اعقُـــــل بعزمكَ واعتصم وتوكـل |
|
واسلك سبيلك فالظلام سينجــــلي |
إن كنت بــــــــالله المدبّر موقنـــــاً
|
|
فالله خير ميسّــــــر ومذلّــــــــــل
|
فإذا طغى بحر النعاس بأعـــــــين
|
|
فضع الرّحال على الجوانب وانزل
|
وانشق عبيراً للخزامى نفحهـــــــا
|
|
طب النفـــــوس وبرؤها لمعـلـل
|
ودع البنينَ على الكثيب بشوقــــهم
|
|
يتزلجون بكلّ دعص مرمــــــل
|
وانظر لليلى والعيون شواغـــــــل
|
|
تبلغ بها ألفـا ًبــدون تملمـــــل
|
فإذا نأت عنك الديار وأهلهــــــــــا |
|
وأحبة برحــــــــابها لا تعجـــــل |
نعم الإله على العباد كثيـــــــــــرة |
|
وأجلّهـــا مــــا تستقل وتعتلـــــي |
تطوي مسافات يطول زمانهـــــــا |
|
كانت تشقّ على جميع الرّحّــــل |
أضحت على مرمى العيون لعائــد |
|
والشوق ما بين الجوانح يغتلــي |
خلق القيادة أن تسير كمـــــا سرى |
|
ماء الصفـــاء على امتداد الجدول |
بترفق في النفس يعكس ظلهــــــــا |
|
والعين ترقب ما ترى بتأمــــــــل |
لمن امتطى صهوات(فرد) أهــوج |
|
أو كانَ ( للهنـدا ) لظهــر معتلـي |
إن مر من أقصـى اليمين مـــراوغ |
|
فافسح وقل يا ابن الكرام تفضـّلِ |
فاكبح جماح النفس حين نفارهـــا |
|
وخذ الأمور بكل كل تحمّــــــــل |
متوقفـــاً متلفتــــــــا بتقاطــــــــــع |
|
قد يقطع الحبل المتين ويبتلـــي |
أمن الوصول إلى نهايــة دربنـــــا |
|
صبـر النفوس وسيرها بتسلســل |
أمــــن المواطن غاية يهفو لهــــــا |
|
القلب الرحيم ولايعي القلب الخلي |
إنّ المـــواطن ثـــــروة أبديــــــــة |
|
وكنوزها في النفس من أحلى الحُلي |
فالدين رسخ في النفوس مبادئــــــاً |
|
فيها الحياة لعـــز قوم أفضـــــــل |
وبـــــه اعتـدالٌ لا يميــل لجانـــب |
|
متجاوزاً قدراً بما لم يعقَـــــــــــلِ |
مـــن زاد بــــالله القديـــر تيقنــــاً |
|
يمضي ويعبـــر كلّ درب مقفــــل |
إن كان من يمضي به مستمســــكاً |
|
بالعروة الوثقى بكلّ
توكّــــــــــل |
لم يُرخِ للمركوب طول عنـــانــــه |
|
إلا بثاقب
فكره المتأمـــــــــــــل |
لكنّ مــن ألقى القيـــادة للهــــــوى |
|
فأراد سبقاً للزمــان المقبــــــــل |
عصفت بـــــه ريح المنـون فجاءةً |
|
من شاهق والرأس بين الأرجُـــل |
|
فحوادث الأيــــــام لا لا تمّحــــــي |
|
آثارها وغمامة لا تنجلـــــــــــي |
في كل يـــوم تستجــــد حـــــوادثٌ |
|
ما خلفته يفوق كل تحمّــــــــــل |
لمضرّج بدمائــــه ومعــــــــــــوّق |
|
لتمزق في الساق حتى المفصــــل |
حتى غدا من بعد حسن قوامـــــــه |
|
كالغصن في فرع له متهــــــــدل |
|
وهناك من ذهبت حوادث جمــــــة |
|
بعقولهـــم في غمرة لا تنجلــــي |
فوق الأسرة في المشافي رقّــــــــدٌ |
|
من يائس حزناً بهــم مُثقـــــــلِ |
هــذا ابتلاء كي نراعيَ أنفســــــــاً |
|
فيما يمـر من الحوادث أو يلــــي |
لكننا بعــــــد انجلاء غمامــــــــــة |
|
ننسى مذاق مرارةٍ كالحنظــــــــل |
كـــم آلـــــــةٍ معجونة بدمائنــــــــا |
|
في العين كانت مشهداً لتَمثّـــــل |
غابت عن الأنظار دون تفكُّـــــــر |
|
وتدبـــر بحياتنـــــا وتأمـــــــــــلِ |
وكأننا ذاك الحصــاد فزرعــــــــهُ |
|
ما كان إلاّ لاستباحة منجـــــــــــلِ |
|
إنَّ الحضارة نقمــة في
حاضـــــرٍ
|
|
إن لم توجَّه نحو
خير أمثـــــــل
|
تستخدم الآلاتُ تـــــلك
لحاجــــــة
|
|
لا للمنيًّــة والردى
المنتنقـــــــــل
|
|
لكنَّها الأقدار لا دفـــــــع لهـــــــــا |
|
إن تطرق الأبواب قلتَ لها ادخلي |
مستثنياً مرءاً تجــــــاوز حـــــــده |
|
فيما أتاه من المصير المذهــــــل |
كـــم من بيوت فارقت أحبابهــــــا |
|
في القلـــب قد تركت بقايا دُمَّـــل |
فاعقل سوامك واعتزم وتوكـــــــلِ |
|
فالله يدفع كلَّ شـر مقبـــــــــــل |
هدي الرسول منــــارة وضـــــاءةٌ |
|
وهاجة في برجها السامـي العلـي |
ماضلَّ من سارت خطاه بهديــــــه |
|
حتى يحل مقـــــــام عـــــــز أول |
|
|
|
1 أكتوبر 2002م |
|
لطباعة القصيدة أو حفظها على ملف وورد اضغط
هنا |