|
|
سأَلَتْ حروفي ما لقلبكَ مُرهَـــــفُ |
|
والفكر يسـرح والخيـــال يطــــوّفُ |
فأجبتهــــا إنَّ الحقيقـــــة مُــــــــرةٌ |
|
وأمَــــرُّها أني بــهـــا لا أعــــــرفُ |
ما عاد في وطني لشعــرٍ رونــــقٌ |
|
فالشعر مــات ومــا رثــاه مؤلّـــف |
إمّا بحثتَ عـــن الفــؤاد فمثخـــــنٌ |
|
فيـــه الجراح بكــل قلـــب تنــــزفُ |
في موطني في كل يوم موكــــــبٌ |
|
أعلامهُ فــوق النعــوش ترفـــرف |
ومشاعــــر تيارهــــــا متدفـــــــق |
|
وعواطفٌ إحساسهـــا لا يوصَــــف |
عيناي ترقــب مــن بعيــد إخــــوةً |
|
وبيوت أهـــــل تستبــاحُ وتنســـــفُ |
جدرانهـــــا أبوابهـــــا ساحاتهـــــا |
|
ديوانهــــا أدراجهــــا والأسقــــــفُ |
شــــذّاذ آفــــــاق وشــر داهــــــــم |
|
حــــول المنــازل جـاثــم ومكثَّــــف |
آلاتهم حصـــنٌ يلـــــوذ بركنـــــه |
|
رعـديـدهم إن هــبَّ شعــب واقـــفُ |
|
|
|
وأرى العراق مدائنـــا قــد لفّهـــــا |
|
حزن الرجال وكـلّ عيــن تـــذرفُ |
من كان يبكي في الرجـال فدمعـــه |
|
لمصيبــة حلّــت وشعب ٍ يَرْسُـــــفُ |
نُهِبَ التراث فمـــا تورع ســــارق |
|
لمــا اشتكــى عِلمٌ ودمّـــر مُتحــــفُ |
وتناثــــرت بمساجـــــد آياتـهـــــا |
|
فاهتـزَّ عمــرانٌ وجلجــل يُوســــفُ |
والمكتبـــات تبــــددت أوراقهــــــا |
|
مــن سارق نـــذل وآخــر يخطـــفُ |
مَــنْ ذا يصَدّق أن تاريخــــاً روى |
|
أسفـــــار حكمتــنـا عــراهُ تّوّقــــفُ |
بغـــداد والقــدس الحزينة صاحتــا |
|
يــــا من يغُيث تراثنــا أو يُسعــــفُ |
وأشــدّ ما يفري الفـــؤادَ مواقــــفٌ |
|
المــــرء فيهــا كالسَّجــين مُكَتَّــــفُ |
والعيـــن تنظــرُ للغـزاة تناثـــروا |
|
مثــل الوبـاء إذا تحدَّث مُنْصـــــفُ |
|
|
|
لبسوا لبـــاسَ المنقـــذين لشعبنـــــا |
|
فبــــدا عليهم رقــــــــةٌ وتلطـّــــفً |
آلاتُ تصويـــر تلـــوّنُ عطفهـــــم |
|
والطائــــراتً لكل حيّ تقصــــــفُ |
وحرائــــقٌ شبَّت بكـــل مدينـــــــة |
|
وقنابــــلٌ ، وقذائـــفٌ تُستــــأنــــفُ |
قــد مزقت جســـداً لطفـــــل وادعٍ |
|
فهل الأفاعي بالضحـيـــة تــــرأف؟ |
ووسائــــل الإعلامِ صوتٌ حائـــر |
|
يعلـو صــداه على المَلا وُيخفَّــــفً |
|
|
|
يا عيُن دمعي للفجيعة ناضــــبٌ |
|
لبليــــةٍ ، هــل للبليــة مسعــــفُ ؟ |
قلبي كما الطير الذبيح لمن يــــرى |
|
وجنـاحـه لا لا يــــزال يرفـــــرف |
مــذ ألف عام والنفـــوس تطلعـــــاً |
|
لمبادىء بــين النفــــوس تؤلّـــــــف |
يومــاً ننادي هل لنا من صحـــــوةٍ |
|
يمحى بـــهـــا مستنقـعٌ وتخلـــــفُ |
ولقد صحت كل الطيور ورفرفـت |
|
والقلــــب منـــــا أبكـــمٌ ومغلَّــــــفُ |
فمتى متى تمضـــي أمانــي أمــــة |
|
لبلـــوغ مـــا يحلو لهـا ويشـــــرّف |
وتراث أمتنا ، ومنهــــج ديننـــــا |
|
وعقول صفوة شعبنـــا تُستهـــــدف |
|
|
|
عَوْداً لنهج ِ قـــاد أعظــم أمــــــــة |
|
وسلاحُها سيف الجهــاد ومصحــف |
ولتفتحوا للعقل بـــابـــاً واسعـــــــاً |
|
فُكُّــــوا عقــــال قيـــوده يستكشـــفُ |
كَــــلَّ اللســان وملًَ مـن تــــرداده |
|
عبــر العصور ولا عِظاتٌ تُسعــف |
هــذا نذيــرٌ فالسفيــــنُ وركبــــــهُ |
|
والموج في وسط الخضـم سيُخطَفُ |
إن لـم نسابــق في الحيــاة ظلالنــا |
|
لنـرود آفاقـاً ، وَيَصـدُقَ موقـــــفُ |
|
|
|
18/4/2003 |
|
لطباعة القصيدة أو حفظها على ملف وورد اضغط
هنا |