قال التربوي الكبير آدم سميث في كتابة " ثروة الشعوب": ان الطريق الى
بناء الدولة يكون بتخليص الناس من الفساد وعدم الكفاءة .
اما الكفاءة
فتكمن في اكتساب القدرة النابغة، ويكون اكتساب القدرة عن طريق رعاية
صاحبها في اثناء تعليمه ودراسته وتدريبه، ومع ان ذلك يكلف نفقات كبيرة،
الا انه يعتبر رأسمال ثابت يُكَوِّن جزءاً من رأسمال الفرد وبالتالي يعود
بالفائدة على المجتمع.
ومن هنا
نرى ان تربية الانسان ثروة طائلة واستثمار، فهي تزيد من أرباح الفرد
وتيسر له كسب عيشه. وتفسح المجال للكشف عن ميول الافراد واتجاهاتهم
ومهاراتهم وقدراتهم مما يؤدي الى نتائج اقتصادية واجتماعية وثقافية
وحضارية معتبرة.
هكذا تتحق
المقولة "عقول تصنع عقولاً" فعندما نرى أثر الاقتصاد على التربية ونرى
انه يحدد سير المجتمع وتربية أجياله، من خلال أسس تربوية معاصرة
لمواجهة مجتمع متغير وتحديات معاصرة وعولمة حديثة. فمع مخطط تربوي حديث
ومتين نواجه التقلبات المختلفة.
آن الاوان
لدراسة اقتصادية للتربية ووضع برنامج واضح ومخطط شامل على المستوى
السياسي والفكري، وعلى المستوى الاقليمي والوطني وعلى المستوى
المحلي بهدف احداث التغيير في المجتمع في سبيل بناء الانسان والمجتمع
لمستقبل مشرف ومشرق.
كثيراً ما
تكلمنا عن "رأس المال المادي" والنمو الاقتصادي ولكن علينا العودة الى
الجوهر وهو العائد الاقتصادي للتربية أي "رأس المال البشري"
ويكون هذا بتطوير
الفرد وتمكينه من صنع حياته والارتقاء بمجتمعه في سبيل بناء مجتمع الغد
المنشود.
مجتمع
متغير... تربية متغيرة:
نحن اذن
امام تحدٍ جديد في الالفية الجديدة.
|