لا يوجد في الكون المعروف لدينا شيء ساكن، فالحركة هي الصفة الملازمة للوجود وإن عجزت حواسنا عن رصدها أحياناً. الأرض تدور حول نفسها وحول الشمس وكذلك باقي الأجرام التي تكوّن المجموعة الشمسية، من أكبرها وهو المشتري وما يتبعه من أقماره إلى المذنبات وغيرها من الكتل التي لا يحصى عددها والبعض منها في منتهى الصغر. الشمس وتوابعها تدور حول مركز المجرّة والمجرّة نفسها بالإضافة إلى حركة الدوران حول مركزها تبتعد عن باقي المجرّات باستمرار ، أي أنّ الكون كله بما فيه مما يقرب من مائة بليون مجرة وفي كل مجرة ما يقرب من مائة بليون من الشموس يتسع باطّراد.
حتى ما يظهر لنا من الجماد من عناصر ومركبات ومخلوطات ، ويبدو كأنه في حالة
سكون كالتماثيل والآلات والأدوات المصنوعة من المعادن المختلفة، والبنايات
والصخور فإن كل ذرة من ذراتها في حالة اهتزاز دائم يتناسب طرديا مع درجة
حرارتها بينما الإلكترونات في كل ذرة من ذراتها تظل تدور باستمرار حول
النواة.
لكي ندرس حركة
جسم ما يجب أن نحدد بوضوح ما الذي يجب علينا رصده وقياسه وما هي وحدات
القياس التي نعتمدها في دراستنا. وحيث أنّ هناك أكثر من نوع من الحركة كما
أسلفنا، وقد يشترك الجسم الواحد في أكثر من نوع واحد من الحركة في الوقت
ذاته ، أي أنه قد يدور حول نفسه ويهتز في حركة توافقية ويسير في خط مستقيم
أو منحني في آن واحد. لذلك فأننا سنقتصر الآن على دراسة الحركة على خط
مستقيم. قد يكون هذا الخط المستقيم أفقيا أو مائلا أو عموديا. ستقتصر دراستنا أيضاً ، مؤقتاً ، على دراسة حركة الأجسام دون الالتفات إلى كتلتها أو أحجامها ، أي أننا سنعتبر كل جسم مجرد نقطة متناهية في الصِّغر لا طول لها ولا عرض ولا ارتفاع. بعبارة أخرى : سوف نستعيض عن الجسم بنقطة هندسية تمثل الجسم. لن نبحث في هذه المرحلة عن أسباب الحركة بل سينحصر اهتمامنا فيما إذا كانت الحركة منتظمة السرعة أو متغيرة. وبما أنّ كل حركة تتم تحتاج لوقت ما لحدوثها ، ولذا وجب علينا أن نرصد الوقت الذي حدثت فيه الحركة أو قل : التغير الذي طرأ على موضع الجسم خلال ذلك الوقت.
|
Copyright © 2001 - 2002 SchoolArabia. All rights reserved الحقوق القانونية وحقوق الملكية الفكرية محفوظة للمدرسة العربية |