1 |
|
قَــد علّـم البَيـن مِنـا البَيـنَ أَجفانـا
|
|
تَـدمَى وأَلَّـفَ فـي ذا القَلـب أَحْزانـا
|
2 |
|
أَمّلـتُ سـاعةَ سـارُوا كَشـف مِعصَمِها
|
|
لِيَلبَــثَ الحــيُّ دُونَ السـيرِ حَيرانـا
|
3 |
|
ولــو بَــدَتْ لأَتــاهَتهم فَحَجّبَهــا
|
|
صَـونٌ عُقـولَهُمُ مـن لَحظِهـا صانـا
|
4 |
|
بــالواخِداتِ وحَادِيهــا وَبــي قَمَـرٌ
|
|
يَظَـلُّ مِـن وَخدِهـا فـي الخِدْرِ خَشيانا
|
5 |
|
أَمــا الثّيـابُ فتَعـرى مِـنْ مَحاسِـنِهِ
|
|
إِذا نضاهـا ويَكسـى الحُسـنَ عُريانـا
|
6 |
|
يَضُمُّــه المِسـكُ ضَـمَّ المُسـتَهامِ بِـهِ
|
|
حـتى يَصـيرَ عـلى الأَعكـانِ أَعكانـا
|
7 |
|
قـد كُـنْتُ أُشفِقُ مِن دَمْعي على بَصَري
|
|
فــاليَومَ كُــلُّ عَزيـزٍ بَعْـدَكُم هانـا
|
8 |
|
تُهْـدي البَـوارِقُ أَخـلافَ الميـاهِ لكُـم
|
|
وللْمُحِــبِّ مِــنَ التَّذكــارِ نِيرانــا
|
9 |
|
إِذا قَــدِمتُ عــلى الأَهـوالِ شَـيّعَني
|
|
قَلْــبٌ إِذا شِــئتُ أَن أَسـلاكمُ خانـا
|
10 |
|
أَبـدُو فيَسـجُدُ مَـن بالسُّـوء يَذْكُـرُني
|
|
فــلا أُعاتِبُــهُ صَفحًــا وإهوانــا
|
11 |
|
وهكَـذا كـنتُ فـي أهْـلي وفي وَطَني
|
|
إِن النفيسَ غَـــرِيبٌ حَيثُمــا كانــا
|
12 |
|
مُحَسَّـدُ الفَضـلِ مَكـذوبٌ عـلى أَثَري
|
|
أَلقــى الكَــمِيَّ ويَلقــاني إِذا حانـا
|
13 |
|
لا أَشـرَئبُّ إلـى مـا لـم يَفـت طَمَعًا
|
|
ولا أَبِيــتُ عـلى مـا فـاتَ حَسـرانا
|
14 |
|
ولا أُسَــرُّ بمـا غـيري الحَـميدُ بـهِ
|
|
ولــو حَــملتَ إِلَـيَّ الدهـرَ مَلآنـا
|
15 |
|
لا يجــذِبَنَّ رِكــابي نَحــوهُ أَحَــد
|
|
مـا دُمْـتُ حَيّـا ومـا قَلْقَلـنَ كِيرانـا
|
16 |
|
لَـو اسـتَطَعت رَكِـبتُ النـاسَ كـلّهُمُ
|
|
إلــى سَـعيدِ بـن عَبـدِ اللـه بُعرانـا
|
17 |
|
فــالعِيسُ أعقَــلُ مـن قَـومٍ رَأيتَهُـمُ
|
|
عَمَّــا يَـراه مِـنَ الإِحسـانِ عُمْيانـا
|
18 |
|
ذاكَ الجــوادُ وإِن قــلَّ الجـوَادُ لـهُ
|
|
ذاكَ الشُّـجاعُ وإن لـم يـرضَ أَقْرانـا
|
19 |
|
ذاكَ المعِــدُّ الــذي تَقْنـو يَـداه لنـا
|
|
فلــو أصِيــبَ بشَـيء منـهُ عَزَّانـا
|
20 |
|
خَـفَّ الزّمـان عـلى أَطْـرافِ أنمُلِـهِ
|
|
حــتى تُــوُهّمنَ للأَزْمــانِ أَزْمانـا
|
21 |
|
يَلقـى الـوَغَى والقَنـا والنـازِلاتِ بـهِ
|
|
والسّـيف والضّيـفَ رَحْبَ البالِ جَذْلانا
