|
المنثورة
الأدبية
في التعريف بمدينة خير البرية
الأم
الرؤوم و
الكنف
العظيم , و
الجنة , و
مأوى القلوب
المطمئنة ,
مجمع أوطار
الفؤاد ,
المباركة
الزاد و
الداعية إلى
دار المعاد ,
الدنيا
الصغرى ,
وعتبة الدار
الأخرى .
قبة الإسلام وبيت السلامة , ومأرز الإيمان والكرامة , وقلب الأمان المؤمنة , و حلته المزينة , بل هي الدار والإيمان , و الحرم الآمن المصان . معقد اللواء والوزارة , و مجمع الغنائم والزكاة , ودار المال , و منصرف الأموال , وتصريف الأحوال . المحفوفة بالبركات , و المحفوظة بملائكة السماوات . مراد الرزق ومطلبه , وسماء النبوغ و كوكبه , وطريق المجد ومركبه . هي المختارة لتكون مدخل صدق . وهي البارة و المبرة , فبرها موصول لأهلها بخاصة و العالم بعامة . إذ هي منبع الأسرار و مشرق الأنوار , بها العيشة الهنية , و السعادة الأبدية . هي الجابرة التي تجبر الكسير , وتغني الفقير , ثم هي مجبرة على الإذعان لمطالعة بركاتها وشهود آياتها , وهي جبارة على من أرادها أو أهلها بسوء . ومجبورة من الله في كل ما يعتريها و أهلها , فلا عسر فيها إلا وبعده انفراج , يتبعه للقلب إلى الله معراج , بشكر وثناء وشوق لقاء وابتهاج . هي الحسنة التي عانقها الحسن بجميع صورة . هي المرحومة من الله , الموفية لأهلها بتوبة من الله , وهي دار الأبرار و الأخيار , وعاصمة المصطفى المختار , و المهاجرين و الأنصار, ذات الحجر والنخيل والحرار , ونافية الأشرار . هي الغراء المقدمة في غرة كل شيء وشرفه , وهي سيدة البلدان . هي دار السنة , ومبوأ الحلال والحرام , و الروضة و الصفا , ومهاجر المصطفى . سماها الله طابة , وسماها مصطفاة طيبة , فهي المنورة بذلك وهي الطيبة المطيبة . هي الحبيبة المحبة لكل حبيب , والمحبوبة من كل حبيب . هي محور العلوم , بها الجامعة الكبرى مسجد رسول الهداية للدنيا والأخرى , جامعة معلموها نخبة غرار , من الناس والملائكة والنبات , فأول معلميها سيد البشر ثم جبريل مصطفى الملائكة الدرر , والجذع مندوب عن الشجرات . جامعة الحق و الواجب , يقضي العمر فيها الطالب , مرتع طالب العلم , ورباط العالم , حظيرة النهضة و النهوض , ومحراب السنن والفروض . جامعة ميزانيتها الإيمان والتقوى , و الإتقان ومع الله النجوى . فيها روضة النبي , وذكر الصحابي , وترجمة التابعي , ومآثر البدوي والحضري . هي مستودع المفاخر , وخلاصة الأعراق والنظائر . فيها العفاف , وال! ! ! وقار , وخفض الصوت , والأدب المختار . فيها من المآثر والمفاخر , ما يسكت لسان غيرها من مُفاخر . فمن قباء إلى الخندق وإلى أحد ما يملأ بالصدق والإيمان صدر كل أحد , وبها مقبرة البقيع , هي بلا مراء سيدة المقابر , ثوى فيها القرابة والصحابة والأكابر , والمصطفى دعا لأهلها الله خير غافر . فيا جيل المستقبل , ويا روح الغد المؤمل , عليكم بمسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم , تأخذون منه منهج الله , تقفون في الصلاة تحت سقف واحد , مستظلين بظلاله على البر وخلاله . إخواناً متصافين , وأهلاً متناصفين , بألسنة عفيفة العذبات , وصدور نظيفة الجنبات بعيداً عن العجب , و الكبر والعصبيات , تاركين وراءكم الخلافات , لتقدموا للعالم أضوء الرسالات مؤدين أعظم و أغلا الأمانات . وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً .
|