الصفحة الرئيسة <غرفة المعلمين<نظريات

نظريات التعلم الحديثة - النظرية الإجرائية لسكنر

المفاهيم الأساسية

ردود الفعل الاستجابية (Respondents  ) : قد تكون الاستجابات المتعاقبة متشابهة ولكنها لا تكون أبداً متماثلة ومن ثم فمن الضروري ألا ندرس الاستجابات الفردية فحسب بل فئات الاستجابات. وبعض فئات الاستجابات يطلق عليها اسم ردود الفعل الاستجابية وهي الاستجابات التي تحددها المثيرات المنبهة لها أو تسحبها وهذه الأنواع من الاستجابات هي التي تتمثل في العلاقة بين المثيرات والاستجابات المسماة بالانعكاسات. وعلى سبيل المثال فإن البكاء الناجم عن تقطيع شرائح البصل الطازج ينتمي إلى نوع من الاستجابات ( أي أنه جزء من انعكاسات) تختلف عن تلك الاستجابات التي تحدث بفعل هبوب الريح البارد على الوجه.

الإجراءات (Operants) : وبعض أنواع الاستجابات التي يطلق عليها اسم الإجراءات نعرفها بآثارها البيئية وليس عن طريق المثيرات التي تستدعيها وعلى سبيل المثال، فقيادة السيارة أو ركوب الدراجة أو المشي على الأقدام بهدف الوصول إلى مكان ما ،إجراءات  متشابهة قد تنتمي إلى نوع واحد  من الاستجابة. و ليس هناك داع لافتراض وجود مثيرات تسحب مثل هذه الاستجابات. ويقال عنها أنها استجابات تصدر دون حاجة لافتراض وجود مثير يسحبها ، وقد كان التسليم بأن السلوك يمكن أن يحدث تلقائياً خطوة حاسمة في تكوين مفاهيم النظرية الإجرائية فالدراسات السلوكية السابقة كانت تفترض أن لكل استجابة لابد أن يوجد مثير  يسحبها غير أنلنظرية الإجرائية برفضها هذا الافتراض لم تقل بأن الاستجابات التلقائية لا يوجد لها مسببات، بل إن ما تقول به هو أن هناك أسباباً أخرى للسلوك بالإضافة إلى المثيرات التي تستدعى.

وقد  بني المفهوم الإجرائي على أساس النتيجة التي توصل اليها الباحثون والتي مفادها أن الآثار السابقة المترتبة على الاستجابات هي محددات هامة للسلوك.

المعززات والمعاقبات(Reinforcers and Punshers) : عندما ينجم عن الاستجابات نتائج ما فإن هذه النتائج قد تؤدي إلى زيادة الاستجابات التالية أو إلى نقصها. وعلى سبيل المثال فإن الفأر الجائع سيزيد من عدد مرات ضغطه على رافعة ما إذا كان ينجم  عنها  زيادة في كرات الطعام ولكن عدد مرات الضغط سوف تقل إذا كان ما ينجم عنها هو صدمات كهربائية. ويطلق على هذه النتائج اسم التعزيز في الحالة الأولى واسم العقاب في الحالة الثانية، وفي أول العهد بالنظرية الإجرائية كان ينظر إلى التعزيز على أساس أنه مبدأ سلوكي. ولكن تعزيز  السلوك لا يعتبر تفسيراً  له، بل هو مجرد اصطلاح للتعبير عن زيادة السلوك عندما تكون هذه الزيادة ناجمة عن نتائج الاستجابة ( على سبيل المثال العلاقة  بين ضغط الفأر  على الرافعة وكرات الطعام) أكثر من أي شيء أخر ، وهذه العلاقة الخاصة بين الاستجابات والتعزيز يطلق عليها اسم ترتيبات التعزيز(Contingencies of Reinforcement ).

