القسم الأول >>  وسائل بناء الأخلاق الفاضلة >>       الوسيلة الأولى : الوعظ والنصيحة

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الوسيلة الأولى : الوعظ والنصيحة :

·   التعريف للوعظ والنصح .

·   أهميتها في بناء الأخلاق .

·       أركان الوعظ والنصح والتوجيه

·   تقسيم الموعظة إلى مباشرة وغير مباشرة .

·   أقسام الموعظة الغير مباشرة .

·   التعريف للوعظ والنصح .

الوعظ : هو التعريف بالخلق الفاضل ، والحث على امتثاله ، وبيان الخلق السيىء ، والتنفير منه ، هو : "التذكير بالخير بما يرقق القلب".

قال تعالى : } ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة  { } أولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم فأعرض عنهم وعظهم وقل لهم قولا بليغا { } والاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع {.

أما النصيحة فهى : "كلمة جامعة مشتقة من مادة ( ن ص ح ) الموضوعة لمعنيين : أحدهما الخلوص والبقاء ، والثاني : الالتئام والرفاء ، يقال : نصح الشيء إذا خلص ، ويمكن أن يكون النصح والنصيحة من هذا المعنى ، لأن الناصح يخلص للمنصوح له عن الغش.

والمعنى الثاني : نصح الثوب نصحاً : خاطه . . . ويمكن أن تكون النصيحة من هذا المعنى ، لأن الناصح يرفأ زائره ، ويصلح حال المنصوح له ، كما يفعل الخياط بالثوب المحروق".

قال تعالى : } ليس على الضعفاء و لا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون من حرج إذا نصحوا لله ورسوله .. {

وقال e : "الدين النصيحة ، قلنا : لمن ؟ قال : لله ، ولكتابه ولرسوله ، ولأئمة المسلمين وعامتهم".

وقال صلوات الله وسلامه عليه : "من دل على خير ، فله مثل أجر فاعله".

هكذا يتكرر ذكر الموعظة ، والنصيحة في القرآن ، والسنة المطهرة باعتبار أنهما من أهم وسائل تربية الخلق وتكوينه ، وكثيرا ما يأمر القرآن بالتذكير فيقول: } وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين  { ويقول : } إن في ذلك لذكرى {.

 

أهمية النصيحة في بناء الأخلاق

حاجة الإنسان للنصح والتوجيه ماسة لا غنى له عنها لأسباب كثيرة منها :

أن الإنسان محل الخطأ والنسيان ولهذا فاحتياجه للتوجيه والتعلم والنصح والتذكير وأمر لازم لا ينفك عنه .

ثم إن ارتقاء الفرد لا يكون إلا بالتوجيه والنصح .

فالنصح لا يستغني عنه بني البشر ، ويحتاج إليه كل فرد أي كان مستواه أو نوعه . فالصغير والشاب والكبير يحتاج إليه والبائع والمشتري والموظف والعامل ....

ولأجل ذلك كان النصح موقعه مهم في ميدان الإسلام

ولهذا قال e : ( الدين النصيحة ، قلنا : لمن يا رسول الله ؟ قال : لله ، ولكتابه ، ولرسوله ، ولأئمة المسلمين ، ولعامتهم )

وهذا الحديث العظيم يدلنا على أمور عظيمة ، منها :

1- أهمية النصح في الدين الإسلامي ، ولهذا قال أهل العلم بأن هذا الحديث أحد أرباع الدين ، وهو من جوامع كلمه e

2- دائرة النصح في الإسلام منضبطه ومرتبة حسب الأهمية

3- اتساع دائرة  النصيحة حتى تشمل أوسع دوائرها كما يدل عليه قوله r (ولأئمة المسلمين ، ولعامتهم ) .

وفي حديث جرير بن عبد الله  أنه قال : ( بايعت رسول الله e على إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم ) .

وانظر إلى الأمور التي بايع النبي e عليها أركان الإسلام وركائزه الأساسية وذكر النصيحة معها دلالة على أهميتها .

وفي هذه البيعة دلالة على أن النصح جانب مهم في تكون كل مسلم .

ثم إن هذا الاهتمام من الإسلام بالنصح فيه تفعيل لحال المسلم بأن يشارك ويكن شخصا فاعلا في تكوين المجتمع المسلم وبنائه

         فالنصح تفاعل للمسلم مع من حوله .

         وإبعاد له عن النظرة الأنانية .

فالنصح جانب مهم في تكوين المسلم لأنه جانب يتعلق بدين وديانة كل المسلم .

وإذا كان هذا الفهم هو السائد بين المسلمين فإن نتاج ذلك مجتمع متماسك مترابط كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا ، مجتمع غاية  في النبل والرقي والسمو بين الأمم .

