الشمس تبزغ من وراء التلال

 

 

 

أنَّى أقمت فَدائـــــــــــمٌ تَرحالـــي

 

بسفينِ وهمي أو جنــــاح خيالــــــي

أو كُلَّما صَعَدَتْ طِماحي للعـــــلا

 

هَمَّتْ صروف الدهر في إنزالــــــي

فأصدّها جهدي وأحكم رميتـــــي

 

فيصيب صدري ما رمته نبالـــــــي

جرحٌ به دفقُ النزيف   خطـــورة

 

مَن ذا سيوقفُ نزفَــــهُ المتتالــــي ؟

وَتَمَوُّجٌ للريح يسفـــــح جبهتــــي

 

إعصارهــــــــا متسارع الإقبــــــال

وأنا كأوراق الخريف تســـاقطت

 

وتطايرتْ عن يَمْنتي  وشِمالــــــــي

وَلَطَالما هتفت مقولة حكمـــــــــةٍ

 

اِحْنِِ الجبينَ لعاصف الأهــــــــــوال

حتى إذا مَّرتْ  وغاب نذيرهـــــا

 

حرَّكت عزمي في حدود مجالــــــي

وزرعتُ أقدامي كجــذع ثابــــتٍ

 

مترسخٍ متمكنٍ  بِرِمـــــــــــــــــــال

كم من زلازلَ قوَّضَت بيتَ الهوى

 

فيها اتَّكّأتُ على عصــــــــــا الآمال

حتى تمر وتختفي موجاتهـــــــــا

 

أو تنتهي  آثارهــــــــــــــــــا بزوال

يا قلب هلاَّ تستطيع تحمــــــــــلاً

 

في عالم متمّزق الأوصــــــــــــــال

فيه الضعيفُ حقوقُه مهضومـــة ٌ

 

ومحملٌ بالوِزر والأثقـــــــــــــــــالِ

بغــدادُ يُصفعٌ بالمهانة وجهُهــــــا

 

وتسام خسف الضيــــــــــم والإذلال

إرثٌ لها بين اللصوص مبـــــــددٌ

 

والجوع يعصــف في رؤى الأطفال 

إني لأسمع في الظلام أنينهـــــــم

 

فيطير من شفتـــــــــــي جليُّ سؤال

أتموت في أرض العراق طفولــة

 

والخيــــــــــــرُ نهبٌ في يد الأرذالِ

والشر يُمعِن في إثارة فتنــــــــــة

 

وتَراهُ يمشي مشية المختـــــــــــــال

ولسانه يحكي روائع حكمـــــــــة

 

تبدو بطعم سائغ سلســــــــــــــــــال

قد قال جئنا للبلاد كمنقــــــــــــــذ

 

والشر والفوضى بعين الحــــــــــالِ

فَيَدَاهُ تطلق للشرور عَنانهــــــــــا

 

وتزيد نار الحقد بالإشعـــــــــــــــال

وتمر عيني في ديار كنانتــــــــي

 

فأرى عياناً أعظم الأهــــــــــــــوال

فالقدس والأقصى المجَرَّح نازفٌ

 

ويذوق طعم مهانة ونكــــــــــــــــال

ومدائنٌ وقرى تعكَّــــــر  ليلُــــها

 

ونهارُها بتدفـــــــــــــق الأرتــــــال

ومزارعٌ جُثَّت أصول فروعهـــا

 

زيتونُ تينٌ صابرٌ ودوالـــــــــــــــي

 

 

 

وبراعِمٌ قصَّت غصون جمالهــــا

 

من صفوة الأبناء والأطفـــــــــــــال

ومسارح للاعتقـــــال  تجـاوزت

 

حداً  بَرسْف الشعب بالأغـــــــــلال

ومنازلٌ قد هُدِّمَت ومــــــــــنازلٌ

 

وتناثرت من شدة الزلـــــــــــــــزال

وترى على كوم الحجارة مثخنـــاً

 

في موقف متجسم الإجــــــــــــــلال

شيخاً يجلجل صوته بجهامــــــــة

 

ويقول في صوت قوي عالــــــــــي

إني هنا  بعيونكم وحلوقكــــــــــم

 

شوكُ القتاد بصبيتي وعيالـــــــــــي

مترسخ متمكن مستعصــــــــــــم

 

بالله مهما بُدِّلَت أحوالـــــــــــــــــــي

هذا أنا الشعب  العظيم أنا هنـــــا

 

وهج السنا  لن تُحكِموا  استئصــالي

مهما قتلتم من زهور شبابنــــــــا

 

أو ما اعتقلتم من خيار رجــــــــــال

أو جئتمُ عسفاً وظلماً فاحشــــــــاً

 

متبدل الألـــــــوان والأشكــــــــــال

فالشعب لن يرضى بغير حقوقــه

 

إنَّ السجال يدور إثـــــــر سجــــــال

في الجانحين إرادة وعزيمــــــــة

 

من سورة الرحمن والأنفـــــــــــــال

لن تطفئوا نور اليقين بصدرنـــــا

 

أو شعلةً وهَّاجـــــــــة لنضـــــــــال

إني أرى النصر المؤزر ماثــــلاً

 

كالشمس تبـــــــــزغ من وراء تلال

والعين تنظر في العلِّو لرايـــــــة

 

رمزِ الحياة ورمزِ الاستقـــــــــــلال

من كان يصبر في الحياة  مكافحاً

 

فالنصر ليس بمعجـــــــــــز ومحال

فالبدر إذ غطى الوجود بِـــــنوره

 

 

قد كان يوماً في مدار هـــــــــــــلال

12/5/2003

 
 

لطباعة القصيدة أو حفظها على ملف وورد اضغط هنا