|
|
|
|
أنَّى أقمت فَدائـــــــــــمٌ تَرحالـــي |
|
بسفينِ وهمي أو جنــــاح خيالــــــي |
أو كُلَّما صَعَدَتْ طِماحي للعـــــلا |
|
هَمَّتْ صروف الدهر في إنزالــــــي |
فأصدّها جهدي وأحكم رميتـــــي |
|
فيصيب صدري ما رمته نبالـــــــي |
جرحٌ به دفقُ النزيف خطـــورة |
|
مَن ذا سيوقفُ نزفَــــهُ المتتالــــي ؟ |
وَتَمَوُّجٌ للريح يسفـــــح جبهتــــي |
|
إعصارهــــــــا متسارع الإقبــــــال |
وأنا كأوراق الخريف تســـاقطت |
|
وتطايرتْ عن يَمْنتي وشِمالــــــــي |
وَلَطَالما هتفت مقولة حكمـــــــــةٍ |
|
اِحْنِِ الجبينَ لعاصف الأهــــــــــوال |
حتى إذا مَّرتْ وغاب نذيرهـــــا |
|
حرَّكت عزمي في حدود مجالــــــي |
وزرعتُ أقدامي كجــذع ثابــــتٍ |
|
مترسخٍ متمكنٍ بِرِمـــــــــــــــــــال |
كم من زلازلَ قوَّضَت بيتَ الهوى |
|
فيها اتَّكّأتُ على عصــــــــــا الآمال |
حتى تمر وتختفي موجاتهـــــــــا |
|
أو تنتهي آثارهــــــــــــــــــا بزوال |
يا قلب هلاَّ تستطيع تحمــــــــــلاً |
|
في عالم متمّزق الأوصــــــــــــــال |
فيه الضعيفُ حقوقُه مهضومـــة ٌ |
|
ومحملٌ بالوِزر والأثقـــــــــــــــــالِ |
بغــدادُ يُصفعٌ بالمهانة وجهُهــــــا |
|
وتسام خسف الضيــــــــــم والإذلال |
إرثٌ لها بين اللصوص مبـــــــددٌ |
|
والجوع يعصــف في رؤى الأطفال |
إني لأسمع في الظلام أنينهـــــــم |
|
فيطير من شفتـــــــــــي جليُّ سؤال |
أتموت في أرض العراق طفولــة |
|
والخيــــــــــــرُ نهبٌ في يد الأرذالِ |
والشر يُمعِن في إثارة فتنــــــــــة |
|
وتَراهُ يمشي مشية المختـــــــــــــال |
ولسانه يحكي روائع حكمـــــــــة |
|
تبدو بطعم سائغ سلســــــــــــــــــال |
قد قال جئنا للبلاد كمنقــــــــــــــذ |
|
والشر والفوضى بعين الحــــــــــالِ |
فَيَدَاهُ تطلق للشرور عَنانهــــــــــا |
|
وتزيد نار الحقد بالإشعـــــــــــــــال |
وتمر عيني في ديار كنانتــــــــي |
|
فأرى عياناً أعظم الأهــــــــــــــوال |
فالقدس والأقصى المجَرَّح نازفٌ |
|
ويذوق طعم مهانة ونكــــــــــــــــال |
ومدائنٌ وقرى تعكَّــــــر ليلُــــها |
|
ونهارُها بتدفـــــــــــــق الأرتــــــال |
ومزارعٌ جُثَّت أصول فروعهـــا |
|
زيتونُ تينٌ صابرٌ ودوالـــــــــــــــي |
|
|
|
وبراعِمٌ قصَّت غصون جمالهــــا |
|
من صفوة الأبناء والأطفـــــــــــــال |
ومسارح للاعتقـــــال تجـاوزت |
|
حداً بَرسْف الشعب بالأغـــــــــلال |
ومنازلٌ قد هُدِّمَت ومــــــــــنازلٌ |
|
وتناثرت من شدة الزلـــــــــــــــزال |
وترى على كوم الحجارة مثخنـــاً |
|
في موقف متجسم الإجــــــــــــــلال |
شيخاً يجلجل صوته بجهامــــــــة |
|
ويقول في صوت قوي عالــــــــــي |
إني هنا بعيونكم وحلوقكــــــــــم |
|
شوكُ القتاد بصبيتي وعيالـــــــــــي |
مترسخ متمكن مستعصــــــــــــم |
|
بالله مهما بُدِّلَت أحوالـــــــــــــــــــي |
هذا أنا الشعب العظيم أنا هنـــــا |
|
وهج السنا لن تُحكِموا استئصــالي |
مهما قتلتم من زهور شبابنــــــــا |
|
أو ما اعتقلتم من خيار رجــــــــــال |
أو جئتمُ عسفاً وظلماً فاحشــــــــاً |
|
متبدل الألـــــــوان والأشكــــــــــال |
فالشعب لن يرضى بغير حقوقــه |
|
إنَّ السجال يدور إثـــــــر سجــــــال |
في الجانحين إرادة وعزيمــــــــة |
|
من سورة الرحمن والأنفـــــــــــــال |
لن تطفئوا نور اليقين بصدرنـــــا |
|
أو شعلةً وهَّاجـــــــــة لنضـــــــــال |
إني أرى النصر المؤزر ماثــــلاً |
|
كالشمس تبـــــــــزغ من وراء تلال |
والعين تنظر في العلِّو لرايـــــــة |
|
رمزِ الحياة ورمزِ الاستقـــــــــــلال |
من كان يصبر في الحياة مكافحاً |
|
فالنصر ليس بمعجـــــــــــز ومحال |
فالبدر إذ غطى الوجود بِـــــنوره |
|
قد كان يوماً في مدار هـــــــــــــلال |
12/5/2003 |
|
|