أهمية تجديد النظام التربوي
يفرض
التقدم الثقافي المعاصر على رجال
التربية مسؤولية كبرى في بناء المناهج
التعليمية والتربية على أسس علمية
سليمة تساعد على تحديد الأهداف
واختيار الطرق والأساليب المناسبة.
ويقوم
التساؤل الآن حول أفضل الطرق لحل
المشكلات التربوية، والسؤال المهم هنا
(إلى أي حد نحن راضون عن التعليم ؟
وهل ما يبذل فيه من جهود تكفي للرضا عن
إنتاجه؟ وما هي المشكلات ونقاط الضعف؟
وكيف تعالج هذه المشكلات؟ أو بعبارة
أدق كيف يعالج الموقف ككل؟
ويمكن
القول أن النظم التربوية العربية
شأنها شأن معظم النظم التربوية في
أنحاء العالم تواجه تحديات ومشكلات
تفرضها طبيعة العصر الذي نعيش فيه
والذي يتصف –بالتفجر المعرفي والثورة
في وسائل الاتصال والتدقيق في
المعلومات، هذا العصر الذي يطلق عليه
بحق عصر التكنولوجيا العلمية المتجددة
والمتغيرة.
ولكي تتمكن التربية العربية أن تواجه
تحديات العصر وأن تضطلع بمسؤولياتها
بكفاءة من أجل تلبية متطلبات التنمية
الاجتماعية والاقتصادية، لا بد وأن
يتصف النظام التربوي بالديناميكية
والمرونة والمعاصرة، وأن يمتلك
المقدرة على تطوير وتجديد نفسه
باستمرار.
متطلبات
عملية التجديد التربوي
تتطلب
عملية التحديث للأنظمة التربوية
العربية المعالجة العلمية للمشكلات
التربوية وذلك بهدف اكتشاف الأنماط
الجديدة لمدرسة المستقبل في البلاد
العربية.
ولعل البحث العلمي في المجال التربوي
هو المدخل الموضوعي لتحديث الأنظمة
التربوية، وفي هذا المجال يقول العالم
السلوكي باتريك سارذر: "إن التغيرات
الكبرى في التربية لم تقم على دليل قوي
من المعلومات العلمية المستمدة من
البحث العلمي".
وتمثل هذه العبارة التجاهل الذي يلقاه
البحث في الأنظمة التربوية المعاصرة ...
الأمر الذي يؤدي إلى افتقار هذه
الأنظمة إلى مقوم أساسي من مقومات
تطورها وتجديدها.
ومن
هذه المنطلقات فقد أخذ البحث التربوي
يحظى باهتمام متزايد في كثير من البلاد
النامية والمتقدمة على حد سواء. وتفرض
هذه الأهمية ضرورة قيام البحث التربوي
على أسس علمية وموضوعية راسخة، وأن
تلبي البحوث التربوية حاجات المجتمع
وتلائم أحواله وخصائصه وأن تعكس
أهدافها احتياجات النظم التعليمية
ومشكلاتها.
الترابط
بين البحث والتجديد في الأنظمة
التعليمية
إن
الدول المتقدمة – خاصة الغربية التي
اقتفينا آثارها في هذا المجال قد بلغت
بالبحث والتجديد التربوي شأناً كبيراً
في النواحي التالية :
1- التشريعات
والنظم ومراكز ومعاهد وشبكات البحوث.
2-
المدخلات:
الباحثون ومساعدوهم، الأدوات،
ومشكلات البحث وموضوعاته والتمويل،
ونظم المعلومات والمعدات والتجهيزات.
3-
المنهجية
وأساليب البحث والعمل.
4- المخرجات:
تدفق معلومات جديدة، واكتشافات
وتجديدات تربوية وحلول لمشكلات ونمو
مهني في مجال البحث.
5- التوظيف
الفعال لنتائج البحث وتبني التجديد
التربوي.
أما
في الوطن العربي، فإن المجالات
المتعددة للتجديد في الأنظمة
التعليمية تظهر ضعفاً واضحاً في
استخدام نتائج البحث التربوي في تطوير
النظام التعليمي.
ولما
كانت العملية التعليمية نظاماً متداخل
العناصر، ولما كان لكل من هذه العناصر
دوره في مردود العملية التعليمية، فإن
طبيعة عناصر العملية التعليمية ومستوى
وظائفها هي التي تشكل مساحات العمل
للبحث التربوي المفيد.
ولا تستطيع الأقطار العربية كالدول
النامية الأخرى أن يقوم نظامها
التربوي بإجراء كافة البحوث وذلك
لتنامي كلفتها المادية وما تحتاجه
من متطلبات فنية، ولهذا فهي تلجأ إلى
تنظيم هذه المجالات وفق أولويات
تحددها مسارات التنمية لكل بلد
وحاجاته وخصائص المجتمع ومعطيات
البيئة المحلية.
وفيما
يلي نموذج لهذه الأولويات يوضح
الترابط بين البحث والتجديدات
التربوية:
- إعداد المعلم وتدريبه: لرصد واقع
مؤسسات وبرامج إعداد وتدريب المعلمين
والتعرف على محاولات التجديد واقتراح
منهجية علمية لتطوير هذه البرامج
وتجديدها.
-
دراسة
الأهداف التربوية: من
أجل رصد الأهداف العامة للتربية
وأهداف المراحل التعليمية وتحليلها
وتصنيفها وبيان العوامل التي أثرت في
تطويرها ووضع تصور لمنهجية علمية
لتجديد الأهداف التربوية في البلاد
العربية.
-
المنهاج
التربوي:
يعد المنهاج مجالاً واسعاً للدراسة في
علمية البحوث التربوية لكثرة العوامل
المؤثرة فيه وتعدد الآراء في عملية
تخطيط المناهج.
لذا ،
لابد من رصد واقع المناهج والتعرف إلى
محاولات إدخال التجديدات التربوية
إليها، واقتراح منهجية علمية لتطويرها.
- الكتاب المدرسي: من الصعب تصور
مدرسة تقوم بوظيفة تربية الجيل من غير
كتاب مدرسي، وهذا ما يبرر عناية
الباحثين في كل الدول بالكتاب
المدرسي، مضموناً وشكلاً ليتناسب مع
مستوى الطلاب ويلبي حاجاتهم.
-
تقنيات
التعليم:
تعتمد التقنيات التربوية على التخطيط
والإعداد والتنفيذ لمجمل العملية
التعليمية.
وإذا
استعرضنا مظاهر هذه التقنيات التربوية
الحديثة نذكر منها:-
1- استخدام التسجيلات
الصوتية لتعليم اللغات.
2- التعليم
التربوي ودوره في تزويد الطلاب
بمهارات لغوية.
3- التعليم
الذاتي ودور كل من المدارس والطالب فيه.
4- التدريب المستمر وأهمية
الوسائل الجماهيرية للاتصال
والمستخدمة في تعليم الكبار.
5- الآلات
والأجهزة التعليمية ومنها الحاسب
الآلي.
6- التعليم المصغر.
7- التعليم المبرمج.
تابع
|