القسم الأول >>  خصائص الأخلاق الإسلامية >> عبادية القصد

عبادية القصد

هذه الخصيصة نتاج طبيعي للخصيصة الأولى ، فمادام أن القيم ربانية فهي بالتالي تعبدية ، يؤجر ويثاب المسلم على فعلها ويعاقب على الالتزام بأضادها  . يؤيد ذلك ما ورد في فضل قيم أخلاقية كثيرة } إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب {  }لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ، ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف يؤتيه أجرا عظيما { } وأجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم { } والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا {

وقوله e ( إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالا يرفعه الله بها درجات ، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يهوي بها في جهنم ) ( ما من شيء أثقل في الميزان من حسن الخلق )   

مهما تخلق إنسان بالأخلاق الإسلامية ، فإنها ستبقى صورة بلا روح ، طالما لم يرد بصاحبها وجه الله ورضاه ، فليس الغرض من الأخلاق الإسلامية وجود صورتها الخارجية ، التي لا تعدو أن تكون طلاء يسقط لأي حكة ، وإنما تهدف الأخلاق الإسلامية إلى امتلاك قلب المسلم ، فيندفع إليها بإيمان صادق ، ويزداد الالتزام بها إيمانا  

ومهما حسنت أخلاق الشخص ولم تكن خالصة لوجه الله تعالى ، فإنها ستظهر نفاقا ورياء أو لمصلحة ثم تزول ، ويظهر ما وراءها من سوء الخلق .