 

أركان الوعظ والنصح والتوجيه

1.   الواعظ الموجه أو الناصح

2.   والموعوظ أو الموَجَّه أو المنصوح

3.   الموعظة أو التوجيه أو النصيحة

الركن الأول : الواعظ الموجه أو الناصح

يعتبر الواعظ أو الموجه أو الناصح هو المترجم لمحتويات الموعظة أو النصيحة  صوتا ولفظا ، وبقدر علمه و براعته في الاستحواذ على اهتمام المنصوح والتأثير فيه والوصول إلى قلبه وعقله ،  ولأجل ذلك لابد من توافر بعض الأمور فيه :

ولعل أولها : الإخلاص

فإن الكلام يخرج وعليه حلة القلب الذي خرج منه ، والكلام متى كان من القلب فحده القلب ، ومتى كان من اللسان فحده الآذان

وثانيها : العلم والدراية والمعرفة لا أقصد بذلك مجرد العلم بالنصوص المعرفية فحسب بل بالأساليب الكفيلة بالتأثير على الناصح [ سواء كانت قوليه او فعلية ، علمية أو عملية ] وبأساليب إمتاع العقل وإقناعه ، وبأحوال المجتمع ومؤثراته ، و كذلك معرفته بطرق العلاج الناجعة ....الخ فالناصح مثل الطبيب المعالج

   فعليه أن يتخير المكان والزمان المناسبين  ويتحين الفرصة والموقف الذي يترك أثرا فاعلا في نفسية المنصوح .

   وأن يسلك مسلك الرفق و الرقة في التوجيه ولين العبارة فالرفق كما قال النبي  r ( لا يكون في شيء إلا زانه ، ولا ينزع من شيء إلا شانه )، فالشخص الذي عرف بغلظة العبارة وقسوة التعامل ينفر الناس منه ومما يقوله ( فبما رحمة من الله لنت لهم ،ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك )

   فالتهور و الاندفاع و الحمية الزائدة تولد ردة فعل لدى المنصوح تجعله يكره ويستنكف النصيحة ومن هنا يحصل الإحجام عن تقبل انصيحة ، فالعقلانية في النصح مطلب مهم ول ( أدعو إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم )

وثالثها : تمثل الناصح بالأخلاق الفاضلة فإن سيرته الحسنه تترك أثرا فاعلا في تقبل التوجيه والنصيحة (وسنتناول هذا الأمر في موضوع القدوة)

ورابعها : أن لا يكون نصحه تشهيرا أو إذلالا أو بقصد الاستعلاء على الناصح

فهذا النبي r لا يشهر في نصحه وتوجيهه عند رؤيته للخطأ وإنما ينصح بقوله ( ما بال أقوام ) دون الإشارة إليهم أو ذكر أسمائهم ، وفي هذا يقول الإمام الشافعي :

تعمدني بنصحك في انفراد      وجنبني النصيحة في الجماعة

فإن النصح بين النـاس نوع      من التوبيخ لا أرض استماعه 

ملاحظة مهمة : إن تقبل النصيحة من المنصوح ليس بأمر لا زم وليست بنتيجة حتمية ، ولو كان الأمر كذلك لكان سيد البشر أولى بذلك ... فالناصح ما هو الا سبب وتبقى الهداية بيد الله .

و مما ينبغي أن يراعيه الناصح والواعظ  حال الإنسان الذى يعظه

   فالأفراد يتباينون من حيث تقبلهم وإذعانهم ورقة قلوبهم ، ومن حيث معاندتهم وقسوة قلوبهم وعدم إذعانهم للحق ، وكذلك من حيث علمهم وجهلهم بالأمور الشرعية .

   فإذا كان طالبا للحق محبا له فهذا لا يحتاج إلى جدال وإنما يحتاج إلى تعليم وتبصير، مع موعظة تشحذ همته وتثير عواطفه نحو تطبيق ما عرف .      

   وإذا كان مشتغلا بالباطل متوغلا في الفجور : فهذا يحتاج إلى الموعظة المليئة بالترغيب والترهيب والوقائع والقصص التي تترك أثرا في النفس

   وإذا كان معاندا معارضا فهذا يجادل بالتي هي أحسن ، مع التعرف على ما لديه من أفكار ومعطيات حتى يتمكن من إقناعه ودحض حجته ، كما في مخاطبة موسى لفرعون وإبراهيم للنمرود

 

الركن الثاني : المنصوح

قبول النصح الهادف والنقد البناء

إن قبول النصح الهادف والنقد البناء مما يعين على اكتساب الأخلاق الفاضلة و مما يبعث على التخلي عن الأخلاق السيئة فعلى من ينصح أن يتقبل النصيحة وأن يأخذ بها ، حتى يرتقي بنفسه ويتخلص من نقائصه فيكمل سؤدده وتتناهى فضائله .

لأن إصلاح النفس لا يتم بتجاهل عيوبها ولا بإلقاء الستار عليها .

