حصاد الأرواح

قلبٌ يذوق مرارة لما يــــــــــــــرى

 

ما قد تراكــــم من جهالات  الورى

حصدت نفوساً واستَبَت آمالـــــهـا

 

واستودعتْهــا في غيابات الثـــرى

بمقابر نزفت مدامع حســــــــــــرةٍ

 

ومقابــر أخرى تكدَّسُ في العـــــرا

حتى تكون لمن يراها عبــــــــــرة

 

يصحو بها عقلٌ تجاهـل منكــــــرا

عشراتُ آلاف المراكــــــب حُطِّمت

 

والبعضُ منها غابَ في يوم الشـرا

من دونها أرواح قوم أزهقــــــــت

 

وشبابها كالزهـر  كـــان منـــــوِّرا

لم يثمر الطيشُ العميُّ  لأهلنــــــا

 

والجهلُ غيرَ فجائـــع فيــما نـــرى

وعزاؤنا أنَّ الحياة سحابـــــــــــة

 

والأمر كـــان مسطـراً  ومقــــــدَّرا

وحوادث الأيام مثلُ عواصــــــفٍ

 

ستمـــرّ عجلى أولاً أو آخــــــــــرا

لكنَّ ربَّ الكـــــــــون زيَّنَ خلقــهُ

 

بالعقلِ  يحكم دون شكّ أو مِـــــــرا

في العقل تقدير الأمور   رجاحــةً

 

وإذا  تعطَّل كـــان عـبئاً مُنْكَـــــــرا

طفلٌ بعمر الزهر يفقد أهلــــــــــهُ

 

ويعيش في دنياهُ  منفــكَّ  العُـــرى

يتمزق القلب العطوف  لحالــــــهِ

 

وتزيد نفس المـــرء فيه  تأثُّــــــرا

 

 

 

 

 

 

 

ومعوَّقون تمزَّقت أعضاؤهـــــــم

 

أو شُلَّ عقــلٌ لا يميِّــز  حاضـــــرا

تأهيلُهُم أضحى حديث صحافــــةٍ

 

شغلت خطيبــاً واستقلَّت منبــــــرا

والمرء أحوجُ لاستنارة فكــــــره

 

بسَماع درسٍ قد يحِدُّ  مخاطـــــــرا

قل إنه الإنسانُ أعظــم ثـــــــروةٍ

 

تغدو به الصحراء روضاً  اخضـرا

ولآلة العصــــــر الحديث منــافعٌ

 

إن كان  باستخدامهـا  متَحضــّــرا

ويد المنيَّة إن أساء  لفَهمَـــــــهَا

 

وربيعُـهً وشتـــاؤه  مستثمــــــــرا

فالخير إن فهم النجيب  لسرهـــا

 

متمعناً بــأدائــهـا  مُستبصــــــــرا

بعلاقة فيها يحقـــق خــــــــــبرةً

 

يوماً فيوماً قــد تزيـــد تطــــــــورا

       

 

 

يا أيها الإنســان عمــرك لـمحـة

 

فاجعل دقائـقـها  ربيـعـاً أخضــــرا

إن كنت في دنياك ترعى حقَّهـــا

 

هبَّت نسيماً رائقــاً  ومعطَّــــــــــرا

والأمن ينشر من ظلال غصونـه

 

أندى بساطٍ في الصباح   مبكـــــرا

فانشُدْ حياةً واغتنِم ساعاتِهـــــا

 

بَسَّامةً تجد  الطريق    ميسَّـــــــرا

واجعل طريقك رحلةً لسياحــــة

 

فيما تراه العين أمتع    منظـــــــرا

لا أن تنهب الدرب الطويل بسرعةٍ

 

سبَّاقةٍ زمناً ، تعجُّ  مخاطـــــــــــرا

فلديكَ أطفال بقلب مفعـــــــــــم

 

بالحبِّ يرقبُ كلهم أنْ  تحضـُـــــرا

 

 

 

 

 

 

 

بين الضلوع محبةٌ قدسيَّـــــــــة

 

أسمى وأثمن بل وأحلى  جوهــــرا

من يقتل الفرحَ المضيء كأنمـا

 

طعن الحياة وشكَّ فيها خنجـــــــرا

خلق الفتى في النفس نبـعٌ رائق

 

إن كان في أمر  القيـــادة نيـــــِّــرا

كالنهــر يجري ماؤهُ بوداعـــــة

 

متفرعاً يروي به ظمأ الثـــــــــرى

وإذا تهيَّج كالغضوب فإنَّـــــــــه

 

يأتي على ما مرَّ فيـــه   مُدمِّــــــرا

فالرفق في هذي الحياة  فضيلـةٌ

 

زهر  تضوَّع في الأصائل   عنـبـرا

من كان أكثر في الحيـاة توازناً

 

وصلت به تلك الفضيـلـــة للــذُّرى

3/10/2003م

 

لطباعة القصيدة أو حفظها على ملف وورد اضغط هنا