مباديء نظرية عامة في التعليم
اللغة ووظيفتها في حياة الفرد والجماعة
الوظيفة
الثقافية :
وتتمثل في :
حفظ التراث الأدبي والديني والعلمي للأمة ، ونقله من جيل إلى آخر لتتصل حلقاته
وتتم معايشة أبناء الأمة له ، والإفادة منه .
نقل أفكار وتجارب الأمم الأخرى ، والاطلاع على آثارهم المختلفة وأنماط تفكيرهم
وعقليتهم قصد الاستفادة منها .
كون اللغة
وسيلة تعلم وتعليم ، يتمكن الدارس عن طريقها من تعلم مواد الدراسة المختلفة ،
وبها يستطيع المدرسون تعليم الطلبة هذه المواد في مختلف مراحل الدراسة .
إقدار المرء على أن يتعلم كل جديد لم يخطر في مراحل الدراسة التي مرَّ
بها ، وأن يتزود بمنابع الثقافة والمعرفة ويتصل بالعالم من حوله .
الوظيفة الفكرية
وتتمثل في الصلة
الوثيقة بين اللغة والتفكير ، ومن أمثلة ذلك :
قدرة المرء على تعليل أمر يطرح عليه ، ومكونات التعليل صورة ذهنية ترتب
على شكل ألفاظ وتراكيب تبدو مقنعة .
قدرته على نقض فكرة معينة ، مع بيان أسباب هذا النقض ، وما يرافق ذلك من مواكبة
الألفاظ للأفكار التي تخرج على شكل لغة .
القدرة على تسلسل الأفكار والتي ترتبط فيها صور الأفكار الذهنية صورة
بالمفردات والتراكيب وتترجم في النهاية بهذه المفردات والتراكيب .
الوظيفة النفسية –
الجمالية – للغة :
تعتبر اللغة وسيلة
من وسائل تصوير المشاعر الإنسانية والعواطف البشرية التي لا تتغير بتغير
الأزمان فالحب والسرور ونشوة النصر والحزن والشعور بالظلم عواطف تلازم الإنسان
منذ بدء الخليقة ، وهي مستمرة ما استمرت حياة على الأرض . وعن طريق اللغة
استطاعت الآثار الأدبية الإنسانية أن تنتقل من جيل إلى آخر ، وأن تنمو نمواً
مستمراً بما يضيفه الأدباء إليها في العصور اللاحقة من لوحات إنسانية خالدة .
وهذه الآثار تمثل صوامع شعور وهياكل تطهير يلجأ إليها كل ذوي الإحساس والشعور ،
وفي أفنائها وأروقتها يطلقون العنان لهذه المشاعر المشابهة فيفرغون شحناتهم
السالبة ، حيث عجزوا عن أن يعبّروا عنها بالطريقة التي عبَّر بها هؤلاء الأدباء
– إذ لا يعقل أن يكون كل إنسان أديباً – مما يشعرهم بالعزاء والسلوان .
وهكذا تتمثل
الوظيفة النفسية للغة في قدرتها على الوفاء بالتعبير الدقيق والحي عن الحاجات
النفسية والشعورية ، فتسعف من يقدر على التعبير عنها بالصور والتراكيب ، بحيث
يضيف إلى هذه الآثار الجميلة آثاراً لا تقل عنها روعة في دقة تصويرها وصدقها
وتأثيرها ، فتظل اللغة نبعاً ثراً لعرض العواطف والأحاسيس الإنسانية وتفريغها
بطريقة مباشرة أو غير مباشرة في جميع العصور .
|