الصفحة الرئيسة <غرفة المعلمين<اساليب<افكار

الإبداع في التربية المعاصرة

إعداد: زيد الهويدي  

تعريفه:

الإبداع لغة مشتق من الفعل "أبدع" الشيء أي اخترعه ، والله بديع السماوات والأرض أي مبدعهما، وأبدعت الشيء وابتدعته أي استخرجته وأحدثته، وتقول فلان أبدع في هذا الأمر، أي كان أول من فعله.
والإبداع يعني الإيجاد أو الخلق لا المحاكاة والتقليد. والإبداع عند الفلاسفة يعني إيجاد الشيء من عدم. والتخيل الإبداعي نوع من التخيل المستمر والخلق.
 

ويعرف أنون التفكير الإبداعي بأنه ربط الأفكار أو الأشياء بعلاقات لم تكن موجودة من قبل. أما بوتورانس (1955) فيعرف الإبداع بأنه عملية تحسس المشكلات والنقائض والثغرات في المعرفة، ثم تحديد الصعوبة، ثم البحث عن الحلول وصياغة الفرضيات ثم اختبارها وإعادة اختبارها، وأخيرا صياغة النتائج ونقلها.

 ويعرف شتاين(1968) الابتكار بأنه "عملية ينتج عنها عمل  جديد يرضي جماعة معينة أو تقبله على أنه مفيد" . أما سيمسون فيعرف قدرة الإبداع بأنها " المبادرة التي يبديها الشخص بقدرته على الانشقاق من التسلسل العادي في التفكير إلى تفكير مخالف كلية.

ويعرف جلفورد (1963) الجهد الإبداعي بأنه " استعداد الفرد لإنتاج أفكار ونواتج سيكولوجية جديدة، ويتضمن ذلك إنتاج الأفكار القديمة في ارتباطات جديدة، بينما يعرف الإنتاج الإبداعي "بأنه نتاج الشخص الخلاق الذي يأخذ الشكل الظاهر للعمل الإبداعي مثل الشعر، والرواية، والاختراع، والتصوير، ... الخ. ويعرف غسان عبد الحي  (1989) الإبداع "بأنه إيجاد حلول جديدة للأفكار والمشكلات والمناهج....الخ.  

علاقة الإبداع بالذكاء

تشير بعض الدراسات في هذا المجال إلى وجود ارتباط ضعيف (0.2) بين نسبة الذكاء والإبداع. كما تشير دراسات أخرى إلى أن ارتباط الذكاء بالتحصيل أكبر من ارتباطه بالإبداع. ويستنتج من الدراسات أيضاً أن الطلبة المبدعين يمتازون بسمات شخصية تميزهم عن غيرهم من الطلبة العاديين، فهم يتمتعون بقوة الأنا، وحب المخاطرة، والإقدام، والثقة بالنفس.

مراحل الإبداع

حتى تتم العلمية الإبداعية لا بد لها من المرور في عدة مراحل:

أولاً: مرحلة الإعداد Preparation

وتتضمن هذه المرحلة دراسة الفرد للمشكلة، ومعرفة جوانبها الجوهرية أو الأساسية والتأمل في المشاكل المشابهة لها وطرق حلولها السابقة.كما لا بد للمبدع أن يكون عارفاً للمعاني الجزئية لأشياء كثيرة ولمواضيع مختلفة لأن المعاني التي يعطيها المبدع هي جزيئات مجمعة بطريقة جيدة ومتينة تجعل منها موضوعاً متكاملاً.

ثانياً: مرحلة الجهد (المحاولة) Effort

بعد أن يكون الفرد قد تدرب تدريباً جيداً على تكوين التصورات بوساطة الخيال، وبعد أن يكون قد جمع أكبر قدر من المعلومات، واستطاع أن يدرك المعاني ويفهمها، فإنه سيكون جاهزاً لكي يقوم بأي تصور جديد. ولكن لا بد من توفر الدافع أو الرغبة عند الفرد بحيث يحث الفرد لإشباع هذه الرغبة وكذلك لا بد من توفر التحرر الفكري عند الفرد فالحرية الفكرية هي التي تجعل المبدع حراً طليقاً من كل القيود التي تجبره على الاتجاه في مسار لا يعجبه ولا يتناسب مع ما يريد البلوغ إليه.

  ثالثاً: مرحلة الاحتضان Incubation

المبدع يعرف موضوعه لكن صورة الموضوع تبقى مجهولة لديه، ولهذا فإن لهذه المرحلة دوراً كبيراً في تحديد الصورة الإبداعية. ويكون المبدع في هذه المرحلة خاملاً لا يظهر أي نشاط فكري يذكر ، وكأنه يعيش حالة ذهول، لكنها في الحقيقة حالة لا شعورية تدور في عقل الإنسان، ويكون الخيال أنشط من ذي قبل، وكأنه يحس بالمشكلة فهو يريد المشاركة فيها. ومن تأثير الواقع ، فإن الشخص المبدع يشعر بالتوتر والقلق، فيحاول أن يدفعه عنه بوسائل كثيرة لعله يجد الراحة النفسية، وقد تسمى هذه المرحلة بالمخاض لما يظهر فيها من الحالات النفسية والتقلبات المزاجية.

  رابعاً: مرحلة الإشراق أو البصيرة Illumination

تعد هذه المرحلة بمثابة الأرضية التي ينمو بواسطتها الإبداع، وتتكون خلالها التصورات والأفكار وتنضج الصور الإبداعية. وهي بمثابة الفرصة التي يكون فيها المبدع وكأن هناك كائناً آخر يمده بخيط رفيع من الأفكار والتصورات.

فالإشراق ما هو إلا اللحظة التي يجد فيها المبدع ضالته. فهو لم يكن بعيداً عنها بل كان في خضم البحث عنها. أما التوتر والقلق وعدم الراحة التي كان يشعر بها من قبل فهي من جراء البحث عن هذه الفكرة الإلهامية.

  خامساً: مرحلة التقويم Evaluation  أو التحقيق Verification

وفي هذه المرحلة على المبدع عندما يصنع شيئاً جديداً وقبل أن يعرضه على مجتمعه أو على الناس لا بد أن يتأكد منه، وبذلك يظل فترة زمنية يراقب هذا الشيء المبدع حتى يتحقق من أنه سيستوفي جميع القوانين المنطقية والترتيبية والجمالية وأنه لن يلاقي أي اعتراض من المجتمع وأنه لن يفشل في إبلاغ ما يريده إلى الناس.كما أن المبدع في حالة إبداعه لا يصدر الحكم النهائي على كمال عمله بل يتوقع دائماً النقد والحكم من الآخرين. فلا يتأكد من جدوى عمله إلا عندما يتأكد من أن حكمه جاء مثل حكم الناس أجمعين. ومع ذلك فقد يأتي شخص في زمان آخر بعده ويكتشف مواطن الضعف في إبداعه.

 

تابع

ارسل الخبر لصديق
ليعرف صديقك من اختار له الخبر
لطباعة الخبر