1 |
|
أَفـاضِلُ النـاسِ أَغْـراضٌ لَـدَى الزَّمَنِ
|
|
يَخـلُو مِـنَ الهَـمِّ أَخـلاهُم مِـنَ الفِطَنِ
|
2 |
|
وإِنَّمــا نَحْــنُ فـي جِـيلٍ سواسـيَةٍ
|
|
شَـرٍّ عـلى الحُـرِّ مـن سُقمٍ على بَدَنِ
|
3 |
|
حَــولي بِكُــلِّ مَكـانٍ مِنهُـمُ خِـلَقٌ
|
|
تُخْـطي إذا جِـئتَ فـي اسـتِفهامِها بِمَنِ
|
4 |
|
لا أَقــتَرِي بَلَــدًا إِلا عــلى غَـرَرٍ
|
|
ولا أَمُــرُّ بِخَــلْقٍ غَـيرِ مُضطغِـنِ
|
5 |
|
ولا أُعاشِــرُ مِــن أَملاكِــهِم مَلكًـا
|
|
إِلا أَحَـقَّ بِضَـربِ الـرَّأسِ مِـن وَثَـنِ
|
6 |
|
إِنِّــي لأَعــذِرُهُم مِمَّــا أُعَنِّفُهُــمْ
|
|
حــتَّى أُعَنِّــفُ نَفسـي فيهِـمِ وأَنـي
|
7 |
|
فَقــرُ الجـهُولِ بـلا قَلـبٍ إلـى أَدَبٍ
|
|
فَقْـرُ الحِمـارِ بـلا رأسٍ إلـى رَسَـنِ
|
8 |
|
ومُـــدْقِعِينَ بسُــبرُوتٍ صَحِــبتُهُمُ
|
|
عـارِينَ مـن حُـلَلٍ كاسـينَ مـن دَرنِ
|
9 |
|
خُــرَّابِ باديَــةٍ غَــرثَى بُطُـونُهُمُ
|
|
مَكْــنُ الضّبـابِ لهـم زادٌ بِـلا ثَمَـنِ
|
10 |
|
يســتَخبِرُونَ فــلا أُعطيهِـمِ خَـبَري
|
|
ومــا يَطِيشُ لهـم سَـهمٌ مِـنَ الظِّنَـنِ
|
11 |
|
وخَلّــةٍ فــي جَــليسٍ أَلتَقيـهِ بِهـا
|
|
كَيمـا يَـرَى أَنَّنـا مِثـلانِ فـي الوَهَنِ
|
12 |
|
وكِلمَــةٍ فـي طَـريقٍ خِـفتُ أُعرِبُهـا
|
|
فيُهْتَـدَى لـي فلـم أَقْـدِر عـلى اللحَن
|
13 |
|
قـد هَـوَّنَ الصَّـبرُ عِنـدي كُـلَّ نازِلَةٍ
|
|
ولَيّـنَ العَـزمُ حَـدّ المـركَبِ الخَشِـنِ
|
14 |
|
كَـم مَخـلَصٍ وعُـلًى في خَوضِ مَهلَكَةٍ
|
|
وقَتلَــةٍ قُــرِنَت بِـالذمِّ فـي الجُـبُنِ
|
15 |
|
لا يُعجِــبنّ مَضيمًــا حُســنُ بِزّتِـهِ
|
|
وهَــل تَـرُوقُ دَفينًـا جُـودَةُ الكَـفَنِ
|
16 |
|
للـــه حــالٌ أُرجِّيهــا وتُخــلِفُني
|
|
وأَقْتَضــي كَونَهـا دَهـري ويَمطُلُنـي
|
17 |
|
مدَحـتُ قَومًـا وإن عشـنا نَظَمـتُ لهم
|
|
قَصـائِدًا مِـن إِنـاثِ الخَـيلِ والحُصُن
|
18 |
|
تَحــتَ العَجــاجِ قَوافيهـا مُضَمَّـرَةٌ
|
|
إذا تُنُوشِــدنَ لــم يَدخُـلْنَ فـي أُذُنِ
|
19 |
|
فــلا أُحــاربُ مَدفوعًـا إلـى جُـدُرٍ
|
|
ولا أُصــالِحُ مَغــرورًا عـلى دَخَـنِ
|
20 |
|
مُخَــيّمُ الجَــمعِ بـالبَيداءِ يَصهَـرُهُ
|
|
حَـرُّ الهواجـرِ فـي صُـمٍّ مـن الفِتَـنِ
|
21 |
|
أَلْقَـى الكِـرامُ الأُلـى بـادُوا مَكـارِمَهم
|
|
عـلى الخَـصِيبيِّ عِنـدَ الفَرض والسُّنَنِ
|
22 |
|
