القسم الأول >>  خصائص الأخلاق الإسلامية >>  تراعي التدرج

تراعي التدرج

 

   من محاسن الشريعة الإسلامية أنها تقوم في تربيتها على مبدأ التدرج في إلقاء الأوامر و الواجبات بتقديم الأهم واجتناب الأفحش  وحتى في سلم التحلي بالأخلاق الفاضلة يمكن أن يتدرج في مستوى الترقي والصعود ، فيطالب ابتداء بالصدقة بما تجود به نفسه ، ولا يطالب بالتنازل عن كل ماله كما فعل أبو بكر t ، ولا ننتظر منه أكثر من العفو عمن أساء إليه ، أما أن يحسن إلى المسيء فتلك مرتبة أعلى ومقام أرفع ، يمكن أن يرتقي إليه بالتربية ، ولنضرب مثالا على ذلك :

حين أقسم النبي على أن يمثل بسبعين من المشركين ؛ جزاء تمثيلهم بجثة سيدنا حمزة t أنزل الله عز وجل عليه مبادئ متدرجة :

أدناها } وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ... { ، وأرفع منه } .... ولئن صبرتم لهو خير للصابرين { ،  واللائق برسول الله } واصبر وما صبرك إلا بالله ... { .

   ويبقى القفز إلى معالي الأخلاق من العزيمة التي يوفق إليها ذوو الهمم الكبيرة ، ولكن أغلب النفوس يربيها التدرج .