بقلم : د. باري وليز
Barry Willis
|
التكنولوجيا لا تقدم حلولاً سحرية :
يرافق كل تكنولوجيا جديدة إدعاءات تصفها بأنها الوسيلة الأفضل للتوصيل والتي
ستحل جميع مشاكل التعليم . ومالم
يتم فهم الحاجات التعليمية بشكل تفصيلي
فإن أي تكنولوجيا يمكن وصفها بأنها
مناسبة أو غير مناسبة . وحتى
اولئك الذين هم في مقدمة الإبداع التكنولوجي، يعترفون بصراحة أنهم غير
متأكدين من المسار الذي تدفع التكنولوجيا بشركاتهم إليه ، ونتيجةً لذلك فإنهم
يستثمرون بشكل كبير في مجالات التسويق والأبحاث والتطوير ، في محاولة منهم
للمحافظة على تفوقهم التكنولوجي ، بغض النظر عن موقعهم في المستقبل .
إن أفضل نصيحة توجه
للمؤسسات التي لا تملك التمويل الكافي للبحث والتطوير ، هي أن يتجنبوا الحلول التكنولوجية لحل مشاكلهم التعليمية .
وعلى هذه المؤسسات أن تركز على
المحتوى وحاجات
الدارس والمتطلبات
التعليمية ، والعقبات
المحتملة . إن الانتباه لهذه المواضيع
سيجعل الحلول التكنولوجية المناسبة أكثر وضوحاً .
وضمن هذا الإطار ، فإن
الفائدة الأساسية من الإنترنت تتجاوز كونها وسيلة للتوصيل بحد ذاتها ، إلى أن
تكون منبراً تنطلق منه حلول تكنولوجية مختلفة . والذين يعتقدون أن
الإنترنت هي الحل الأمثل لكل المشاكل التعليمية ، عليهم أن يراجعوا أوراق
الأبحاث التي صدرت في الخمسينيات وكانت تقول نفس الشئ عن جهاز العرض (Projector) ومن مثل التلفزيون والفيديو .
التغيير هو الشئ الوحيد الثابت في عالم
تكنولوجيا التعليم :
إن توقع التغيير أمر يشوبه التحدي والغموض . فقيام مؤسسة ما بالتحرك
السريع دون التخطيط طويل الأمد والكافي ، يجعلها محصورة في قرارات
تكنولوجية ستصبح بالية بسرعة . أما إذا تحركت ببطء شديد فإن حصتها في السوق
من حيث البرمجة قد تتدنى. وبنفس درجة الضرر ، فإن فشل البرنامج في التطور
سوف يعطي إشارات للجهات المنافسة والأسواق المحتملة ، إن البرنامج لم يعد
صالحاً للتطبيق .
إن التوقيت هو كل شئ في عالم من التغيير التكنولوجي
. وأولئك الذين
يعرفون كيف يستعملون التطور التكنولوجي في الوقت المناسب، سيكونون هم
الفائزون الكبار ، أما الباقون فسيتنافسون على الفتات .
ديمومة التكنولوجيا تعتمد
على
التطور لا القفزات :
خلال الثلاثين سنة الماضية تم التطور التكنولوجي بأسلوب يتسم بالثبات النسبي
. ويمكن وصف هذه العملية بأنها ولادة التكنولوجيا
وموتها وعودتها إلى الحياة
.
في مرحلة الولادة تظهر تكنولوجيات جديدة ترافقها توقعات غير واقعية حيث
تكون هناك مبالغة في التأثير المحتمل لهذه الأداة الجديدة .
في مرحلة الموت
يقوم المدافعون القدامى عن هذه التكنولوجيا بهجرها والانتقال إلى التطور
التالي ، فيخف الحماس العام حيث تظهر
في نفس الوقت حقيقة ما قد تقدمه أو لا
تقدمه التكنولوجيا الجديدة .
أما في مرحلة العودة إلى الحياة ، فيظهر
استيعاب أكثر وعياً عندما يتم اختبار التكنولوجيا الجديدة في مجالات تعليمية
مختلفة
.
ومع الوقت ، فإن التكنولوجيا التي كانت تحظى بالإدعاء
بأنها حل لكل شئ تأخذ مكانها بين الوسائل التعليمية الأخرى وتختفي من
واجهة
التطور التكنولوجي ، ويتم استعمالها من قبل أولئك الذين
يستطيعون استثمار فوائدها على أحسن وجه .
|