1 |
|
عَـــدُوكَ مَذمُــومٌ بكُــلِّ لِســانِ
|
|
ولَــو كَــانَ مـن أَعـدائِكَ القَمَـرانِ
|
2 |
|
وللــه سِــرٌّ فــي عُــلاكَ وإِنَّمـا
|
|
كَــلامُ العِـدَى ضَـرْبٌ مـنَ الهَذَيـانِ
|
3 |
|
أَتَلتَمِسُ الأَعــداءُ بَعْــدَ الـذي رَأَت
|
|
قِيــامَ دَلِيــلٍ أو وُضــوحَ بَيــانِ
|
4 |
|
رَأَتَ كُـلَّ مَـنْ يَنْـوِي لَـكَ الغَدرَ يُبتَلى
|
|
بِغَــدرِ حَيــاةٍ أو بِغَــدر زَمــانِ
|
5 |
|
بــرَغْم شـبِيب فـارَق السـيف كَفَـه
|
|
وَكانــا عــلى العـلاتِ يَصْطَحبـانِ
|
6 |
|
كــأنَّ رِقـابَ النـاسِ قـالَت لِسـيفِهِ
|
|
رفَيقُـــكَ قَيسِــيٌّ وأنــتَ يَمــانِ
|
7 |
|
فــإنْ يَــكُ إِنسـانًا مَضَـى لِسَـبيلِهِ
|
|
فـــإنَّ المَنايــا غايــةُ الحَــيَوانِ
|
8 |
|
ومَـا كـانَ إِلا النـار فـي كُـلِّ مَوضِعٍ
|
|
تُثِــيرُ غُبــارًا فــي مَكـانِ دُخـانِ
|
9 |
|
فَنـــالَ حَيــاةً يَشــتَهِيها عَــدُوُّهُ
|
|
وَموتًــا يُشَـهّي المَـوتَ كُـلَّ جَبـانِ
|
10 |
|
نَفَـى وَقـع أَطـرافِ الرِمـاحِ بِرُمحِـهِ
|
|
ولــم يَخـشَ وَقْـعَ النَجـمِ والدَبَـرانِ
|
11 |
|
ولــم يَـدْرِ أَنَّ المَـوتَ فَـوقَ شَـواتِهِ
|
|
مُعــارَ جَنــاحٍ مُحسِــنَ للطَـيَرانِ
|
12 |
|
وقــد قَتَــلَ الأقـرانَ حَـتَّى قَتَلتَـهُ
|
|
بِــأَضعَفِ قِــرنٍ فــي أَذَلّ مَكـانِ
|
13 |
|
أتّتْــه المَنايــا فـي طَـرِيقٍ خَفِيَـةٍ
|
|
عــلى كُــلِّ سَـمْعٍ حَوْلَـهُ وعِيـانِ
|
14 |
|
ولَـو سَـلَكَتْ طُـرْقَ السِـلاحِ لَردَّهـا
|
|
بِطُــولِ يَميــنٍ واتســاعِ جَنــانِ
|
15 |
|
تَقَصَّــدَهُ المِقــدارُ بيــن صِحابِـه
|
|
عــلى ثِقَــةٍ مــن دَهـرهِ وأَمـانِ
|
16 |
|
وهـل يَنفَـعُ الجَـيْشُ الكثِـيرُ التفافُـهُ
|
|
عــلى غَـيرِ مَنصُـورٍ وغـير معـانِ
|
17 |
|
وَدَى مـا جَـنَى قَبْـلَ المَبيـت بِنَفسـهِ
|
|
ولَـــم يَــدِه بِالجــامِلِ العَكَنــانِ
|
18 |
|
أَتُمْسِــكُ مــا أَولَيتَــهُ يَـدُ عـاقِلٍ
|
|
وتُمســك فــي كُفرانِــهِ بِعنــانِ
|
19 |
|
ويَــركَبُ مــا أَركَبتَـهُ مـن كَرامـةٍ
|
|
ويَــركَبَ للعصيــانِ ظَهـرَ حِصـانِ
|
20 |
|
ثَنَــى يَــدَهُ الإِحسـانُ حَـتى كأَنهـا
|
|
وقــد قُبِضَــتْ كـانت بِغَـيرِ بَنـانِ
|
21 |
|
وعِنـدَ مَـنِ اليَـومَ الوَفـاءُ لِصـاحبٍ
|
|
شَــبِيبٌ وأَوفَـى مَـن تَـرى أَخَـوانِ
|
22 |
|
قَضَــى اللّــهُ يـا كـافُورُ أَنـكَ أولٌ
|
|
ولَيسَ بِقــاضٍ أَن يُــرَى لَـكَ ثـانِ
|
23 |
|
فَمــا لَــكَ تَختَــارُ القِسِـيَّ وإِنَّمـا
|
|
عَــنِ السَـعْدِ يُـرمَى دُونـكَ الثقَـلانِ
|
24 |
|
وَمــا لَــكَ تُعنَـى بِالأسـنَّةِ والقَنـا
|
|
وجَـــدُّكَ طَعــانٌ بِغَــيرِ ســنانِ
|
25 |
|
ولـم تَحْـملُ السَـيْفَ الطَـويلَ نَجـادُهُ
|
|
وأَنــت غَنِــي عَنــهُ بالحَدَثــانِ
|
26 |
|
أردْ لـي جَـميلاً جـدت أَوْ لَـم تَجُدْ بِهِ
|
|
فــإِنَكَ مــا أَحــبَبت فِـي أَتـاني
|
27 |
|
لَــوِ الفلَـكَ الـدَوَّار أَبغَضْـتَ سَـعْيَهُ
|
|
لَعوَّقَــهُ شَــيءٌ عَــنِ الــدَوَرانِ
|