إعداد
وليد عبد بني هاني و نايف مناور
الرفاعي
لقد
تراكمت خلال السنوات الماضية الكثير
من المعارف والمعلومات التي تضمنت
أهمية الوسائل التعليمية التربوية
وطرق استخدامها، وقد أصبح من المهم
اليوم أن يلم المعلم بهذه المعارف
والحقائق كخطوة أولى نحو الاستخدام
الأمثل لها في التدريس، وطالما أن هذه
الوسائل متوفرة في المدرسة، فقد كان
لزاماً على المعلم أن يتعلم مهارة
استخدامها في المواقف التعليمية
المختلفة، وأن يلم بخصائص كل وسيلة
منها، وأن يعرف متى وأين وكيف يستخدمها.
أهمية
استخدام الوسائل التعليمية في التعليم:
للوسائل
التعليمية أهمية كبيرة في خدمة
المواقف التعليمية،
ومما تؤديه في هذا المجال ما يلي:
1-
توفير
الخبرات الحسية التي تعد أساساً مهماً
لتكوين المدركات الصحيحة لكثير مما
يتعلمه المتعلم بشكل مجرد.
2-
تعمل
على جذب انتباه المتعلمين وتركيزهم،
فهناك فرق ملحوظ في موقف المتعلمين
حينما يصف المعلم لهم طائراً
من الطيور وموقفهم إذا عرض عليهم
الطائر حياً أو محنطاً، فالمتعلمون في
هذه الحالة يكونون أكثر انتباهاً
وتركيزاً.
3-
زيادة
شوق المتعلمين وإقبالهم على التعلم،
وبخاصة عندما يستخدم المعلم أنواعاً
متعددة ومختارة من الوسائل، مثل: الأفلام،
اللوحات، التسجيلات الصوتية، العينات، وعروض التجارب.
4-
زيادة
فاعلية المتعلمين ونشاطهم الذاتي،
ومشاركتهم الإيجابية في العملية
التعليمية، إذ يقوم المتعلمون بالبحث
وجمع المعلومات، وإجراء التجارب
واستخلاص النتائج، والاعتماد على
النفس في الحصول على المعلومات من
مصادرها.
5-
مساعدة
المعلم والمتعلم بالاستفادة من
الوقت وتوفيره.
6-
التغلب
على مشكلتي البعد الزماني والبعد
المكاني.
7-
إظهار
الشيء المتناهي في الصغر مكبراً،
الأمر الذي يساعد على دراسة الكائنات
الحية الدقيقة وغيرها.
8-
المساعدة
في إيضاح تسلسل الأفكار والخبرات
وترابطها نحو: ملاحظة مراحل التحول عند
الحشرات من بيضة مخصبة إلى يرقة، إلى
أن تصل إلى حشرة كاملة.
معايير
اختيار الوسيلة التعليمية :
هناك
معايير عدة لا بد من مراعاتها عند
التفكير بالوسيلة التعليمية وإنتاجها
واستخدامها وتقويمها وحتى أهدافها،
ومن هذه المعايير:
1- تحديد
الأهداف التعليمية واختيار الوسائل
المناسبة:
إن
تحديد الأهداف التربوية التي ستحققها
الوسيلة المناسبة أساس حيوي في اختيار
وسائل التعلم وأدواته، ولذلك فإن
معرفة المدرس للأهداف الخاصة والعامة
لدرس أو موضوع أو وحدة دراسية معينة
يعد الخطوة الأولى لاختيار الوسائل
المناسبة التي يجب أن تتوفر لتحقيق هذه
الأهداف.
وللمدرس
أن يسترشد بالاعتبارات التالية في
عملية اختيار الوسيلة التعليمية :
-
تحديد
الأهداف التربوية التي تحققها الوسيلة
إذا قورنت بالوسائل الأخرى.
-
صحة
محتوى الوسيلة
التعليمية ودقتها من الناحية العلمية،
وجودتها ودقتها من الناحية الطبيعية.
-
أثر
الوسيلة التعليمية في التشويق وإثارة
اهتمام التلاميذ.
2-
تطابق الوسيلة التعليمية مع المنهاج:
يجب
على المدرس أن ينتقي من الوسائل
التعليمية ما يحقق التغيرات السلوكية
المرغوب إحداثها في المتعلمين، وذلك
يتطلب :
-
فهماً متعمقاً للمادة الدراسية
والمتعلمين.
-
معرفة
تامة بأنواع الوسائل التعليمية
المتصلة بالمادة، وفوائدها.
