سفــــــــر وضجــــر



قالــــوا فوائـــد للســـــفر		قلنا المساوىء والضــــرر
فيما اصاب الجسم مـــــن		شتى المتاعب والخــــــوَر
لا سيما إن كـــــــــان في		بــــاص تكدس بالبشــــــر
لله (نجمــــــة سالـــــــم )		والنجم يصحبــــه سَهَـــــر
لا لا جُزيــت بطائـــــــل		أو أجــــر فعل يؤتَجَـــــــر
يـــا عــبرة للنــــــفس إن		غـابت عظات أو عِبَــــــر
أشكـــــو لنفسي سَـــــفرة		كـــانت كوخزات الأبَـــــر

قالــــــوا المسيــر عشيــة		فإذا بهـــــا بعد السحَــــــر
والجــــو يلسـع بـــــــرده		مــن غـير ريح أو مطــــر
عمَّان نام أنـــــــــاسهـا		وبقيت وحـدي في ضجــر
فالعين ترقب لحظـــــــــة		نمضي بهــا نحو الخُبَـــــر
لا موعــــــــــداً للانطــلا		ق ولا جـواب ولا خبَـــــر
هـــــــذا يقول مسوّفــــــاً		ويمــــد حبلاً ذا قِصَـــــــر
في مـــوسم كالحشر كـــا		ن ودفــق ماء المنحَــــــدَر
فــــالعائدون جميعــــهــم		صَبُّــوا كتسكاب المطــــر
للطامعيــــــن فريســـــــة		شويت كما يشوى الهَبَــــر

وتمر ساعـات طـــــــــوا		لٌ نستقي الطعم الأمَــــــر
حتى أتى مركوبـــــــــــنا		وبدت علامات الـــــسفـــر
وبــــدا يشق طريقــــــــه		صُعُــــداً وثمة منحَـــــــدَر
لا نــــوم يمحو ضيقنـــــا		أو رقــدة تنفي الضــــــرر

في جــــانبيَّ تخلخـــــــل		والظَّهْـــرُ حُــــلَّ به فِقــــر
لـــــولا الصديق أبو عـلا		مثلي يعانـي مـــن سفـــــر
لتركت نجمــة سالــــــــم		ومضيتُ في طُرُق أُخَــــر
مـــن ضجة لمراهقيـــــــ		ــن قرابـــة الإثني عشـــر
قـد افسدوا ذاك المنــــــــا		خَ ولوثـــوا ذاك المقَـــــر
بدخانهــــــم ونهيقهـــــــم		بوقاحـــــــة لم تُنتظَــــــر
يــــــا ميجنــا يـــا ميجنـا		هــــذر يلاحقــــــه هــــذر
مما أثــــــــار مصاحبــــاً		فاحتــــدَّ في غيظ ظهَـــــر
لم يلق سمعــــــــاً منهـــم		أو حسَّ من فقد البصـــر
وأشدّ مـــن هـــــــــذا وذا		تبديــــل مركوب عبَـــــــر
ركاب بــاصين التـقـــوا		في واحد بادي الضــــــرر
فالكل فيـــه قـــد احتـشـر		كالبرتقـــــال المعتصـــــر
بمقاعـــد ضقنـــــا بهـــــا		بجسومنا منـــــــها أثــــــر
وبـــدا الصديق أبــو عـلا		يتلـــو ويتلــو من سُـــــور
ويقول ربــــــاه احمنـــــا		ممـــا تخبىء من قـــــــدر

أمـــا الحدود فلا تــــــسل		ساعاتها وخــــزُ الإبــــــر
لمفتــــــش بجمــــــــارك		في كـــل زاويـــة عبَـــــر
إمَّــــــا حملت قصاصــة		قــــرأ الكــلام المستطــــر
والحلويــــــاتُ غطاؤهــا		فيمــــا تمـــزق وانتثــــــر
وجيــــوب كـــل حقيبـــة		فُكَّت وما فيــــها ظهَــــر
فتخـــــدرت أعصابنــــــا		وكأنـــها صلــــد الحجــــر
لـــــم تلــــق إلا واجمــــا		يرنـــو بأطراف النظـــــر
لــــولا الحبال طويلــــــة		للصبــر كان قـــــد انفجَـر

وجزاء مركـبة غـــــوت		كشف لسوءتــــها ظهـــــر
تغدو الكلاب تشـــــــــها		فلعلهـــا تخفــــي خَــــــدَر
فتطهـــــرت لجنابـــــــة		والمـــــاء كــان به كــــدر
ومضت بنــــا بطريقهــا		والجو كـــان قـــد اعتكـــر
قــــد أشعلـت أنوارهـــــا		ومضت تسيـــر بلا خــوَر
لــــولا الشــتاء وبــــرده		كم قد يُفجَّـُر مـن كـفــــــر
والنــــوم أيســر ملجــــأ		نأوي إليه مـــن الضجــر
حتى أتينـــا عــــرعــــراً		والحفر كان المنتظـــــــــر
(سمبوسك ) ومكسَّـــــــر		وشراب (منجا) محتــضر
كســـر الجمــود هنيهــــة		حتى إذا ســــــرنا ظهــــر
والشمس يغرب وجههـــا		في الأفق والليــــل ابتـــدر
وإشـــارة ظهرت لنـــــــا		أن المسافــــــة للخبــــــــر
في عيــــن كــــل محقــق		اضحت على مرمى حجـر
مـــن بعد ســاعات طــوا		ل ولتْضفْ تسعــــاً أُخَــــر
وإذ الأحبـــــة بانتظـــــــا		ر والقلوب بهـــــا بهَــــــر
بوصولنــــا زال العنـــــا		ء ولم يخلف من أثــــــــر
عيـد الضحية زارنــــــــا		وبه اجتمعنـــا كالـــــــدرر
في عقـــد حسن رائــــــع		في صدر حسنــاء استقـــر

9/2/2003

لطباعة القصيدة أو حفظها على ملف وورد اضغط هنا