بعبارة أخرى، القياس هو مقابلة شيء ما بشيء آخر من النوع ذاته لنعرف إذا كان مساوٍ له أو ينقص عنه أو يزيد. عندما نحاول دراسة الظواهر الطّبيعية، نحن نعني دراسة العلاقة بين المقادير المختلفة وفهم الصّلة بين السبب والنتيجة. ليتسنّى لنا ذلك لا بدّ لنا من القياس، ولنأخذ مثلاً العلاقة بين تغيّر درجة الحرارة وما ينتج عنها من تغيّر في حجم المادة، لا غنى لنا عن معرفة مدى التغير الذي طرأ على درجة الحرارة ومعرفة مدى التغير الذي طرأ على حجم المادة لنجد العلاقة الرياضية بين السبب والنتيجة.
علوم الطبيعة بِرُمَّتِها ومن جملتها علوم الهندسة بفروعها العديدة تعتمد
على القياس ومن جملة المقادير التي يجب علينا قياسها:
المسافة، الوقت، الكتلة، درجة
الحرارة، الضغط، التيار الكهربائي، شدة المجال المغناطيسي وغير ذلك. ظهرت حاجة الإنسان إلى استعمال المقاييس والمكاييل والأوزان منذ نشوء الحضارة وقد تعددت مقاديرها وقيمتها بتعدد المجتمعات فكان لكل مدينة أو دويلة أو دولة وحدات خاصة بها وعندما أخذ الناس يتبادلون السلع كان اختلاف المقاييس والمكاييل والأوزان يزيد من صعوبة التعامل في ما بينهم.
ظل الأمر على تلك الحال
حتى كانت المبادرة الفرنسية لإنشاء وحدات عالمية في عهد الملك لويس السادس
عشر، وتم ذلك بعد الثورة بجهود العالمين دى لامبير وميشين
، فقد عُهِدَ إليهما
من الأكاديمية الفرنسية للعلوم بتحديد المسافة بين القطب الشمالي وخط
الاستواء على امتداد خط الطول المار بباريس واتخاذ جزء من عشرة ملايين من
هذه المسافة وحدة دولية لقياس المسافة وسمِّيت
" مِتر " اشتقاقا من الكلمة اليونانية
" مِترون " ومعناها قياس.
|
Copyright © 2001 - 2002 SchoolArabia. All rights reserved الحقوق القانونية وحقوق الملكية الفكرية محفوظة للمدرسة العربية |