-
المهارة
في استخدام الوسائل التعليمية
بفاعلية، وتتضمن هذه المهارة القدرة
على اختيار الوسيلة التعليمية
المناسبة، وربطها بالدرس، وعرضها في
الوقت المناسب.
-
المهارة
في تشغيل أجهزة عرض الأفلام،
والشرائح، والمسجلات....
-
تنوع
الوسائل التعليمية وتوفيرها قدر
المستطاع في المدرسة ليسهل على المدرس
استخدامها في الوقت المناسب.
-
اهتمام
الإدارة المدرسية والمشرفين على
العملية التعليمية بتوفير الوسائل،
وتشجيع الجهود لاستخدامها في المدرسة
وإنتاجها.
3-
تجربة الوسيلة والاستعداد السابق
لاستخدامها:
يتطلب
الاستخدام الفعال لأي وسيلة تعليمية
أن يقوم المدرس بدراستها وتجربتها قبل
استخدامها، والغرض من ذلك هو تكوين
معرفة لمحتوياتها، و أجزائها،
وخصائصها، ومدى جودتها أو صلاحيتها،
وأن يعد خطة لاستعمالها في الدرس، مع
تحضير بعض الأسئلة المتصلة بموضوع
الفلم، ثم إجراء بعض التدريبات الخاصة
بالحصول على الفلم وآله العرض وما يتصل
بالعرض من أدوات وترتيبات أخرى من حيث
إعداد المكان وتهيئة التلاميذ لموضوع
الفلم.كذلك يتطلب الاستخدام الفعال
للوسيلة التعليمية أن يأخذ المدرس
باعتباره عند التخطيط لاستخدامها
اختيار الوقت المناسب لذلك.
4-
المواصفات والمعايير الشكلية للوسيلة
التعليمية:
على
المدرس أن يراعي وجود المواصفات
التالية في الوسيلة التعليمية :
- عدم
وجود خطورة في استعمال الوسيلة: كأن
يحضر المعلم أفعى إلى غرفة الصف، أو
يجري بعض التفاعلات الخطرة أمام
الطلبة دون أخذ احتياطات الأمان
اللازمة لذلك.
-
مناسبتها
لعدد المستفيدين
منها: فهناك بعض الوسائل التعليمية
التي تصلح للتعليم الجماعي مثل:
الأفلام السينمائية وأجهزة الفيديو،
وهناك بعض الوسائل
التي تصلح للتعليم الفردي فقط،
ويجب على المعلم أن يختار الوسيلة
المناسبة التي تحقق الهدف المنشود.
- أن
تكون قليلة التكلفة.
- أن
تكون الوسيلة واضحة الألوان والمعالم،
وأن لا تكون الكتابة التي عليها
متراصة، وأن تكون بلون أو ألوان مغايرة
للأرضية المثبتة عليها.
-
أن
لا يطغى العنصر الجمالي للوسيلة
التعليمية على المحتوى العلمي، بحيث
تعمل على صرف أذهان المتعلمين نحو
الزخرفة دون التركيز على المحتوى
العلمي لها.
- أن
لا تبقى الوسائل التعليمية في غرفة
الصف بشكل دائم، فإذا ما بقيت هذه
الوسائل معلقة على جدران غرف الصفوف
فإنها تعمل على تشتيت أذهان التلاميذ
وتجعلهم ينظرون إليها باستمرار
وتشغلهم عن متابعة الحصة الصفية،
وتكون عرضه للتلف والضياع.
5-
تقويم الوسيلة التعليمية:
يعد
التقويم وسيلة لتحسين المواد
والأساليب المختلفة وتطويرها في مواقف
التدريس والتعلم، وزيادة فاعليتها في
تحقيق أهدافها التعليمية، فالتقويم
جزء لا ينفصل عن الطريقة، وهو يبدأ
بمعرفة الأهداف المراد تحقيقها ثم
اتباع خطوات عدة يكون الغرض منها تحديد
الدرجة التي تحققت بها فعلاً هذه
الأهداف.
وفي
هذا المجال يمكن طرح الأسئلة الآتية :
-
هل حققت الوسيلة الأغراض التي من أجلها
اختبرت واستخدمت؟
-
هل
ساعدت الوسيلة في زيادة فهم الطلبة
لموضوع الدرس؟
-
هل
الوسيلة سليمة من الناحية العلمية
وتناسب أعمار التلاميذ؟
-
ما
نواحي القوة والضعف في استخدام
الوسيلة ؟ وما الأساليب والخطوات التي
يمكن أن تستخدم في المرات التالية
لتحسين فاعليتها التعليمية ؟
|