القسم الأول >>  خصائص الأخلاق الإسلامية >> ثابتة

ثابتة

ثباتها يعني كونها متأصلة في نفس صاحبها ، لا تؤثر فيها الأهواء والأحوال والمناصب .....  يتمثل بها المسلم في كل أحواله ، فلا يتغير خلقه مع الضعفاء ولا مع الأقوياء ، ولا في حال فقره أو غناه ، ولا في إقامته أو سفره ، ولا في حال رضاه أو غضبه .. ولا تختلف حين يكون رئيسا أو مرؤوسا ، أميرا أو مأمورا ... .

و مصدر ثبات هذه الأخلاق أنها ربانية تعبدية ، يدور صاحبها معها حيث دارت ، فلا تتلون وفقا لأهواء الناس وأذواقهم . ولهذا لا تقبل قيمنا الإسلامية ما في عالم السياسة من أخلاق الكيل بمكيالين ، والازدواجية في المعايير حسب ما تقتضيه المصلحة ، وأن الغاية تبرر الوسيلة . ولا نقبل في دنيا الاقتصاد الإقراض بالفائدة الربوية ، فالربا هو الربا ، ولو تعاملت به أمم الأرض .

      إن هناك فرقا بين الأحكام والقيم الأخلاقية وبين التقاليد والأعراف الاجتماعية ، فهذه الأخيرة تقبل التغير والتبديل وبخاصة ما فسد منها .

وتقتضينا المقارنة أن نذكر أن الأخلاق في المجتمعات الغربية فيها من المرونة ما يسمح بتعديلها أو العدول عنها . ففضيلة العفة لم تعد هاجس المجتمعات الغربية في ظل نظامهم الاجتماعي القائم على سياسة الأخدان ، لكنها تقفز لتكون على رأس الهرم القيمي إذا تعلق الأمر برئيس الدولة أو رجال الحكومة ، حتى  إنها قد تطيح بهم ، وهذه من المفارقات العجيبة في تلك الأنظمة ، وما أمر قصة الأميرة ديانا والرئيس كلينتون مع سكرتيرته مونيكا  عنا ببعيد .