بل ينبغي لمن يطلب الكمال أن يتقدم إلى خواصه وثقاته في أن يتفقدوا عيوبه ونقائصه ويطلعوه عليها ويعلموه بها فهذا مما يبعث على التنزه والتخلص من العيوب والنقائص

فالمسلم مرآة لأخيه المسلم  كما قال e  (إن أحدكم مرآة  أخيه فإن رأى به أذى فليمطه)  الترمذي 4/325

و قال عمر  t (رحم الله من   أهدى إلي عيوبي) سنن الدارمي 1/169

وعندما مات رجل من المنافقين فلم يصل عليه حذيفة ، قال له عمر t  أمن القوم هو ؟ قال نعم فقال له عمر t بالله منهم أنا ؟ قال : لا ، ولن أخبر به أحدا بعدك . مصنف ابن أبي شيبة 7/481

بل المستحسن للإنسان الواعي أن يجيز لمن لم يوقفه على عيوبه أكثر مما يجيز المادح على مدحه وثنائه ، فإذا لزم هذه الطريقة وعرف بها لم ولن يستنكف مثل أولئك الخواص من تنبيهه ؛ بل أن إن مثل هذا التنبيه يجعله يلزم نفسه للتخلص والتنزه عن مثل تلك النقائص لعدم استصغاره في عيونهم  

الركن الثالث : الموعظة أو التوجيه أو النصيحة

لكي تأتي الموعظة والنصيحة والتوجيه أكلها بإذن ربها لابد أن يرعى في ذلك عدة أمور منها :

         فعليه أن يتخير الموعظة التي تناسب عمره والنصيحة التي تلائم ظرفه

         أن تكون بعيدة عن الإطالة والتكرار الممل

فقد روى جابر بن سمرة t قال : "كنت أصلي مع رسول الله e فكانت صلاته قصداً ، وخطبته قصداً ".  والقصد هو الاعتدال بين الطول والقصر.

وفى حديث آخر له : ” كان رسول الله e لا يطيل الموعظة يوم الجمعة ، إنما هن كلمات يسيرات 

وقال عبد الله بن مسعود t : "إن رسول الله e كان يتخولنا بالموعظة فى الأيام مخافة السآمة علينا".

         وأن تتناسب مع المقام والحال فيتخير الموعظة التي تناسب عمره والنصيحة التي تلائم ظروفه

   متنوعة في محتواها : تشتمل على الترغيب والترهيب بقدر الحاجة ، والعبرة والعظة التي تحرك الوجدان و تشتمل ضرب الأمثال على القصة الواعظة التي تستثير القلب وتشحذ الهمم   

ومن هنا كان التنوع في أساليب النصح والوعظ جانب مهم ، لا ينبغي إغفاله .

لكونها تتيح للناصح عملية الانتقاء للأساليب بما يتواءم مع حال الناصح وتأثيره فيه واستفادته منه . بالإضافة إلى كونها تعلمنا عدم الاعتماد على أسلوب واحد في النصح تمجه النفس ويمل منه السامعون .

 

تقسيم الموعظة

 

فالموعظة قد تكون مباشرة ، وقد تأتي من خلال قصة ، وقد تأخذ صورة المثل ، وقد تتضح من خلال حوار :

 

( أ ) فمن الموعظة المباشرة نصيحة لقمان لابنه :

} وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم ....يا بني أقم الصلة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور * ولا تصعر خدك للناس ولا تمشٍ في الأرض مرحا إن الله لا يحب كل مختال فخور * واقصِد في مشيك واقضض من صوتك ...  {

(ب) استخدام أسلوب القصة في الوعظ والنصيحة :

استخدام أسلوب القصة في الوعظ والنصيحة قد كثر وروده فى القرآن والسنة "والإسلام يدرك هذا الميل الفطري إلى القصة ، ويدرك مالها من تأثير ساحر على القلوب ، فيستغلها ، لتكون وسيلة من وسائل التربية والتقويم. وهو يستخدم كل أنواع القصة :- النوع الأول : القصة التاريخية الواقعية المقصودة بأماكنها وأشخاصها وحوادثها ، والنوع الثاني : القصة الواقعية التي تعرض نموذجا لحالة بشرية ، فيستوي أن تكون بأشخاصها الواقعيين ، أو بأي شخص يتمثل فيه ذلك النموذج ، والنوع الثالث : القصة التمثيلية التي لا تمثل واقعة بذاتها، ولكنها يمكن أن تقع فى أية لحظة من اللحظات وفى أي عصر من العصور.

