ومثل هذه الجملة
لا بد أن تكون إسميةً مكونةً من مبتدأ وخبر وأن يكون المبتدأ
والخبر إسمين معرفتين جامدين - غير متصرفين ، غير مشتقين -
.
2- ويشمل
أيضاً أن تكون الحال مؤكدة لعاملها - الذي سبب نصبها - في اللفظ
والمعنى من فعل أو شبه أو غيرهما . مثل : وأرسلناك للناس
رسولا ، فكلمة (رسولا) وهي
الحال تؤكد لفظا العامل- الفعل - (أرسلنا) في الجملة . ومثل :
السلام عليَّ يوم ولدتُ ويوم أموتُ ويوم أبعثُ
حيَّاً
. فكلمة (حيا) أكدت المعنى للفعل (أبعث) - العامل - فكما
أن الرسالة ملازمة لصاحبها ومؤكدة له في اللفظ ، فإن البعث مؤكد
له بعد الحياة الدنيا أيضاً .
3- ويشمل أيضاً أن تكون الحال
مؤكدة لصاحبها - الذي أتت لتبين هيئته - مثل قوله تعالى " لآمن
من في الأرض كلُّهم
جميعاً " .
فكلمة
(جميعاً) وهي الحال جاءت مؤكدةً لصاحبها الاسم الموصول (مَنْ)
وهو في محل رفع فاعل ، و(مَنْ) تفيد الدلالة على العموم -عموم
الناس - لأن الحال (جميعاً) أيضاً تفيد التعميم ، فقد كانت في
الجملة مؤكدة للعامل .
ب) أما
الصورة الأولى من صور الحال
الثابتة الملازمة لصاحبها ، فهي التي يدل عاملها على خَلْقٍ
وتَجَدُدٍ دائمين مثل: خَلَقَ
اللهُ الزرافة يديها
أطولَ من رجليها . ومثل :
جعل الله جلدً النمرِ
منقطاً
، وجلدً حمارِ الوحش
مخططاً .
فالأحوال
الثلاثة (أطولَ ، ومنقطاً ، ومخططاً ) تدل على خلق وتجدد مستمر
في أفراد أسر هذه الحيوانات الثلاثةُ ، لأن الأفعال العاملة في
الحال - خَلَقَ وجَعَلَ تدل على الخلق واستمراره .
جـ) أما
الصورة
الثانية من صور الحال الثابتة الملازمة لصاحبها
، فهي أحوال سمعت عن العرب ، وهي تدل على الثبات بأدلة عقلية ،
من خارج سياق الجملة . مثل : وهو الذي أنزل إليكم الكتاب
مفصلاً .
فكلمة (مفصلاً
)حال وعاملها الفعل أنزل . وصاحبها هو الكتاب وهو القرآن ودوام
استمرارية الكتاب في توضيح الحق والباطل معروفة ، لأنها من صفات
من أنزل القرآن .
2- الحال المتنقلة :
-
وهي - الأصل وهي التي تبين هيئة
صاحبها فترة مؤقتة ثم تفارقه بعدها ، فهي بذلك غير ملازمة له
دائماً مثل : حادثتْ سيرينُ صديقتها بالهاتف
هامسةً
. ومثل : ظهرت الغيومُ
متلبدةً . ومثل : عدتُ من
المدرسةِ إلى البيتِ
ماشياً .
فالأحوال
الثلاثة في الجمل لا تدل على صفة ثابتة لأصحابها ، فالمتحدثة من
خلال الهاتف قد تكون هامسةً أو رافعةً صوتها والغيومُ قد تكون
متلبدةً أو متفرقةً أو غير موجودة . كما أن العودة إلى البيت قد
تكون عن طريقِ المشي أو السيارة أو الدراجة .
|