عطـاء الأربعين
وحصاد السنين
|
|
|
|
أصَْرحٌ أنتِ أم قصٌر مَشـــــيدُ
|
|
يُطلُْ وفي الفؤاد له شُهـــــودُ
|
يراك القلب روضا قد تجلــــى
|
|
على أعطافـــه مـاسَتْ وُرودُ
|
أَبنتَ الأربعينِ لأَنتِ بـَــــــــدرٌ |
|
وَحُسنُكِ في العُيونِ بدا يزيــدُ |
فما شاب َالجَمالَ ومــا اعتـراهُ |
|
ذُبولٌ أو تخللــــــهُ جُمــــــودٌ |
لأَنتِ مَنـــارةٌ للقلب تهـــــــدي |
|
وإنْ أسفارٌهُ طــالتْ يَعُـــــودُ |
وفردوسٌ وجنةُ مستظـــــــــلٍ |
|
على جَنَبَاتها سكنَ الخلـــودُ |
وفي أفيائهـا غنت طيـــــــــورٌ |
|
وفوق نخيلها انتظمت عقــودُ |
|
|
|
أبنتَ الأربعين ألا حديــــــــثٌ |
|
على شفتيكِ بالذكرى تجـــودُ |
فكيفَ بَزَغْتِ في الدنيــا هلالاً |
|
وبدركِ طالعٌ ولهُ صُعُــــــودُ |
وفوقَ مشارف الظهران يرنـو |
|
لهُ القلـــبُ المولَّـــــهُ والوَدودُ |
فكم من زائـــرٍ لاقاكِ شوقـــــاً |
|
وقالَ بأنك الأمــلُ الوحيـــــدُ |
ففيك من التراث سماتُ حُســْنٍ |
|
ومن وحي الجديد بكِ الجديدُ |
فكم من ملتقىً للعلــــم وافــــى |
|
ومؤتمرٍ به التقت الوفـــــــودُ |
فَحقق في مجال البحث سبقــــاً |
|
كما يرجى وجاوز ما نريـــدٌ |
بعين الأهل نجمٌ لا يسامـــــــى |
|
وعين الصَّحب غوَّاصٌ مُجيدُ |
إلى الأعماق ما أضناهُ جهـــدٌ |
|
يصيد من اللآلىء ما يصــيدُ |
|
|
|
منارَ العلمِ قد خرَّجْتِ جيــــــلاً |
|
له ذكـرٌ بِحاضرنا حَمــــيدُ |
إرادته إلى العليا زنـــــــــــــادٌ |
|
وهمَّتـــه لغايتـــه وَقـــــــــودُ |
بكل مواقع الإنتاج بَـــــــــذْلٌ |
|
نتاجُ عطائه فيــــه الـمزيـــــدُ |
إذا ما التقى فكـرٌ وجهـــــــــــدٌ |
|
فما للفكر في الدنيا حـــــدودُ |
|
|
|
|
|
|
له الآفاقُ يذرعها بصبـــــــــر |
|
وما عاقتْ مطامحَهُ سُـــــدودُ |
ففي صَدَفٍ وكيما وابنُ سينـــا |
|
بثاقب فكــرِهمْ لانَ الحَديــــدُ |
وفي علم الحياة بهم خبــيــــــرٌ |
|
وفي عصر التِّقانة مستزيـــدُ |
هو الإبداعُ مَنْبِتُ كل فكـــــــرٍ |
|
إذا اعتدل المناخ له يجـــــودُ |
|
|
|
أعَبد الله قد شرَّفت صرحــــــاً |
|
فهذا يومنا يــــومٌ
مَجيــــــــدُ |
سموُّكم يتابعُ كلَّ خطـــــــــــو |
|
لنبـــعٍ يُســتطابُ لـــــهُ وُرُود |
يَسُركمُ نمـاء الزرع غضـــاً |
|
فَريعُ حصاده أَنّـــى تُريــــد |
من الهمم العلية بات يُسقــــىُ |
|
فكيف ويومُنا البسامُ عيـــــدٌ |
أبَعدَ العلمِ من نبعٍ سخــــــــــيّ |
|
يجودُ عطـاؤهُ لَمَّـا
نجـــودُ |
أمام عيوننا الآمـــــــالُ روضٌ |
|
به ممـا يَسُــرُّ وما
يفيــــــدُ |
لِعَوْدِ حضارةٍ نشرت ظـــلالاً |
|
على الدنيا تقول ألا استعيـدوا |
وحول بنودها قد رفَّ أمْـــــنٌ |
|
وساد الحبُّ وانتظم القصـــيدُ |
أعيدوا كل أوتـــــار لفـــــــــنٍّ |
|
إلى أنغامـه قد حنَّ عــــــــودُ |
هو التاريخ يقرأ في كتـــــــابٍ |
|
على تدوينه مرَّت عُهـــــــودُ |
تآكلَ بعضها والبعـض بـــــاق |
|
يَقولُ إلى الأصولِِ ألا فعودوا |
لإظهار الخفيِّ من المعانــــــي |
|
لأنَّ اللفظََ ضاعََ له وُجـــــودُ |
فبالتحقيق إحيــــــــــــاءٌ لإرثٍ |
|
مع الأيَّـام خلَّــفه
الجـــــدودُ |
وبين مراكز الأبحاث مُـــــدوا |
|
جسوراً للتواصل لا تَميـــــــدُ |
لتلقيحٍ وإثــــــراء لفكـــــــــــرٍ |
|
وريعُ نتاجه دوماً
جديـــــــدُ |
وحثوا العزم ترجمةً لأَصـــــل |
|
بما لا لا يقلُّ ولا
يزيــــــــــدُ |
لرصْد حضارةٍ ونماءِ فكــــــرٍ |
|
دعائمُ في البناء لمن
يشيـــــدُ |
فبـــالتحريك تــــأجيجٌ لنــــــار |
|
فإن هدأَت فآخرها خُمـــــــودُ |
ولكــــنَّ العزائــــم ساطعـــاتٌ |
|
تنفذ أمرهـا تلك الزُّنُـــــــــودُ |
|
|
|
|
|
|
لنا أمـلٌ وحُســــن تطلعــــــاتٍ |
|
تقوم بها وتدعمهــا جهــــــودُ |
بعصرٍ لا يُجـلُّ سوى عقــــولٍ |
|
يضوِّىء فكرها الراي السديدُ |
|
|
|
أبنتَ الأربعين لأنت فخـــــــرٌ |
|
لمجدك في العلا هذا القصــيدُ |
نظمتُ سطورهُ عقداً فريــــــداً |
|
وحقَّ لصدركِ العقد الفريــــدٌ |
|
|
|
12/10/2002م
|
|
لطباعة القصيدة أو حفظها على ملف
وورد اضغط هنا |