التعبير : ماهيته وطرق تدريسه
طرق تدريس التعبير
الشفوي
أولاً : القصة
وأهميتها التربوية :
تثير القصة بأفكارها وصراع الأشخاص فيها وتعقد أحداثها ، وبتصويرها لعواطف
وأحاسيس الناس أو غيرهم من المخلوقات . وبيئتها الزمانية والمكانية وبلغتها
وبطرائق تقديمها المختلفة ، تثير كثيراً من الانفعالات لدى القراء ، وتجذبهم
إليها ، وتغريهم بمتابعتها والاهتمام بمصائر أبطالها .
وتبدو اهتمامات الأطفال بها منذ أن يبدؤوا في فهم ما يدور حولهم من حديث ،
ونراهم يصغون باهتمام شديد إلى الجدة أو الأم أو غيرهما حينما يقصون عليهم بعض
الحكايات ، وكذلك هي حال الأطفال حينما يستمعون إلى القصة من جهاز التلفزيون ،
ومن خلال ميل الأطفال للقصة يمكن أن يستثمر تأثيرها في انفعالاتهم ، واهتمامهم
بأحداثها في تربية نفوسهم على العادات الحسنة والأخلاق الفاضلة .
وفي المدرسة يستطيع المعلمون أن يستفيدوا من ميل الأطفال إليها وعلى وجه الخصوص
في الصفوف الابتدائية الأربعة الأولى ، فيزودوا الأطفال عن طريقها بالمعلومات
الأخلاقية والدينية والجغرافية والتاريخية وما سواها ، فيهيؤوا لهم المعرفة
والمتعة في آنٍ معاً .
ولعلَّ أهم الفوائد التربوية التي تحققها القصة للأطفال تتمثل في أنها :
توفر للطفل المتعة والتسلية من خلال تتبعه للعلاقات بين أشخاصها ، ومن خلال
تفاعله معها .
تنمي ثروة الطفل اللغوية ، وتثري معجمه اللغوي بما تتضمنه من مفردات وتعابير
وتراكيب لغوية ، يمكن أن تضاف إلى خبراته اللغوية السابقة .
تربط الطفل بعادات وتقاليد وقيم المجتمع الذي يعيش فيه ، وتوحي له بإحترامها
وعدم الخروج عنها ، فتساعده بذلك على التكيُّف والتواؤم مع مجتمعه .
تطلع الطفل على عادات وتقاليد وقيم المجتمعات الإنسانية الأخرى مما يتيح له
مجال المقارنة بين عادات المجتمعات المختلفة ، فيفيد من الجوانب الإيجابية منها
، ويتجنب السلبية .
تزوِّد الطفل بالمعلومات والمعارف التي تضاف إلى خبراته عن طريق ما تحمله القصة
من جديد في هذا الصدد .
تنمي خيال الأطفال وتتيح لهم تصور الأشياء والأحداث على نحو يريحهم ويمتد إلى
الحدود الطبيعية لتصوراتهم وتهيؤاتهم ، التي تختلف باختلاف مراحل النمو
الإدراكي التي يمرون بها .
تشجعهم على مواجهة زملائهم في مواقف تعبيرية طبيعية في المدرسة وخارجها والتحدث
إليهم ، ومجادلتهم وذلك حينما يقصون قصة ، أو يعيدون قصص أخرى ، أو يجيبون عن
أسئلة حول القصة .
تنفس عن بعض العواطف والمشاعر المقهورة والمكبوته في نفوس بعض التلاميذ ، والتي
يمارسها عليهم الآباء أو المعلمون أو غيرهم في المجتمع ، وذلك حينما يستمعون
إلى قصص يستشعرون من خلالها أن بعض أبطال القصص المستضعفين ربما تتيح لهم
الظروف فرصاً للتخلص من الظلم والعنت .
|