|
يمكن شرح ذلك عن طريق فهم جديد للأمن الإجتماعي والأوضاع الخاصة للتطور الإقتصادي في (مجتمع المعلومات) . والحقيقة هي أن الأمن الإجتماعي في (مجتمع المعلومات) يمكن ضمانه فقط للشخص المتعلم بشكل شامل والقادر على القيام بوظائف مختلفة وذلك لتحقيق متطلبات أحدث التكنولوجيات والأسواق . وفوق ذلك فإن المعرفة هي المكوِّن والناتج الرئيسي لمجتمع المعلومات والتي يَعتِمد عليها كل من استمرارية الحالة الجيدة للإقتصاد , والتطور الإجتماعي . إن التعليم عن بعد هو في مقدمة هذه التطورات ، كما أن كلاً من التعليم عن بعد ومجتمع المعلومات, مهتمان بالإبداع , والحصول على المعرفة والمشاركة فيها وتوزيعها وتوصيلها ودعمها . إن التعليم عن بعد هو الوسيلة لتوفير التوصيل وتحقيق إستمرارية التعليم الضروري للمشاركة الناجحة لجميع قطاعات المجتمع في مجتمع المعلومات . إن المستوى الحالي لتطور تكنولوجيا المعلومات والإتصالات يعرض أسساً واقعية لإيجاد نظام عالمي للتعليم عن بعد, مما سيساعد الناس على إيجاد بيئة تعليمية خالية من الحدود . إنه من الضروري أن نبين أنه بغض النظر عن المسافة الطبيعية , فإن تكنولوجيا المعلومات الجديدة تحقق الإتصال المباشر والقائم على التفاعل المتبادل ما بين المدرس والطالب , وهذه هي السمة التي طالما كانت سمة التعليم العادي التقليدي إضافة إلى محاسن هذا النوع من التعليم التي لا يمكن إنكارها . وأرى أن هناك نوعين من العقبات يجب تخطيهما من أجل إيجاد بيئة تعليمية مفتوحة بلا حدود : الجغرافيا واختلاف القدرة على بث واستقبال المعلومات من قبل أناس مختلفين (مثلاً ، ذوي الاحتياجات الخاصة والذين هم ولأسباب مختلفة غير قادرين على الحصول على التعليم من خلال طرق عادية) . إن تكنولوجيا المعلومات الجديدة وكذلك البيئة الفكرية المصطنعة التي أوجدها الإنسان تمتلك القدرة لأن تعيد – ولو جزئياً على الأقل – إلى العديد من الناس نوعا من القدرات وإمكانيات الإتصال التي يمكن أن يكونوا قد حرموا منها بسبب الطبيعة, والكوارث البيئية والصراعات العسكرية, أو العنف البشري . وأنا متأكد من أن هذا الطريق هو طريق ذو مسربين إذ أنه بعد القضاء على الحواجز التي تعيق الإتصالات ما بين الناس , فإن ما يمكن تسميته (بالناس العاديين) سوف يحصلون على انطباعٍ أكثر إتساعاً حول الإنسان والعالم المحيط . وربما كانت هذه القابلية الإنسانية الأساسية ذات علاقة باستعمال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في مجال التعليم وفي مجالات أخرى للنشاط العملي والروحي للإنسان .
ومن الجدير بالذكر أن تكنولوجيا المعلومات والإتصالات
الجديدة سوف تؤدي إلى تغيرات دراماتيكية في تكنولوجيا التعليم من حيث الحصول
على المعرفة , واندماجها في التعليم وتحويل التعليم إلى أفعال . وهكذا فإن
مجتمع المعلومات الناشئ
يتطلب نظرية حديثة للتعليم عن بعد
تتفهم كل جوانبه الهامة مثل : السياسات والنواحي القانونية, القوانين
والقيود, النماذج التعليمية والتنظيمية الملائمة للتعليم عن بعد , التمويل
وآثاره , التطوير الاداري والوظيفي المحترف , البنية التحتية التكنولوجية
والتأكيد على الجودة . عندئذ فقط سيكون التعليم عن بعد قادراً على تقديم
تعليم عالي الجودة مفتوحاً للجميع , وكذلك سيكون قادراً على مساعدة الناس
لمواجهة التحديات الخاصة بالقرن الواحد والعشرين الحالي .
|
Copyright © 2001 - 2002 SchoolArabia. All rights reserved الحقوق القانونية و حقوق الملكية الفكرية محفوظة للمدرسة العربية |
||