبير .

 

ولكي نستفيد بشكل كامل من مزايا التكنولوجيا الجديدة ، علينا أن نعيد النظر بشكل أساسي في أساليبنا الخاصة بالتعليم والتعلّم ، وفي أفكارنا حول كيفيّة قيام التكنولوجيا الجديدة بدعمهما .

 

أكثر من مجرّد معلومات

عندما يقوم الناس بالتفكير حول التعليم والتعلّم ، فإنهم في الكثير من الأحيان يصلون إلى التفكير حول المعلومات . إنهم يسألون أسئلة مثل : ما هي المعلومات الأكثر أهمية والجديرة بمعرفة الناس بها ؟ ومثل: ما هي أفضل الطرق لنقل المعلومات من شخص ما (المعلم) إلى شخص آخر (المتعلم) ؟

 

إن ارتباط التعليم بالمعلومات ، وكذلك ارتباط أجهزة الكمبيوتر بالمعلومات أيضاً ، قد جعل الانسجام أو التزاوج ما بين التعليم وبين الكمبيوتر أمراً مناسباً جداً .

 

إن هذا التركيز على مسألة المعلومات يؤدي إلى تحديد وتشويه كل من مجالي التعليم والكمبيوتر . فإذا كنّا نُريد تحقيق الاستفادة القصوى من مزايا التكنولوجيا الجديدة الخاصة بالكمبيوتر ، وإذا أردنا مساعدة الناس على الاستفادة بشكل أعم كي يصبحوا على نحو أفضل في مجالي التعليم والتفكير ، علينا فإن أن نتجاوز وجهات النظر تلك التي تركز على موضوع المعلومات بالنسبة لكل من الكمبيوتر والتعلّم .

إن التعلّم ليس مسألة بسيطة تأتي على شكل بث للمعلومات ، أي أن المدرسين ليس بإمكانهم حشو رؤوس الدارسين بالمعلومات ، بل إن التعلّم عبارة عن عمليّة نشطة يقوم الناس من خلالها ببناء جديدٍ للعالم من حولهم . وباختصار يمكننا القول أن الناس لا يتلقون الأفكار بل هم يشاركون في صنعها . 

بالنسبة للكمبيوترات فإنها أكثر من مجرّد آلات للمعلومات . بالتأكيد إن الكمبيوترات أجهزة رائعة في مجال بث المعلومات والوصول إليها . ولكن ، الكمبيوترات تعبر عن قيمة أكثر اتساعاً ، إنها مجال جديد يقوم الناس من خلاله بالإبداع والتعبير . وهكذا فإننا إذا قمنا ببساطة باستعمال الكمبيوتر فقط لتوصيل المعلومات للطلاب ، فإننا نكون قد أضعنا خاصيّة التغيير الكبير الذي طرأ على التكنولوجيا الجديدة التي تهدف إلى تغيير شكل التعليم والتعلّم .

يمكن استعمال الكمبيوتر لتصميم الأشياء وإيجادها . وبالإضافة إلى إمكانية الوصول إلى صفحات المواقع الالكترونية ، بإمكان الناس عمل صفحات مواقع خاصة بهم . وبالإضافة إلى إمكانية تنزيل الموسيقى على الكمبيوتر ، بإمكان الناس عمل أو خلق أو تأليف موسيقى خاصة بهم .

لقد أظهرت الأبحاث أن الكثير من تجاربنا الجيّدة في مجال التعلّم تتحقق بينما نحن نقوم بالتصميم والإبداع، خاصة تصميم وإبداع الأشياء ذات المعنى والقيمة بالنسبة لنا أو للآخرين من حولنا .
 

يمكن النظر إلى الكمبيوتر على أنه آلة بناء عالميّة تتجاوز بشكل كبير مقدرة الناس على الإبداع ، ومقدرتهم على التعلّم .

 

اكتبوا لنا ملاحظاتكم واستفساراتكم

تحرير : المدرسة العربية  www.schoolarabia.net

اعداد : المدرسة العربية

 

تاريخ التحديث 24 نيسان 2002

   
 

 Copyright © 2001 - 2002  SchoolArabia. All rights reserved الحقوق القانونية و حقوق الملكية الفكرية محفوظة للمدرسة العربية