حدوث اقترن بين الكواكب الزهرة وعطارد وزحل
تدور الكواكب بما فيها
الأرض حول الشمس. وعندما
يكون أحد الكواكب والشمس في نفس الجهة من الأرض فإن هذه الظاهرة تسمى الاقتران أي
اقتران الكوكب والشمس بالنسبة لراصد على كوكب الأرض. ونظراً للحجم الظاهري الكبير
لقرص الشمس فإن كوكب من الكواكب قد يمر خلف الشمس في الاقتران أي أن الشمس تحجب
ذلك الكوكب عن الأرض وفي هذه الحالة تسمى الظاهرة بالاستتار (الاقتران التام أو
الكامل) أي استتار الكوكب خلف الشمس (شكل رقم 1). أما إذا كان الكوكب أقرب للشمس
من الأرض فقد يمر خلف الشمس كالكواكب الأبعد وقد يمر أمام الشمس أي بين الأرض
والشمس لذا نراه عابراً قرص الشمس كدائرة سوداء صغيرة في حالة الاقتران التام
وتسمى هذه الظاهرة بالعبور ، وهذه الظاهرة نادرة الحدوث ، ففي6 ربيع الآخر 1424هـ
الموافق 7 مايو 2003م عبر عطارد قرص الشمس وفي 20 ربيع الآخر 1425هـ الموافق 8
يونيو 2004م عبرت الزهرة قرص الشمس (شكل رقم 2).
وكذلك يحدث الاقتران بين الشمس والقمر ، وإذا حدث
أن غطى قرص القمر جزء من قرص الشمس أوكله فإن هذه الظاهرة تسمى بالكسوف ، وكذلك
فإن هذه الظاهرة نادرة التكرار في المنطقة الواحدة.
أما الظاهرة الأكثر شيوعاً فهي
الاقتران العام ، أي اقتران أي جرم فلكي مع جرم فلكي آخر ، فهذه الظاهرة لا تثير
الانتباه مثل الظواهر السابقة بسبب مشاهدتها كتجمع نجمين أو أكثر في منطقة محددة
من السماء ، لذا لا تنتشر أخبار تلك الظاهرة بمثل الظواهر الأخرى. وقد نشرت عدة قنوات فضائية أخبار عن تلك
الظاهرة ووضع الخبر على شريط الأخبار ، وبدأ تساءل
العامة عنها وعن أهميتها ومدى تأثيرها على الأرض والمخلوقات على سطحها وخاصة البشر
وهل لها دور في الكوارث الأرضية ، إلى آخر تلك الأسئلة.
وكما ذكر فإن جميع الظواهر المذكورة
طبيعية وتتحكم فيها قوانين وسنن كونية ثابتة وقد جعلها العزيز العليم آيات لأولي
الألباب وللتفكر في خلق السموات والأرض ، فسبحان الله الذي أبدع صنع كل شيء وما
ترى في خلق الرحمن من تفاوت ، فارجع البصر هل ترى من فطور.
والظاهرة التي ذكرت في وسائل الإعلام هي اقتران ثلاثة
كواكب مع بعض وهي الزهرة وعطارد وزحل من حوالي 15 يونيو إلى حوالي 5 يوليو 2005م
(شكل رقم 3). وسيقترب عطارد من الزهرة في 20 جماد الأول
1426هـ الموافق 27 يونيو 2005م حتى تصبح المسافة الزاوية بينهما حوالي عُشر الدرجة
أما أقرب مسافة زاوية بين الزهرة وزحل فستصل إلى حوالي درجتين. وللمقارنة فإن
المسافة الزاوية بين طرفي قرص القمر حوالي نصف درجة والمسافة الزاوية بين نقطة فوق
الرأس (السمت) والأفق 90 درجة.
ولو نظرنا إلى ناحية الغرب حوالي الساعة
السابعة مساءً بتوقيت المملكة يوم الأربعاء 22 جماد الأول 1426هـ الموافق 29 يونيو 2005م سنشاهد أن الزهرة وعطارد بارتفاع حوالي 15 درجة عن
الأفق وزحل حوالي 11 درجة عن الأفق. وكذلك
نستطيع مشاهدة كوكب المشتري - ليس في وضع اقتران مع الكواكب المذكورة - بإتجاه
الجنوب الغربي بارتفاع حوالي 56 درجة عن الأفق.
الجدير بالذكر أن القمر سيقترن بالزهرة وعطارد مساء يوم 1 جماد
الآخر 1426هـ الموافق 8 يوليو 2005م حيث ستكون
المسافة الزاوية بينهما حوالي خمس درجات.
طبعاً لم يذكر اقتران الكواكب والنجوم حيث أن تلك الظاهرة تحدث وتتكرر
باستمرار. وقد استخدمت في الماضي ظاهرة
استتار نجم أو كوكب خلف القمر في قياس قطر القمر وبالمثل قياس قطر الشمس أو التأكد
من مدارات الزهرة وعطارد في حالة ظاهرة العبور.
المهم في الأمر أن الظواهر المذكورة لا تمثل
أي نذير لحدوث كوارث أرضية أو تنبؤ بمصير إنسان وأن لا
علاقة للظواهر الكونية بمصير أو قدر أي إنسان ولا تظهر أو تختفي لموت أحد أو
ميلاده ولا هي نذير شؤم لإنسان أو فأل خير لإنسان آخر ويكفي أن نذكر قول نبينا
المصطفى عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم عندما صادف وفاة ابنه إبراهيم كسوف الشمس
فقال: "إن الشمس والقمر لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته’ ولكنهما آيتان من
آيات الله فإذا رأيتموها فصلوا" - رواه البخاري والله اعلم.
إعداد: الدكتور علي بن محمد الشكري ، أستاذ الفيزياء الفلكية المساعد ورئيس قسم الفيزياء بجامعة الملك فهد للبترول
والمعادن
تلفون: 2255 – 860 ، فاكس: 2293 – 860 ، البريد الإلكتروني: alshukri@kfupm.edu.sa
الصفحة
الإلكترونية: faculty.kfupm.edu.sa/PHYS/alshukri
Space Weather News for June 25, 2005
http://www.spaceweather.com
PLANETS ALIGN: Step outside tonight June 27th at sunset and look west
toward the glow of the setting sun. As soon as the sky gets dark, you'll
see three planets--Venus, Mercury and Saturn--gathered close together not far
above the