التعبير : ماهيته وطرق تدريسه

أولاً : الأسس النفسية :

يميل التلاميذ الصغار إلى التعبير عن خبراتهم ومشاهداتهم والتي تصل عند بعض الأطفال إلى مدى قد يتضايق منه الأبوان ، ويحسن بالمعلم أن يستثمر هذا الميل وينظمه عند تلاميذه ، ويستطيع بواسطته أن يشجع التلاميذ الخجولين على التعبير .
 

ومن الخصائص النفسية التي يتميز بها الأطفال في المرحلة الأولى ، "أنهم عمليون يميلون إلى الأمور الحسية ، ولا يهتمون بالأمور المعنوية" . وواجب المعلم أن يفسح لهم المجال للحديث عن الأشياء المحسوسة في الصف والمدرسة ، ونظراً لانحصار ومحدودية المحسوسات في البيئة المدرسية ، فعلى المعلم أن يستعين بنماذج الأشياء ، أو صورها ، من أجل تشجيع التلاميذ على الحديث عنها .
 

يساهم التلميذ في التعبير وتشتد حماسته له ، إذا وجد الحافز الذي يحفزه على التعبير ، ولذا كان على المعلم أن يوفر الموضوعات التعبيرية التي تقود التلميذ إلى التأثر والانفعال بها ومن ثم الرغبة في الحديث عنها أو كتابتها .
 

عملية التعبير عملية ذهنية قبل أن تكون عملية لفظ أو كتابة ، ولنا أن نتصور المراحل الذهنية التي يمر بها التلميذ عندما يجيب على سؤال من مثل لماذا تأخرت ؟؟ يقوم عندئذٍ عقل التلميذ باسترجاع الأسباب التي جعلته يتأخر – قد يقدم أسباباً غير صحيحة بالإضافة إلى الأسباب الصحيحة – وهو يرتب الأسباب أو السبب في ذهنه ويسترجع المفردات التي يؤدي بها الكلمات – عملية التحليل – وبعد ذلك يعيد ترتيب – تركيب – المفردات والأفكار ليخرجها على شكل نتاج لفظي هو الإجابة .

وهذه العملية العقلية – التحليل والتركيب – عملية ليست سهلة على الطفل الصغير ، وعلى المعلم أن يأخذ التلاميذ الصغار بكثير من الصبر والأناة في جميع مواقف الدراسة ، لا في التعبير وحده .
 

 
main page next