فَهُـنَّ فـي الحَجـرِ منـهُ كُلَّما عَرَضَتْ
|
|
لــهُ اليَتــامَى بَـدا بـالمَجدِ والمِنَـنِ
|
23 |
|
قــاضٍ إذا التَبَسَ الأَمـرانِ عَـنَّ لَـهُ
|
|
رَأيٌ يُخَــلِّصُ بَيــنَ المـاءِ واللَّبـنِ
|
24 |
|
غَــضُّ الشَّـبابِ بَعيـدٌ فَجـرُ لَيلَتِـهِ
|
|
مُجــانِبُ العَيـنِ للفَحشـاءِ والوَسَـنِ
|
25 |
|
شَــرابُهُ النَّشــحُ لا للــرِيِّ يَطْلُبُـهُ
|
|
وطعمُــهُ لِقَــوامِ الجِسـمِ لا السِّـمَنِ
|
26 |
|
اَلقـائِلُ الصِّـدْقَ فيـهِ مـا يُضِـرُّ بِـهِ
|
|
والواحِــدُ الحــالَتَينِ السِّـرِّ والعَلَـنِ
|
27 |
|
اَلفــاصِلُ الحُـكمَ عَـيَّ الأَولُـونَ بـهِ
|
|
والمُظْهِـرُ الحَـقَّ للسَّـاهي على الذَّهِنِ
|
28 |
|
أَفعالُــه نَسَـبٌ لـو لـم يَقُـلْ معَهـا
|
|
جَـدِّي الخَـصيبُ عَرَفْنا العِرقَ بالغُصُن
|
29 |
|
اَلعـارض الهَتِنُ ابنُ العارِضِ الهَتنِ ابـ
|
|
نِ العـارِض الهَتِـنِ ابنِ العارِضِ الهَتِنِ
|
30 |
|
قــد صَــيّرَت أَوّلَ الدنْيـا وآخِرَهـا
|
|
آبــاؤُهُ مـن مُغـارِ العِلْـمِ فـي قَـرَنِ
|
31 |
|
كــأًنهُم وُلـدُوا مِـنْ قبـلِ أَن وُلـدُوا
|
|
أَوْ كــانَ فَهمُهُــمُ أَيــامَ لـم يَكُـنِ
|
32 |
|
اَلخــاطِرِينَ عــلى أَعــدائِهِمِ أَبَـدًا
|
|
مِـنَ المَحـامِدِ فـي أَوْقَـى مِـنَ الجُنَنِ
|
33 |
|
لِلنــاظِرينَ إلــى إقْبالِــهِ فَــرَحٌ
|
|
يُـزيل مـا بِجِبـاهِ القَـومِ مِـنْ غَضَنِ
|
34 |
|
كـأَن مـال ابـنِ عبـدِ اللـه مُغـتَرَفٌ
|
|
مـن راحَتَيـهِ بـأَرض الـرُّومِ واليَمَـنِ
|
35 |
|
لـم نَفتَقِـد بِـكَ مِـن مُـزنٍ سِوَى لثقٍ
|
|
ولا مِـنَ البَحْـرِ غـيرَ الـريحِ والسُّفُنِ
|
36 |
|
ولا مِــنَ اللَّيــثِ إلا قُبـحَ مَنظَـرِهِ
|
|
ومِـن سِـواهُ سِـوَى مـا لَيسَ بالحَسَنِ
|
37 |
|
مُنــذُ احــتَبَيتَ بإِنطاكِيَّـةَ اعتـدَلَتْ
|
|
حـتى كـأَن ذَوِي الأَوتـارِ فـي هُـدَنِ
|
38 |
|
ومُـذ مَـررتَ عـلى أَطوادهـا قَرِعَت
|
|
مِـنَ السـجودِ فـلا نَبـتٌ عـلى القُنَنِ
|
39 |
|
أَخْـلَت مَـواهِبُكَ الأَسْـواقَ مـن صَنَعٍ
|
|
أَغنَـى نَـداكَ عَـنِ الأَعمـالِ والمِهَـنِ
|
40 |
|
ذا جُـودُ مَـن لَيسَ مِـنْ دَهـرٍ على ثِقَةٍ
|
|
وزُهْـدُ مَـن لَيسَ مِـن دُنْيـاهُ في وَطَنِ
|
41 |
|
وهــذِه همَّــةٌ لــم يُؤتهــا بَشَـرٌ
|
|
وذا اقتِــدارُ لِسـانٍ ليسَ فـي المُنَـنِ
|
42 |
|
فمُـرْ وأَومِـئ تُطَـعْ قُدِّسـتَ مِن جَبَلٍ
|
|
تَبـارَكَ اللـهُ مُجـرِي الرُّوحِ في حَضَنِ
|