 

 

من النوع الأول : القصة التاريخية الواقعية المقصودة بأماكنها وأشخاصها وحوادثها  - كل قصص الأنبياء ، وقصص المكذبين بالرسالات ، وما أصابهم من جراء هذا التكذيب ، وهي قصص تذكر بأسماء أشخاصها وأماكنها وأحداثها على وجه التحديد والحصر : موسى وفرعون ، عيسى وبنى إسرائيل ، صالح وثمود ، هود وعاد ، شعيب ومدين ، لوط وقريته ، نوح وقومه ، إبراهيم وإسماعيل إلخ . . . إلخ.

 

والنوع الثاني : القصة الواقعية التي تعرض نموذجا لحالة بشرية  فيستوي أن تكون بأشخاصها الواقعيين ، أو بأي شخص يتمثل فيه ذلك النموذج، كم في قصة ابنيْ آدم : } واتل عليهم نبأ بنيْ آدم بالحق إذ قربا قربانا فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر ، قال لأقتلنك ، قال إنما يتقبل الله من المتقين ... {.

والنوع الثالث : القصة التمثيلية التي لا تمثل واقعة بذاتها، ولكنها يمكن أن تقع في أية لحظة وفى أي عصر

ومثاله  قصة صاحب الجنتين : } واضرب لهم مثلا رجلين جعلنا لأحدهما جنتين من أعناب وحففناهما بنخل وجعلنا بينهما زرعا ...  {.

هكذا يستخدم القرآن الكريم القصة بأنواعها المتعددة فى بناء الخلق ، ومن يطلع على السنة المطهرة يجد نماذج عديدة لهذا الأسلوب.

 

(جـ) وضرب الأمثال أسلوب بارع من أساليب الوعظ والنصيحة ، ومن ذلك ما جاء في الكتاب الكريم عن الكلمة الطيبة كلمة الحق والإسلام ، والكلمة الخبيثة كلمة الباطل والشرك : } ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء   ... {.

وعندما أراد الرسول e أن يلقن أصحابه درسا في الرحمة ، وأن يبين لهم شيئا من رحمة الله عز وجل ، ورأى أمامه امرأة ترضع ولدها ، وتضمه إليها رحمة به وشفقة عليه ، سأل أصحابه : "أترون هذه المرأة طارحة ولدها في النار ؟   قالوا : لا والله ، وهي تقدر على أن لا تطرحه. قال رسول الله e:" لله ارحم بعباده من هذه بولدها ".

وحينما أراد أن يلقنهم درسا آخر في التعاطف والتكافل الاجتماعي ، قال لهم : "المؤمن للمؤمن كالبنيان. يشد بعضه بعضاً".

( د ) وأسلوب الحوار من أسئلة وأجوبة يجذب انتباه السامع وللموعظة التى تأتي من خلاله. ومن ذلك ما جاء في خطبة الوداع. عندما سأل الرسول e أصحابه : "أي شهر هذا ؟

قُلْنا : الله ورسوله أعلم.         

قال : فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه.

قال : أليس ذا الحجة ؟ قلنا : بلى :

قال : فأي بلد هذا ؟

قُلْنا : الله ورسوله أعلم.

قال : فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه.

قال : أليس البلدة ؟ قلنا : بلى.

قال : فأي يوم هذا ؟

قُلْنا : الله ورسوله أعلم.         

قال : فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه.

قال : أليس يوم النحر ؟ قلنا : بلى يا رسول الله.

قال : فإن دماءكم ، وأموالكم ، وأعراضكم حرام عليكم ، كحرمة يومكم هذا ، في بلدكم هذا ، في شهركم هذا ، وستلقون ربكم ، فيسألكم عن أعمالكم ، فلا ترجعن بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض ، ألا ليبلغ الشاهد الغائب ، فلعل بعض من يبلغه يكون أوعى له من بعض من سمعه ، قال : ألا هل بلغت ؟ ".

 

 

 

ما ينبغي أن يراعيه الناصح والواعظ :

على الواعظ أن يراعي عدة أمور منها :

·   حال الإنسان الذي يعظه .

·   وأن يتخير الموعظة التي تناسب عمره والنصيحة التي تلائم ظروفه

·   وأن يكون توجيهه بلطف ، يتجنب الغلظة والفظاظة .

·   وأن لا يكون نصحه تشهيرا أو إذلالا أو بقصد الاستعلاء على الناصح .

·   وأن لا يطيل في الوعظ فيمل السامع.

فقد روى جابر بن سمرة قال : "كنت أصلي مع رسول الله e فكانت صلاته قصداً ، وخطبته قصداً ". والقصد هو الاعتدال بين الطول والقصر.

وفى حديث آخر له : "كان رسول الله e لا يطيل الموعظة يوم الجمعة ، إنما هن كلمات يسيرات ".

وقال عبد الله بن مسعود : "إن رسول الله e كان يتخولنا بالموعظة في الأيام مخافة السآمة علينا".

هكذا كان منهج نبينا محمد صلوات الله وسلامه عليه في الوعظ والنصيحة.