الإجراءات المميزة(Discriminated Operants ) : لبعض  الاستجابات نتائج  معينة تحت ظروف معينة وليست لها هذه النتائج تحت ظروف أخرى فإذا كانت المثيرات، تشير أو تسمح بفرصة لنتائج مختلفة من الاستجابة فإن المثير يوصف بأنه مميز (discriminative)، وإذا ما أصبحت الاستجابات معتمدة على المثير المييز فإن نوعية هذه الاستجابات تسمى الإجراء المميز. وعلى سبيل المثال  فإن إشارة المرور الحمراء تهيئ الظرف لسائق السيارة كي يضغط على مكبح السيارة، وفي هذه الحالة فمن الخطأ القول إن الإشارة الضوئية الحمراء هي التي استدعت استجابة السائق فالاستجابة تحدث أثناء وجود الضوء الأحمر وليس أثناء وجود الضوء الأخضر لأن الاستجابة ينجم عنها نتائج  مختلفة في حالة وجود كل من المثيرين   ( الضوء الأحمر والأخضر) وهكذا فإن الوقوف عند ظهور الضوء الأحمر واستئناف السير عند الضوء الأخضر  هما إجراءان مميزان . ولذلك فهما ليسا ردود فعل استجابية، ويمكن تمييز ردود الاستجابية إذا كانت تعتمد على ظهور المثير فحسب كما هي الحال في الانعكاسات ،ولكن الاستجابة تكون من نوع الإجراءات المميزة إذا حدثت بسبب وجود علاقة بين ثلاثة مصطلحات: المثير المميز والاستجابة ونتائج الاستجابة بحضور ذلك المثير. وعلى ذلك فإن الاجراءات المميزة يقال عنها أنها مبنية على ترتيب ثلاثي الحدود ، وعلى ذلك فعند تهيئة الظرف للاستجابة يكون المثير المميز هو جزء من تعريف هذا النوع من الإجراءات.

 

مضمون النظرية الإجرائية:  

تعتبر نظرية سكنر الاجرائية شكلاً آخراً من أشكال نظرية التعلم السلوكية، ذلك أن السلوك يعتبر موضوعها الأساسي. فنحن ندرس السلوك لا لأنه قد يساعدنا على حل مشكلات علم النفس، ولا لأنه قد يفتح الطريق إلى بعض المستويات المعرفية، وإنما لأن السلوك ذاته جانب أساسي من جوانب الحياة الإنسانية وجدير بالدراسة لذاته.

 

وبينما نجد أنماطاً  من السلوك تحدث بفعل بعض  المثيرات أو يمكن استحداثها بفعل هذه المثيرات ( قبل اغماض العين استجابة لنفخة من الهواء) ، وثمة أنماط أخرى تحدث  بسبب ما لهذا السلوك  من نتائج ( عواقب) في الماضي ( مثل تشغيل مفتاح بسبب الإضاءة أو لمنعها). والنوع الثاني من السلوك  يطلق عليه السلوك الإجرائي لأنه سلوك يؤثر في البيئة ويترتب عليه تغير في العالم بل إنه يغير في البيئة ذاتها بطريقة أو بأخرى، وهو يماثل إلى حد قريب جداً السلوك الأدائي أو الإرادي أو الغرضي.

ومن الأمثلة عليه تناول الأشياء والتحدث والانتقال من مكان لآخر . ولما كانت مثل هذه الاستجابات تعرّف بالطريقة التي تؤثر بها في البيئة فإنها جميعاً أمثلة على السلوك الإجرائي. والسلوك قد يكون فطرياً أو مكتسباً بدرجة ما وقد يعتمد على عوامل أو حوادث سابقة أو لاحقة، وعليه فليس كل سلوك سلوكاً إجرائياً بطبيعته. كذلك فإن السلوك ليس مجرد حركة  ،فعلى سبيل المثال الأحداث العقلية كالتفكير والتخيّل يدخلان في نطاق الأعمال التي يقوم بها الناس.

 فرضيات النظرية الإجرائية : وتتلخص بما يلي:

1-    التحليل السلوكي يدرس العلاقات بين العمليات التجريبية والتغيرات في الاستجابة.

2-    النتائج يمكن أن تؤدي إما إلى زيادة الاستجابة ( أي تعزيزها) أو إلى تناقصها ( أي معاقبتها).

3-    العقاب إجراء فعّال في تغيير السلوك ولكنه إجراء غير مرغوب فيه.

4-    تكون الفئات الإجرائية من الاستجابات عن طريق التعزيز الفارق.

5-    من الممكن تشكيل السلوك الجديد عن طريق تعزيز التقريبات المتتالية.

6-    الإجراءات المميزة تتأسس عن طريق التعزيز الفارق للمثيرات.

7-    من الممكن أن تكون الاستجابات المتتالية سلاسل أو وحدات سلوكية قائمة بذاتها.

8-    ينبغي على التحليلات الإجرائية أن تأخذ بعين الاعتبار كلاً من العلاقات السلوكية التحكمية والعلاقات السلوكية التي تعتمد على الخصائص النوعية للكائنات. 

9-  السلوك حصيلة التطور.

 

   

ارسل الخبر لصديق
ليعرف صديقك من اختار له الخبر
لطباعة الخبر