|
22 |
|
تَخالُــهُ مِـن ذَكـاءِ القَلْـب مُحتَمِيًـا
|
|
ومِــن تَكَرُّمِــهِ والبِشْــرِ نَشــوانا
|
23 |
|
وتَســحب الحِــبَرَ القينـاتُ رافِلَـةً
|
|
مــن جُـودِهِ وتجـرُّ الخـيلُ أَرسـانا
|
24 |
|
يُعْطــي المُبَشِّــرَ بالقُصّــادِ قَبلهُـمُ
|
|
كَــمَن يُبَشِّــرُهُ بالمــاءِ عَطْشـانا
|
25 |
|
جَـزَت بَنـي الحَسـنِ الحُسْـنى فـإٍنَّهُمُ
|
|
فـي قَـومِهِم مِثلُهُـم فـي الغُـرِّ عَدْنانا
|
26 |
|
مــا شَـيَّدَ اللـهُ مِـنْ مَجْـدٍ لِسـالِفِهِم
|
|
إِلا ونَحْـــنُ نَــراهُ فِيهِــمِ الآنــا
|
27 |
|
إِن كُوتِبُـوا أَو لُقُـوا أَو حُـورِبُوا وُجدُوا
|
|
فـي الخـطِّ واللفـظ والهَيجـاءِ فُرْسانا
|
28 |
|
كـأَن أَلسُـنَهُم فـي النُّطْـقِ قـد جُعِلَتْ
|
|
عـلى رِمـاحِهِمِ فـي الطعـنِ خِرصانا
|
29 |
|
كــأَنهم يَـردُونَ المَـوتَ مِـن ظَمَـإٍ
|
|
أَو يَنشَــقُونَ مِــنَ الخَـطِّيّ رَيْحانـا
|
30 |
|
الكــائِنين لِمَــن أًبْغِــي عَداوَتَــهُ
|
|
أَعـدَى العِـدَى ولِمَـن آخَـيتُ إِخوانـا
|
31 |
|
خَـلائقٌ لـو حَواهـا الـزِّنجُ لانقَلَبـوا
|
|
ظُمــيَ الشّـفاهِ جِعـادَ الشـعْرِ غُرَّانـا
|
32 |
|
وأَنفسٌ يلمَعِيّـــــاتٌ تُحِـــــبهمُ
|
|
لهـا اضْطِـرارًا ولـو أًقْصَـوْكَ شـنْآنا
|
33 |
|
اَلواضِحـــين أَبُـــوَّاتٍ وأَجبِنَــةً
|
|
وَوَالِـــداتٍ وأَلبابًـــا وأَذْهانـــا
|
34 |
|
يـا صـائِدَ الجَحـفَل المَرهـوب جانبُهُ
|
|
إِن اللُّيــوث تَصيــد النـاسَ أُحْدانـا
|
35 |
|
وِواهِبًــا، كُــلُّ وَقـتٍ وَقـتُ نائِلِـهِ
|
|
وإِنمــا يَهَــبُ الوهَّــابُ أحيانــا
|
36 |
|
أنـت الَـذي سـبَك الأمـوالَ مَكْرُمَـةً
|
|
ثُــم اتخَــذتَ لهـا السّـؤَّالَ خُزَّانـا
|
37 |
|
عَلَيــكَ منــكَ إذا أُخـلِيتَ مـرتَقِبٌ
|
|
لـم تَـأت فـي السِّـرِّ ما لم تَأْتِ إِعلانا
|
38 |
|
لا أَســتَزيدُكَ فيمـا فيـكَ مـنْ كـرمٍ
|
|
أَنــا الــذي نـامَ إِن نَبّهـتُ يَقْظانـا
|
39 |
|
فــإِنَّ مِثْلَــكَ بــاهَيتُ الكِـرامَ بِـهِ
|
|
ورَدّ ســخطًا عـلى الأَيّـام رِضوانـا
|
40 |
|
وأَنْــتَ أَبعــدُهُم ذِكــرًا وأَكـبَرُهُم
|
|
قَــدْرًا وأَرفَعُهُـم فـي المَجْـدِ بُنيانـا
|
41 |
|
قـد شَـرَّفَ اللـهُ أَرضًـا أَنْـتَ ساكِنُها
|
|
وشَــرَّفَ النــاسَ إِذ سَـوَّاكَ إِنسـانا
|